-هكذا يتعامل الأساتذة الحراس في الامتحانات المصيرية -نواري ل"الحوار": تقديم الأساتذة الحلول للتلاميذ راجع لمصالحهم الشخصية -بحاري ل"الحوار": نشر المواضيع هدفه عرقلة إصلاحات بن غبريط -أساتذة يعلمون التلاميذ الغش.. رغم الانتقادات اللاذعة التي يوجهها الكثير من المنتسبين لقطاع التربية للإجراءات التي تقوم بها الوزيرة نورية بن غبريط منذ توليها هذا المنصب، بهدف إصلاح المنظومة التربوية التي لا يختلف اثنان أنها تتخبط في مشاكل لا تعد ولا تحصى تعيق تطور المدرسة الجزائرية وبلوغها مدرسة الجودة والنوعية، لكن البحث في هذا القطاع بعمق يوضح أن كل مسؤول على جزء من هذا الوضع، ولهذا وقفت "الحوار" في هذا الاستطلاع على خرق بعض الأساتذة الذين يقومون بالحراسة في الامتحانات المصيرية لمهمتهم الموكلة اليهم من خلال إعطاء حلول المواضيع للتلاميذ الممتحنين خاصة في امتحان شهادة "السانكيام"، فماذا يحرسون هؤلاء يا ترى!! حلول أسئلة الامتحان في متناول الممتحنين صرح العديد من التلاميذ الذين اجتازوا امتحانات شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط ل"الحوار" أنهم تحصلوا على حلول بعض الأسئلة في مواضيع هذه الامتحانات النهائية من طرف الأساتذة الذين كانوا يحرسونهم، وقد كشف بعض التلاميذ الممتحنين ان بعض الأساتذة يمرون عليهم ويطلعون على مسودات أو أوراق اجابتهم وفور ملاحظتهم لإجابة خاطئة يشيرون لهم بتصحيحها أو يقدمون لهم الجواب الصحيح، وكان هذا الامر في أكثر من سؤال، كما أفاد بعض التلاميذ أن هناك أساتذة حراسا منحوهم الإجابة الصحيحة بطلب منهم، وغالبا ما يتم ذلك في الدقائق الأخيرة لانتهاء الوقت المقرر للامتحان وتسليم أوراق الإجابة. نسب النجاح العالية في "السانكيام" لا صحة لها وفي سياق الموضوع، اعتبر الناشط التربوي، كمال نواري، أن "غش" بعض الأساتذة الحراس من خلال تقديم حلول أسئلة الامتحانات النهائية للتلاميذ الممتحنين، خاصة في شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط، فعل لا يخدم التلميذ ويعود سلبا على المنظومة التربوية، قائلا: "العديد من التلاميذ صرحوا بأن بعض المعلمين يقدمون لهم الحلول لمواضيع الامتحانات، وهناك من يكتبون الإجابة على الصبورة، وبالتالي فهم يعلمونهم الغش ابتداء من شهادة "السانكيام" الى غاية اجتيازهم لشهادة "البكالوريا"، موضحا أن هذا يمكن من مساواة التلاميذ باختلاف مستوياتهم، اذ يصبح التلميذ المتفوق يتساوى مع التلميذ الأقل مستوى من حيث المعدلات المحصل عليها، مؤكدا هذه الممارسات هي المشكل الذي ينخر المدرسة الجزائرية. معدلات الفصل الأول في الطور الثاني تفضح هذه الأفعال.. وأضاف نواري أن هذه الأفعال تفضحها معدلات هؤلاء التلاميذ للفصل الأول من السنة الأولى متوسط، فمعدلات نيلهم لشهادة "السانكيام" مع نتائج الفصل الأول في الطور الثاني لا تتطابق، وهذا ما يؤدي الى رسوب معظمهم، مرجعا غاية الأساتذة من ذلك خاصة أساتذة السنة الخامسة الى تباهيهم بنسبة النجاح التي يحققها تلميذهم في هذه الشهادة. من جهة أخرى، المعدلات التي يتحصل عليها بعض التلاميذ غير متطابقة مع المعدل السنوي، وهنا تساءل نواري عن كيفية نجاح التلاميذ التي تكون معدلاتهم السنوية عالية في حين تنخفض في امتحان شهادة التعليم الابتدائي والعكس صحيح، فقد ينتقل الى الطور الثاني تلميذ يكون معدله السنوي اقل من 5 على 10 بالمقابل معدل عال في امتحان الشهادة، قائلا: "كل التلاميذ في شهادة التعليم الابتدائي يجتازون هذه المرحلة وينتقلون الى الطور الاكمالي سواء بالتفوق في الشهادة سواء بمجهوداتهم او بمساعدة الأساتذة الحراس الذين يقدمون لهم الإجابات، او بمعدل الانتقال"، وفي الإطار دعا نواري الى إلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي. من يقف وراء تسريبات مواضيع الامتحان!! وفيما يتعلق بتسريب المواضيع في شهادتي "السانكيام" و "البيام" اتهم المتحدث ذاته في تصريحه ل"الحوار"، الأساتذة الحراس ورؤساء المراكز بالوقوف وراء هذا الامر، قائلا: " تسريب التلاميذ للمواضيع غير معقول، كون التلاميذ الممتحنين لا يزالون صغارا ولا يتحكمون جيدا في التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعية، مبرزا أن الوزارة أخطأت في تعيين رؤساء المراكز في مدارسهم فيما يتعلق بامتحانات "السانكيام"، على عكس شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا الذين يتم تعيينهم خارج مقاطعتهم، مؤكدا في سياق مغاير ان تعيينهم في غير مقاطعتهم كذلك يفتح المجال لوقوع مقايضة بين رؤساء المراكز. كما شدد المتحدث ذاته، الهاتف المحمول يمنع إدخاله وليس استعماله فقط، والأساتذة الحراس ملزمون بترك هواتفهم في امانة رئيس المركز، لكن الواقع مختلف "خطأ مهني"، هذا الخطأ يتحمله كل من الأستاذ الحارس ورئيس المركز لأنه لا يقوم بسحب المواضيع الزائدة بعد توزيعها، وهنا يصورون بعض الأساتذة تلك المواضيع وينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي وبخصوص أسباب لجوء الأساتذة الحراس ورؤساء المراكز لإعطاء الإجابة حول مواضيع الامتحانات النهائية او تسريبها، بين نواري أنه بالنسبة لمدراء المؤسسات الابتدائية فيهمهم كثيرا نسبة النجاح المحصل عليها في مؤسستهم، كونها تدخل في إطار حركة نقلهم، حيث ان نسبة نجاح مؤسسة ما على سبيل المثال بنسبة 90 بالمائة تضاف للمدير الى سلم التنقيط المشارك به في الحركة 90 نقطة، على عكس المدير الذي تحصل مؤسسته على نسبة نجاح متدنية أي تنخفض عدد نقاطه. رؤساء مراكز يتواطؤون مع أولياء التلاميذ وقال الناشط التربوي كمال نواري، إن هناك بعض رؤساء المراكز يتواطؤون مع أولياء التلاميذ، فبعد سحب المواضيع الزائدة يقومون بإخراجها الى أولياء التلاميذ خارج المؤسسة فيتم املاؤها عليهم عبر جهاز البلوتوث، وهذا ما يستدعي تفتيش الأساتذة للممتحنين وفق ما يسمح به القانون. نقابات متهمة بالتشويش على الإصلاحات بدوره، أكد رئيس نقابة الاسلاك المشتركة والعمال المهنيين للتربية، سيد علي بحاري، أن هناك مؤامرة دنيئة على حد وصفه يراد منها ضرب وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت وابعادها من على راس القطاع، موضحا ان تكرار سيناريو "التسريبات في الامتحانات الموسمية هو أمر مفتعل الغاية منه هو عرقلة الإصلاحات التي تقوم بها الوزيرة من أجل تحسين القطاع ومعالجة القضايا العالقة به. وفي الإطار، جدد بحاري في تصريحه ل"الحوار"، طرحه المتعلق باستبعاد الأساتذة من حراسة الامتحانات النهائية قائلا:" من المفروض ان الأساتذة لا يحرسون الامتحانات بل يكتفون بتصحيح اوراق الإجابة فقط"، مقترحا اللجوء الى المنتمين الى الاسلاك المشتركة سواء كانوا مستشارين او ملحقين رئيسيين بالإدارة للقيام بهذه العملية وذلك ضمن مسعى تجنب التسريبات والغش الحاصل من قبل بعض الأساتذة أثناء الحراسة، مردفا بالقول: "الكثير لا يحملون صفة الأستاذ الا بالاسم فقط". أولياء التلاميذ يتوسلون الأساتذة.. تواصلت "الحوار" مع بعض الأساتذة الذين قاموا بالحراسة في امتحانات شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط، فقال البعض انهم ينبهون التلاميذ بوجود أخطاء في اجابتهم وينصحونهم بإعادة النظر فيها وتصحيحها، في حين قال اخرون انهم يقدمون إجابات حول أسئلة الامتحان للتلاميذ ذوي المستوى الضعيف، وهناك من يساعدون جميع الممتحنين، في المقابل قالت الأستاذة ن. م إن أولياء التلاميذ ينتظرون الأساتذة أمام مدخل مراكز الامتحان ويتوسلون إليهم حتى يقرؤون المواضيع لأبنائهم ومساعدتهم في تقديم الحلول، مردفة بالقول: "معظم الاولياء لا يهمهم نجاح أبنائهم وانتقالهم الى الطور المتوسط او الثانوي من خلال مجهوداتهم وتحضيرهم المسبق للامتحانات، بل يطلبون منا أن نغش ونمنحهم حل المواضيع"، معتبرة ان هذه التصرفات غير عقلانية وكل من يقوم بها من الأساتذة لا يهمهم سوى النقاط المحصل عليها. أساتذة يحملون المسؤولية لمفتشي التربية والوزارة من جهة أخرى، حمل عدد من الأساتذة الذين يحرسون الامتحانات مسؤولية لجوئهم الى "الغش" وإعطاء حل مواضيع الامتحان للتلاميذ الممتحنين الى مفتشي التربية الذين يشددون على ضرورة تحقيق نسبة نجاح عالية تصل الى 100 بالمائة، ما يعني ان رسوب بعض التلاميذ يعتبرونه امرا غير عادي، في سياق متصل انتقدوا إجراءات الوصاية المتعلقة بإعادة الانتقال بالمعدل الفصلي، هذا ما يسمح لكل التلاميذ بنيل الشهادة سواء بالامتحان و بدونه، تضيف المصادر ذاتها. هجيرة بن سالم