يبدو أن صيف الإسلاميين في الجزائر سيتواصل مثلما هو عليه حالهم الآن، نوم طويل، بعدَ ربيع كانوا فيه في سبات عميق، فلا مبادرات سياسية، ولا حراك ظاهر في الأفق، حراك نرجو منه تحريك المياه الراكدة، ربما يتحقق المرجوا والمنتظر منهم. بل وحتى نضالهم على مواقع التواصل الإجتماعي، ومن خلال المقالات التي يكتبها بعض قياداتهم، إنتقل إهتمامهم من السياسة المحلية إلى "يحيا" أردوغان مرورا طبعا كالعادة على القضية المركزية "تحيا" فلسطين. قصة طريفة تلخص هذه الظاهرة رواها الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد رحمه الله عن قائد هيئة أركان الشرق محمد السعيد، المدعو العقيد سي ناصر، تحدث عن وطنيّته وإخلاصه للقضية الجزائرية وعن كفاحه النزيه وورعه اللافت للأنظار، وعن تأثره بهتلر وبالشيخ الحاج الحسيني مفتي القدس في ذلك الوقت. تحدث أنه زارهم ذات يوم في المنطقة الأولى، جمعوا له الجنود ليقول فيهم خطابا ويحمسهم على الجهاد، فأحظروا له طاولة حتى يصعد فوقها ليلقي خطابه، وقد أمسك بالطاولة من جهة الرئيس الراحل الشاذلي رحمه الله ومن الجهة الأخرى شخص آخر حتى لا تسقط به، لأنه كان ثقيل الوزن. شرع في إلقاء خطابه الحماسي بصوته القوي، فألهب مشاعر الجنود، رفع معنوياتهم، حثهم على الإنضباط، ثم ختم خطابه قائلا: "تحيا الجزائر..تحيا الثورة..يحيا المجاهدون" وعندما لم يجد ما يضيفه صرخ بأعلى صوته مرددا: "يحيا رَبِّي". ثم ختمها: "لقد اتفقت مع مفتي فلسطين، صديقي الحاج الحسيني، أننا بعد تحرير الجزائر سنحرّر فلسطين!!. وعندما غادر المكان، قام أحد الجنود أمام إخوانه المجاهدين مُقلدا له ومرددا بنفس الصيغة الكلامية تقريبا : "الجزائر لم نحرّرها وهو يريد أنّ يحرّر فلسطين". يبدو أن حال الإسلاميين في الجزائر هذه الأيام يصدق فيهم تقليد ذلك الجندي للعقيد السي ناصر، تحدثوا طويلا عن مشاريعهم وبرامجهم السياسية في الجزائر، لم ينتهوا منها، فغيروا نضالهم إلى "تحيا" تركيا..و"يحيا" أردوغان..وفِي بعض الأحيان العودة إلى القضية المركزية: "تحيا" فلسطين..وعندما يخفت لهيب كل هذه القضايا في صدورهم سيفاجئوننا حتما بنضال آخر وصيحة لم نتعود عليها منهم: يحيا رَبّنا..!!.