شهد قصر الشعب إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس السابق الشاذلي بن جديد وسط أجواء حزينة في حضور حشود كبيرة يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وجميع الطاقم الحكومي والشخصيات السياسية والإعلامية، وأمام أبواب قصر الشعب تجمع المئات من المواطنين الذين أبوا تفويت فرصة إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل، حيث ملأت الدموع معظم الكهول والشيوخ الذين جاءوا من أجل رؤية هذا الرجل الذي يشهد له كل الحضور بالتواضع وحب الوطن قبل كل شيء. عرف إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد حضور جميع الشخصيات البارزة والفاعلة في الجزائر بدءً من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول عبد الملاك سلال، وكل الوزراء، وشخصيات أجنبية جاءوا خصيصا من أجل توديع الرئيس الثالث للجزائر، حيث وصل جثمان الراحل الشاذلي بن جديد على الساعة الواحدة والنصف إلى قصر الشعب. وطبعت الأجواء حالة من الحزن على إثر فقدان الجزائر أبرز رؤسائها الذين خدموا البلاد، وأثناء تواجد «السياسي» بعين المكان رصدنا آراء المواطنين الذين لم يريدوا تفويت رؤية جثمان الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، حيث أبرز كل من التقيناهم المسيرة الكبيرة والتضحية التي قام بها هذا الرجل، وهذا ما يؤكده لنا عبد القادر -موظف- والذي عايش وقت الرئيس السابق الشاذلي بن جديد «إن الجزائر فقدت شمعة من شموعها، فهذا الرجل إنسان يحب البلاد والشعب حيث كانت له أفكارا مستقبلية، وهو أول من فتح مكانا لتعددية في الجزائر وكان صريحا رغم الضغوطات التي كانت مفروضة عليه في ذلك الوقت»، أما محمد صاحب ال 45 سنة الذي يقول: «الشاذلي بن جديد رئيس صاحب مبادئ ووطني بمعنى الكلمة مستعد للدفاع عن البلاد والشعب، حيث في وقته كان المواطنون يعيشون عيشة جيدة»، ويضيف المتحدث بأنه فعل شيئا لم يستطع أحد في ذلك الوقت أن يقوم به وهو الإعلان عن دولة فلسطين والدفاع عن القضية الفلسطينية بكل ما استطاع من قوة». ومن بين هذه الحشود الكبيرة التقينا بمحمود الذي جاء من هولندا ليلقي النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس السابق للجزائر الشاذلي بن جديد والذي يقول «هو من بين أعظم الرؤساء الذين مروا على الجزائر فأنا أحبه، لقد تركت جميع أعمالي وأتيت من هولندا لكي أرى هذا الرجل الذي وهب للجزائر كل ما يملك وكان أقرب الناس إلى الشعب في ذلك الوقت». لقد كان كل الوافدون الذين ينتظرون لإلقاء النظرة الأخيرة على الرئيس السابق متأثرون. وحسين الذي جاء من ولاية ورقلة الذي لم تترك له الدموع مجالا للحديث الطويل، حيث اكتفى بوصف الرئيس الراحل بكلمات قليلة لخصها في «الجزائر خسرت أعظم رجل»، إن هذه الأجواء توضح مدى حب الشعب الجزائري لهذا الرئيس ومدى تعلقهم به من خلاله والذي كان له الفضل في أن يعيش الشعب في رخاء كبير في ذلك الوقت. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد ترحم ظهر أمس على روح الفقيد الرئيس الأسبق للجزائر (1979 - 1992) الشاذلي بن جديد الذي توفي إثر مرض عضال، وفي جو مهيب قرأ رئيس الدولة فاتحة الكتاب قبل أن يوقع على سجل التعازي. وستشيّع جنازة الفقيد الشاذلي بن جديد اليوم الاثنين بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة العاليةبالجزائر العاصمة. شخصيات وطنية تشيد بخصال الفقيد الشاذلي بن جديد أشادت عدة شخصيات وطنية بخصال الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الذي انتقل إلى رحمة الله أمس الأول السبت عن عمر ناهز 83 سنة ونوهت بإسهاماته في تحرير وبناء الوطن. ولد قابلية «الجزائر فقدت ابنا بارا ومجاهدًا من الرعيل الأول" نعى وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية الشعب الجزائري في مصابه الجلل والمتمثل في انتقال ثالث رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة إلى جوار ربه وهو الرئيس الشاذلي بن جديد، بحيث وصفه زميله في الجهاد إبان الثورة التحريرية المباركة بالابن البار بأمته ومجاهدًا من الرعيل الأول لثورة أول نوفمبر المظفرة، وقال «حقيقة الجزائر فقدت ابنا بارًا ومجاهد من الرعيل الأول للثورة التحريرية المباركة وخسرت رجلا وطنيا من الطراز الرفيع، فالرئيس الشاذلي رحمه الله كان له الفضل في الانفتاح الديمقراطي والتعددية الحزبية والإعلامية بعد أحداث الخامس من أكتوبر 1988 فرحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، والصبر والسلوان لذويه وعائلته وللشعب الجزائري بصفة عامة». لهبيري «الرئيس الشاذلي كان كورباتشوف الجزائر» وصف المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري المرحوم الرئيس الشاذلي بن جديد بأنه كورباتشوف الجزائر، وذلك نسبة للرئيس الاتحاد السوفياتي السابق الذي قاد الإصلاحات السياسية في بلاده نهاية الثمانينات، وهو ما عمل عليه المرحوم الرئيس الشاذلي بن جديد خلال تلك الفترة حيث عمد إلى فتح المجال السياسي في وجه الأحزاب وإقرار التعددية الإعلامية كذلك. وأضاف يقول «الرئيس الشاذلي بن جديد كان في المستوى وعمل الكثير لبلاده ولشعبه ونحن نعترف بأنه هو من أوصلنا إلى عهد الديمقراطية الآن فرحمه الله». سيد أحمد غزالي «إنه رجل نعترف له بحبه الكبير للجزائر» اعترف الرئيس السابق للحكومة الأخيرة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد أحمد غزالي بأنه عمل لسنوات طويلة إلى جانب المرحوم، وأنه كان يلمس فيه دائما حبه الشديد والكبير لوطنه وشعبه، الرئيس الشاذلي بن جديد رجل وطني ويعشق الجزائر بصورة رهيبة وقدم الكثير لهذه الديار سواء إبان الثورة أو بعد ترؤسه لقيادة الدولة». أبوجرة سلطاني «المرحوم الشاذلي رئيس هادئ وحكيم» وصف أبو جرة سلطاني وزير الدولة السابق وزعيم حركة المجتمع «فقدان الجزائر لأحد أبنائها وهو الشاذلي بن جديد بأنه كالكتاب الذي يسرق من على رفوف مكتبات التاريخ»، وأكد أبو جرة سلطاني حكمة الشاذلي بقوله «الرئيس الشاذلي رئيس هادئ ورجل حكيم وجاء في ظروف صعبة وكان يعمل في صمت، ولم يكن يحقد على أي أحد ونحن نعتقد بأنه من أنجح الرجال الذين قادوا الجزائر ونحن لا يسعنا إلا أن نترحم عليه طالبين من المولى عزوجل أن يسكنه مع الصدقين والشهداء في جنة الرضوان». بشير مصيطفى:«إنه رجل التضحيات» أثنى الوزير المنتدب بالإشراف لدى الوزير الأول بشير مصيطفى على مسيرة الرئيس الشاذلي بن جديد خاصة فيما تعلق بالانفتاح السياسي والإعلامي الذي بدأه سنة 1988، مؤكدا بأن الجزائر ستبقى وفية لنهج الإصلاحات على جميع الأصعدة والتي شرع فيه الرئيس شاذلي بن جديد بعد أحداث 5 أكتوبر 88، مؤكدا بأنه رجل التضحيات والمواقف المشرفة عربيًا ودوليًا. بوكرزازة «الرئيس الشاذلي أخلاقه عالية» قال رشيد بوكرزازة الوزير السابق للاتصال «الشاذلي بن جديد نجح في زمانه في انتقال الحكم وتداول على السلطة بكل رزانة وتبصّر وهو صاحب نظرية وشعار التغيير في ظل الاستمرارية، ولا يمكن لأي أحد أن ينكر له مواقفه على الصعيد الدولي التي كانت مشرفة جدًا، فالشاذلي رحمه الله رجل شجاع وصاحب الإصلاحات والتعددية السياسية والإعلامية والحزبية، وأعتقد بأن الكل يعترف له بتواضعه غير المفتعل وغير المصطنع وهو ما انعكس على شعبيته المتجذرة داخل الأوساط الشعبية فرحمه الله». وزير المجاهدين «الجزائر خسرت رجلا من أبرز رجالها» قال محمد شريف عباس وزير المجاهدين في تصريح ل«السياسي»: «إننا عاجزون عن تقديم أي شيء فهذه إرادة الله سبحانه وتعالى والأعمار بيد الله، إن الجزائر خسرت رجلا من أبرز رجالها، فالرئيس الشاذلي بن جديد يشهد له الجميع من خلال المواقف الجيدة والضرورية، فلا يسعني في هذا الحادث الأليم إلا أن ندعو للرئيس الراحل بالرحمة والمغفرة». بن حمودة: «الشاذلي وهب نفسه من أجل استقلال البلاد» أكد رفيق النضال السياسي للرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الوزير السابق بوعلام بن حمودة أن الفقيد واصل مسيرة النضال، ففي منصبه كرئيس كان له الفضل في المساهمة في مواصلة مسيرة الجزائر ووهب نفسه من اجل استقلال البلاد عندما كان مجاهدا وضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني ولخدمة وطنه وبنائه حين تقلد مناصب قيادية في الجيش الوطني الشعبي ثم رئيسا للجمهورية ليقود الجزائر إلى تحقيق نقلة نوعية في تاريخها بالتأسيس للتعددية السياسية. ولد خليفة: «الشاذلي بن جديد كان رجل دولة من الطراز الأول» بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة برسالة تعزية إلى عائلة الفقيد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وجاء في الرسالة أن الجزائر فقدت برحيل الشاذلي بن جديد رجل دولة من الطراز الأول وهب نفسه من أجل استقلال الجزائر عندما كان مجاهدا وضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني ولخدمة وطنه وبنائه حين تقلد مناصب قيادية في الجيش الوطني الشعبي ثم رئيسا للجمهورية ليقود الجزائر إلى تحقيق نقلة نوعية في تاريخها بالتأسيس للتعددية السياسية. عميمور «الشاذلي رسم الخطوات الأولى للديمقراطية في الجزائر» من جهته يثمن الدكتور عميمور المستشار الإعلامي للفقيد الشاذلي بن جديد مجهودات الرئيس الذي رسم الخطوات الأولى للديمقراطية في الجزائر باعتباره صورة لا تتكرر في مسيرة تاريخ الجزائر على أساس أن الرجل يمتلك مواهب قيادية بفضل كونه جزء من جيش التحرير الوطني كان يتميز بالتواضع يتقبل النقد والتوجيه ومستعدا لإعادة الخطاب مرة أو مرتين أو ثلاث ويحاول دائما أن يكون دائما في مستوى المهمة المطلوبة منه - يضيف عميمور - أنه بعد عدة سنوات أصبح الرئيس الراحل شاذلي بن جديد من أهم رؤساء العرب وربما من الرؤساء العرب القلائل الذين وقفوا ضد الغزو الأمريكي للعراق. زهور ونيسي: «الشاذلي أول من رفع المرأة لمنصب الوزير في الجزائر» من جهة أخرى تسجل المجاهدة الكاتبة والوزيرة السابقة زهور ونيسي انضباط وتواضع الفقيد الشاذلي بن جديد، مشيرة إلى أنه كان الأول في احترام المرأة ورفعها إلى منصب الوزير في فترة الثمانينات، مضيفة أن التعامل مع المرحوم الشاذلي بن جديد يميزه جو من التنظيم والاحترام ويدافع عن القيم الوطنية النبيلة. مولود حمروش: «الشاذلي بن جديد الرجل المتواضع الذي أحب الجزائر» أكد مولود حمروش سياسي ورئيس حكومة سابق أن الشاذلي رجل أحب الجزائر وناضل من أجلها وضحى بكل ما يملك ورغم المناصب التي تقلدها بقي رجلا متواضعا يعيش مع الشعب وله علاقات اجتماعية واسعة قبل أن يكون رئيسا وحافظ على هذه العلاقات حتى بعد أن أصبح رئيسا، وقال «كان دائما يبحث عن رفاهية الشعب والإجراءات التي اتخذها في ذلك الوقت أكبر دليل على ذلك من إلغاء رخصة الخروج من التراب الوطني، كما ناضل المرحوم الشاذلي بن جديد من أجل أن يعيش الشعب في ظروف جيدة، لهذا أعطى نجاعة كبيرة للحكم من إنشاء المؤسسات، وهذه الأخيرة تؤدي إلى إصلاحات جديدة