يدخل الزوجان الجديدان حياة ملأى بالرومنسية التي تفرض نفسها في الأيام الأولى للزواج لكنها سرعان ما تشهد أفولا وتراجعا لعوامل عدة ومختلفة تفرضها البيئة والحياة وروتينها الذي ما يلبث يستقر في الحياة الزوجية بعد زمن قد يطول أو قد يقصر حسب الظروف. تحتاج الحياة الزوجية لإستمرارها أن يتوفر الحد الأدنى من الحب والتفاهم بين الطرفين لتسير أمور حياتهما وفق نمط خال من المشاكل التي قد تعصف بالزواج وتضر النساء على ألا تخلو حياتهن الزوجية من الرومانسية. أما الرجال فتأخذهم الالتزامات الأسرية بعيدا عن هذا العالم، فتجدهم يلهثون وراء توفير لقمة العيش ويعتقد أغلبهم أن الرومانسية مجرد سخافات يجب تجاوزها والعيش بطريقة عادية. وتشكي أغلب الزوجات من الغياب التام لهذه الأخيرة عن حياتهن خاصة بعد انجابهن للأولاد وتحجج الأزواج بالعمل، ومشاكل الحياة لتوفير المتطلبات الضرورية التي لا تأتي بها الرومانسية على حد قولهم وحتى وإن حاولن استعادة أيام الزواج الأولى إلا أن هناك دائما ما يأتي ويعكر صفو هذه اللحظات، كما أن الرجال يعتبرون أن الرومانسية، دلال زائد من النساء نتيجة تأثرهن بالمسلسلات التي يصر أبطالها على تجاوز الزمن، والعيش في عالم الرومانسية مع ما تخلفه ذلك من كوارث في جيوب الرجال وعقول النساء. ------------------------------------------------------------------------ أسهم الرومانسية تنهار في بورصة الزواج ------------------------------------------------------------------------ يرى الكثير من الناس أن الزواج مقبرة حقيقية للرومانسية وللعب في أحيان كثيرة حيث يعتبره الكثيرون نهاية حتمية لعلاقات عاطفية تخللتها الرومانسية وسيرت جميع فصولها إلى حد بعيد، ولكن بمجرد اجتماع الطرفين تحت قبة الزواج تنهار الرومانسية فجأة وبدون مقدمات فاسحة المجال للحياة وقوانينها التي تبدأ في السيطرة على عواطف الزوجين وتضعها جانبا أو تستغلهما بأمور حياتية أخرى أكثر أهمية أو يعتقدون أنها تأتي في المقدمة كالأولاد والبيت والعمل وغيرهم وما يزيد من ابتعاد الطرفين عن الرومنسية هو عدم الاكتراث الذي يبديه كل واحد منهما لحقهما في استرجاع أيام الزواج الأولى. أردنا أن نعرف موقع الرومانسية في حياة الأزواج اليوم، ودون تردد اقتربنا من نساء التقيناهن خلال حفلة زفاف فكان ردهن متباينا غير أن التذمر بدا جليا من خلال حديث أغلبهن وتؤكد السيدة عقيلة أن الرومنسية لا وجود لها إلا في المسلسلات والأفلام، فلكي أن تتصوري حال رجل يدخل منهكا من العمل ؟ يكون رومانسيا خاصة إذا طلبت منه شراء شيء ما للبيت فلن تجد الرومانسية لها مكانا في حيانا وقد أنهكتنا متطلبات الحياة. أما السيدة ''لبنى'' متزوجة حديثا فقد اعتبرت أن حياتها الزوجية لا تخلو من الرومنسية ومع أن الكثيرات قطعن حديثها معتبرات أنها عروس جديدة وأكدن لها أن حياتها ستتغير بمجرد انجابها للأولاد فحيئذ ستتغير نظرتها للحياة ولن تجد للرومنسية أثر ي حياتها إلا أنها نفت بشدة ذلك وأكدت أن الرومانسية يصنعها الطرفان معا، وإذا استطاعا ترتيب حياتهما سيكون للرومانسية خصوصيتها، وستفرض نفسها حتى بعد 50 سنة من الزواج حتى وإن امتلأ البيت بالأطفال. وترى ''لبنى'' أن الرومانسية لحظات نسرقها في غفلة من الحياة، ولا يجب أن نتركها تنفلت من بين أيدينا لأسباب واهية نختلقها نحن ونعطيها الحق في تسيير حياتنا. أما السيدة ''فاطمة'' وهي الأكبر سنا بينهن فقد أكدت لنا بعد أن شرحنا لها معنى الرومانسية أنها مجرد ألعاب صبيانية وطيش شباب وأن هناك أمورا أكثر أهمية في الحياة، وتضيف أن الحب والتفاهم والاحترام الأجدر بأن يسودوا داخل الحياة الزوجية لا أكثر ولا أقل. أما عن رأي أزواجهن فقد أكدن أغلبهن رفض أزواجهن وتعليقاتهم الساخرة على الرومانسية وانها مجرد إضاعة للوقت وروت لنا احداهن أنها ارادت يوما أن تقيم عشاء رومانسيا لزوجها كما تراه دائما في المسلسلات ففوجئت بتعليقاته الساخرة التي أفسدت السهرة بكاملها، والتساؤل الذي راودني عند سماع هذه القصة هل الرومانسية عيب في المجتمعات العربية؟ وهل يلام الرجل إذا عاش لحظات رومانسية تبعده قليلا عن أجواء الحياة المشحونة ومتطلباتها التي لا تنتهي. وهل أصبحت الرومانسية سلعة نادرة في زيجات اليوم؟ والحقيقة أن الإجابة عن هذه الأسئلة تستدعي منا الرجوع إلى المجتمع الذي عودنا دائما على كبت مشاعرنا وعدم البوح بها دون أن يعطينا أسبابا مقنعة لذلك.