بقلم: الأستاذ حسين مغازي وفقدت سفينة المجتمع توازنها في ظل هذا الطوفان التكنولوجي الكبير، وتسمرت العائلات أمام المسلسلات المدبلجة، المكسيكية بداية، ثم البرازيلية، وأخيرا المسلسلات التركية، التي كادت أن تقضي على الأخضر واليابس، هذه الأخيرة أصبحت موضة وإدمانا للعائلات في البيوت، اغتصبت فيها مبادئ وقيم كانت بالأمس خطوطا حمراء، تٌراق حولها الدماء فانهزمت الرجولة في عقر دارها، ولم يعد الخطاب الديني يلامس القلوب، وفرّت الذكورية إلى غير رجعة، ونزع الحياء لباس الفضيلة والتُّقى، وغصت المحاكم بقضايا العهر والخيانة والانحلال، قضايا أبطالها رجال كبار وأمهات كن بالأمس فاضلات، لم تنفع معها إلا دموع الحسرة والأسى، وآهات الهزيمة والانكسار على زمن كانت فيه الأسرة والعائلة، محاطة بكثير من القدسية والجلال، زمن لم نكن نتوقع أن يحل علينا، شباب ضائع في فيافي الحشيش والمخدرات، فتيات وجدن أنفسهن ضحايا الإهمال والخلافات والعنف الأسري، فترجلن في الشوارع بحثا عن صدر حنون، لتخطفهن أيادي الشر والرذيلة، وترتفع بهن قوائم الأمهات العازبات، واختلاط الأنساب، المجتمع الكريم يئن ولابد من حلّ، ويبقى الأمل مع بركات رمضان.