ناشدت مصادر مسؤولة في القطاع الصحي بالشرق الجزائري وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الدكتور سعيد بركات بالتدخل الفوري من أجل حل مشكل نقص الدواء الأساسي للإبقاء على حياة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، مشيرة لوجود 360 حامل جديد للفيروس عبر القطر الوطني قالت إنهم مسجلون لدى المصالح الاستشفائية ومخابر التحاليل لكنهم يقبعون في بيوتهم في انتظار الموت المحقق مع وصول الفيروس إلى عضو الكبد. وأعربت أمس هذه المصادر في حديث ل ''الحوار'' عن قلقها الشديد إزاء تفاقم أزمة مرضى التهاب الكبد الفيروسي في الوقت الذي لم تتأخر الدولة وعلى رأسها الوزير السابق عمار تو والحالي الدكتور سعيد بركات في تخصيص نفس المبلغ المعتمد السنة الفارطة 2008 للعام الجاري 2009 وهو المقدر ب350 مليون دينار- أو ما يعادل 350 مليار سنتيم لمكافحة هذا المرض الفتاك والذي يحتفل بالمناسبة ال20 منذ اكتشافه، موضحة في ذات السياق أن هذا المبلغ يكفي لأعداد تتجاوز الألف ويبقى فائضا كبيرا من الأموال، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول سياسة التسيير التي كثيرا ما تحجب عن الوزير في رفع التقارير إليه، ولذلك دعت الوزير بركات إلى التأكد من حالات الاستهتار بالمريض وصحته التي تتوقف على نوعين من الدواء فقط في الغالب ''إذا لم يأخذهما تباعا فمصيره الموت المحقق'' تردف هذه المصادر. وزادت بأكثر توضيح أن المريض الجزائري بحاجة إلى 48 علبة دواء خلال 48 أسبوعا-مع احتساب وجود 52 أسبوعا في السنة أي قرابة سنة كاملة- يقوم من خلالها بأخذ علبة واحدة أسبوعيا، لكن المشكل أنه في كثير من الأحيان يقع تذبذبا في منح الدواء حتى لمن يتلقون العلاج، حيث إذا توقف منح الدواء لمدة 15 يوما ''فكأنك لم تفعل أو لم تقم بشيء وهي الوقائع التي كثيرا ما تصيب ال50 مريضا في العاصمة لوحدها''-تضيف ذات المصادر-، وضربت مصادرنا أمثلة أخرى حول طلب الدواء على مستوى العديد من مستشفيات الشرق الجزائر كسكيكدة قسنطينة وسوق أهراس وباتنة وخنشلة وبريكة التي سجلت في الآونة الأخيرة كارثة حقيقية في تسجيل أعلى النسب في الشرق وحتى وطنيا، بالإضافة إلى ولاية تبسة التي تعاني من المرض والتي قدمت طلبات عاجلة للدواء لم يصلها ما يمكن سد الحاجة ل04 مرضى فقط، كما أكدت عدم تسلم أغلب هذه المراكز لحصصها وطلباتها من الدواء، في الوقت الذي تعرف المراكز الصيدلانية للجهات الكبرى كعنابة نفاد الأدوية. وتساءلت في جانب آخر عن الغاية من هذا التماطل في الوقت الذي بادرت الدولة بإجراءات كبيرة لصالح مرضى هذا الداء الصامت والفتاك والذي أشار حوله رئيس جمعية مكافحة داء التهاب الكبد الفيروسي في الجزائر عبد الحميد بوعلاق أن عدد المرضى بالجزائر قد بلغ ال1.5 مليون مصاب بفئتيه '' ب'' و'' ج''، وهو مرض صامت لا تظهر أعراضه الحقيقية إلا في المراحل المتقدمة التي تتطلب المعالجة اليومية للتغلب على سريانه الكبير نحو عضو الكبد، حيث تتطور الحالة إلى سرطان الكبد وهي آخر مراحله المؤدية للموت الحقيقي. وختمت ذات المصادر حديثها بإثارة نقطة مهمة أخرى وهي مسألة إعارة الأدوية بين المستشفيات، حيث كشفت أن العوز في قضية الدواء بلغ حد '' الاستدانة '' من المراكز الصيدلانية التابعة للمستشفيات المجاورة في الولايات القريبة على أن تسلم الكميات المدانة في وقت محدد '' كثيرا ما لا يمكن احترامه'' نظرا للأزمة الحاصلة في شح إرسال الأدوية من الصيدلية المركزية بالعاصمة.