بوديبة: يجب هيكلة التعليم الثانوي قبل الحديث عن البكالوريا زقار: القرار سيعود بالفائدة على التلميذ وميزانية الامتحان عاشور: نطالب بإصلاح التعليم الثانوي أولا انقسمت نقابات التربية بين مؤيد ومعارض لقرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتنظيم امتحان البكالوريا في ثلاثة أيام ونصف، دون حذف مادتي التربية الإسلامية والتاريخ، حيث أيّد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “اونباف” قرار وزيرة التربية نورية بن غبريط، في حين رأت نقابتا “الكناباست” و”الكلا” أن القرار شعبوي ولا يخدم المدرسة الجزائرية، والأجدر بالوزارة أن تقوم بإعادة هيكلة التعليم الثانوي ثم الحديث عن عدد أيام البكالوريا. الوقت الحالي لا يسمح بالمغامرة في هذا السياق، رفضت نقابة الكناباست على لسان الناطق الرسمي مسعود بوديبة قرار وزارة التربية، حيث أكد في تصريح ل “الحوار”، أن وزارة التربية تصر على إعادة هيكلة البكالوريا دون المرور على هيكلة التعليم الثانوي، في حين أن مطالب النقابة منذ أكثر من 13 سنة واضحة جدا، حيث أنها تصر -ولا تزال- على وضع تصور واضح للبكالوريا قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يؤثر سلبا على هذا الامتحان المصيري، مشيرا إلى أن نقابة “كناباست” تعتبر قرار الوزارة شعبويا وسياسيا غير مقبول إطلاقا، ولا يخدم المنظومة التربوية، معتبرا أن الوقت الحالي لا يسمح بالمغامرة وإعادة هيكلة البكالوريا في سياق منفصل قبل إعادة هيكلة التعليم الثانوي في خطوة الأولى، مؤكدا ان اي قرار يخص شهادة البكالوريا يجب أن يتم بعد وضع ملف التعليم الثانوي على الطاولة وليس العكس. وأضاف بوديبة أن مشاكل التعليم الثانوي لا تختصر في عدد أيام البكالوريا، مشيرا إلى أن هذه القرارات الارتجالية ستفتح الباب لنقاشات عقيمة، المدرسة الجزائرية في غنى عنها، مؤكدا أن المدرسة بحاجة الى خطوات جريئة وإيجابية تركز على هدف واحد ووحيد وهو تحسين جودة التعليم ، بعيدا عن قرارات شعبوية تفتح الباب لأطراف معينة تحاول استغلال هذه القرارات لتمرير أهدافها. أيام الامتحان لا يعد مشكلا على الإطلاق وفي سياق مماثل، قال رئيس مجلس ثانويات الجزائر “الكلا”، إيدير عاشور، إن نقابته ترفض مثل هذه القرارات وتطالب بإعادة النظر في إصلاح المنظومة التربوية بأكملها، مشيرا في تصريح ل”الحوار” إلى أنه لا يمكن إصلاح امتحان البكالوريا دون المرور بالتعليم الثانوي الذي يبقى إصلاحه مطلبا ملّحا وأولوية لا تريد وزارة التربية الحديث عنها، وتحاول ذر الرماد في العيون بتحويل الأنظار إلى عدد أيام الامتحان والذي لا يعد مشكلا على الإطلاق. وأضاف عاشور أن إصلاح التعليم الثانوي من شأنه أن يحدد مصير البكالوريا والمدرسة الجزائرية ككل، وهو ما تحاول الوزارة تجنب الخوض فيه، وانتهاجها طرقا أخرى بإصدار قرارات لا ولن تخدم المدرسة الجزائرية. تقليص أيامه سيخدم التلميذ من جهة أخرى، ثمّن المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “اونباف”، عبد الوهاب العمري زقار، قرار وزارة التربية الوطنية، مشيرا إلى أن الامتحان في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ وعدم المغامرة بحذفهما من الامتحان من شأنه أن يحفظ عناصر الهوية الوطنية ويقويها في ذاكرة التلاميذ، مضيفا في تصريح له ل”الحوار” أن تقليص أيام الامتحان من خمسة أيام إلى ثلاثة أيام ونصف سيخدم التلميذ، مؤكدا أن جمعيات أولياء التلاميذ ارتاحت للقرار، وهو ما يشير حسب زقار إلى رغبة الوزارة في تقديم الامتحان بصورة تخفف الضغط عن التلميذ وعائلته، كما أن تقليص أيامه سيخفف الأعباء المالية ويقلل من الميزانية المخصصة لهذا الامتحان المصيري. تجدر الإشارة إلى أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، كشفت الأربعاء الماضي، ان مادتي التربية الإسلامية والتاريخ معنيتان بالامتحانات الكتابية للبكالوريا، وهو ما يعني عدم حذفها بعد أن أثارت الكثير من الجدل في الجزائر. وقالت بن غبريط في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية إن “مادتي التربية الإسلامية والتاريخ معنيتان بالامتحانات الكتابية للبكالوريا”. وأوضحت الوزيرة أن ” الحملة الإعلامية حول مشروع إعادة تنظيم البكالوريا سيتم إطلاقها خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية 2018-2019 لشرح محتواه للمجتمع” مشيرة إلى “تنظيم موائد مستديرة وندوة بإشراك جميع الفئات في هذا النقاش بهدف صياغة مقترحات”. كما تحدثت بن غبريط عن تسجيل اجماع مع الشريك الاجتماعي (نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ) حول تقليص أيام الامتحان من خمسة (5) أيام الى ثلاثة ايام ونصف، الهدف الرئيسي منها هو راحة التلميذ. وحسب الوزيرة، فقد تم الاتفاق أيضا على إدراج التقييم المستمر في السنة الثانية والثالثة ثانوي، مشيرة إلى أن مادتي التربية الإسلامية والتاريخ معنيتان بالامتحانات الكتابية للبكالوريا. وبخصوص المواد الأخرى، أوضحت بن غبريط أن بعضها سيدرج في التقييم المستمر ابتداء من السنة الثانية ثانوي مع الموازنة الضرورية بين المواد. وبذلك، سيشمل معدل البكالوريا نقطة التقييم المستمر (لكل مادة) ونقطة الامتحانات الكتابية لهذه الشهادة، علما أن امتحانات البكالوريا ستجري في ثلاثة (3) أيام عوض 5″. ولدى تأكيدها بأن امتحانات البكالوريا لسنة 2019 ستكون مثل السنوات السابقة، فقد أوضحت المسؤولة الأولى عن قطاع التربية أن هذه الحملة وهذا النقاش المفتوح على المجتمع يهدفان إلى الإعلام من أجل الشروع في إعادة تنظيم البكالوريا ابتداء من دورة 2020″. سهام حواس