نصيرة سيد علي من أجل تخفيف على الجزائر عبء فاتورة الواردات من الوقود، والتي تكلف خزينة الدولة ملايير الدولارات، شرع مجمع سوناطراك في بناء معابر سلسة وذكية نحو التموقع الجيد في الاسواق الدولية، والتنويع في أعمالا وأنشطته، من خلال دخوله في سلسلة من المفاوضات مع 14 شركة أجنبية تنشط في مجال المحروقات، ويعتبر هذا الإجراء بمثابة دعم قوي لخيار التنويع الاقتصادي الوطني. الجزائر نحو إنتاج 2.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا وفي هذا الإطار، أكد الخبير الطاقوي بوزيان مهماه أنه ينبغي التذكير بأن الجزائر قد وقعت في الآونة الأخيرة العديد من العقود، من بينها، ثلاثة عقود وقعتها مع شركة إيني الإيطالية منتصف شهر افريل من هذه السنة، تخص أولا التطوير والبحث والتنمية في إطار نشاطات الشراكة بين الجانبين، لا سيما في مجال الطاقات المتجددة، إضافة إلى قطاع المحروقات، حيث يتمثل الاتفاق الاول في مجال المحروقات في إنجاز أنبوب لنقل الغاز يربط وحدتي إنتاج حوض بركين بجنوب البلاد، لجمة بئر رود ومنزل لجمة شرق. وستسمح هذه العملية بإنتاج إضافي يفوق 2,5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وسيدخل الاستغلال في سنة 2020، أمّا الاتفاقية الثانية فتتعلق بإرساء إطار للتعاون ومبادئ التفاوض من أجل تجميع كفاءات هاتين الوحدتين، وستعمل الشركتان البتروليتان معا لتقليص تكاليف مختلف أشغال الصيانة وأشغال أخرى، وتهدف هذه العملية إلى تقليص التكاليف إلى نحو 50 مليون دولار أمريكي سنويا. خطوة سوناطراك تفتح المجال لاستثمارات جديدة وأضاف المتحدث ذاته أن شركة "إيني" الايطالية لها حضور قوي ورقم أعمال مهم، وتعد من بين أهم الشركاء الأساسيين لسوناطراك، والتي تنوي تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع سوناطراك بشكل أكبر، وضخ المزيد من الاستثمارات بالجزائر لرغبتها في حيازة الحصص الأهم من احتياطات الغاز بالجزائر، وأيضا استكشاف واستغلال بالشراكة مع المؤسسة الوطنية سوناطراك لمكامننا ومواردنا البحرية. وأضاف يقول إن المصالح الايطالية والجزائرية تتقاطع بخصوص الموارد الطاقوية التي ستحظى بأهمية أهم في المشهد الطاقوي العالمي، وعلى الخصوص طاقة الغاز، فشركة إيني التي تسيطر عليها الحكومة الإيطالية، تخطط لتحويل إيطاليا إلى مركز للغاز في جنوب أوروبا يضمن نقل الإمدادات الإفريقية خاصة من الجزائر وليبيا والتدفقات المستقبلية المتأتية من أذربيجان إلى أوروبا، والجزائر تسعى ليس فقط للحفاظ على حصتها في السوق التقليدية لها وهي أوروبا، إنما تخطط بذكاء لتعزيز وجودها كشريك أساسي وموثوق لأوروبا، وأيضا التموقع الجيد مع الشركات الخمس الكبار في الساعة العالمية في آفاق 2030، وهذا يكون بدءًا ببناء شركات مربحة ومفيدة للارتقاء بأدائنا الدولي. هذا ما تجنيه سوناطراك من الشراكة الدولية وللفهم الجيد لما تقوم به الشركة الوطنية سوناطراك في الوقت الحالي، يقول مهماه بخصوص ما أعلن عنه مؤخرا الرئيس المدير العام له بخصوص تقدم 14 شركة عالمية من 14 بلدا للظفر بحصة لها في الشركة المختلطة الدولية الجزائرية للتسويق الدولي للمحروقات البترول الخام والغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المميع ال"جي. أن. أل" والمكثفات التي ستطلقها سوناطراك عما قريب، إضافة إلى إعلان العملاق الطاقوي الإيطالي "إيني" بدخوله في مفاوضات هامة واستراتيجية لشراء كافة الإنتاج الجزائري من الغاز، ينبغي في اعتقادي التذكير بالإطار الاستراتيجي الذي يعمل على بنائه إطارات سوناطراك بقيادتها رئيسها مديرها العام، لتعزيز احتياطاتنا من المحروقات، ورفع قدراتنا في الإنتاج واكتساب كفاءة مرجوة ومهارات عالية في التسويق الدولي لمناجاتنا من الخام واللواحق والمنتجات المرافقة والمصنعة والنصف المصنعة، وتطوير قدراتنا في الصناعات البتروكميائية، وأيضا ضمان أمننا الطاقوي على المدى البعيد، واستيفاء حاجات سوقنا الوطنية الداخلية من مختلف المواد الطاقوية على غرار الوقود والبوليميرات والمواد البلاستيكية، والأسمدة والمواد الصيدلانية، ومواد التنظيف وغيرها مما ينتج من السلاسل الصناعية الطاقوية والتي تفوق فاتورة استيرادها حاليا ال 5 مليار دولار (لو نأخذ الإحصاءات المدققة لوارداتنا من الوقود والبلاستيك والأسمدة والمواد الشبه الصيدلانية)، وهذا كله يجري تأطيره من خلال بناء نموذج للأعمال التجارية خاص بسوناطراك، نموذج جديد عصري ويستجيب للتحديات والرهانات العالمية في الأسواق الطاقوية، ومراجعة قانون المحروقات لتعزيز جاذبيتنا الجيولوجية والجغرافية بجاذبية للاستثمارات المالية والتكنولوجيات العالية، والعمل على توسعة قدراتنا من الصناعات البتروكيميائية، نشر الطاقات المتجددة ضمن منظومة الأنشطة والأعمال للشركة الوطنية سوناطراك، بالإضافة إلى حرصها على التواجد في السوق الدولية من خلال بناء معابر صلبة وذكية للتموقع الجيد، هذا ما يجري بناؤه عن طريق تجسيد شراكات ممتازة تسمح لسوناطراك بالارتقاء بآدائها في الأسواق العالمية،خاصة الأسواق الفورية بتقوية قدراتنا في تسويق غازنا على الشكل المسال، فمعارك الغاز المسال "جي.أن.آل" هي ساحة ينبغي لنا افتكاك حصتنا التي تليق بقدراتنا الهامة من الغاز، والعمل على التوسع في أعمال الاستكشاف والتنقيب خارج حدودنا الوطنية، كذلك التوسع في أعمال الاستكشاف والتنقيب عن مواردنا من المحروقات غير التقليدية والبحرية، تحويل شركة سوناطراك من شركة وطنية (تنشط فقط ضمن الحيز الجغرافي للجزائر) إلى شركة عالمية رائدة.