فجرت أنباء غير رسمية متداولة في أروقة وزارة التربية حول مادة التربية الإسلامية في امتحانات البكالوريا، جدلا عميقا داخل الأسرة التربوية، التي انقسمت بين مؤيد لجعلها مادة اختيارية ورافض لذلك، فيما جادت قرائح نقابات أخرى بحلول وسط تقضي بإعادة شعبة الشريعة إلى الثانويات ورفع معامل المواد الأساسية، فيما كشف رئيس جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن الفرضيات الخمس المنبثقة عن ورشة إصلاح البكالوريا للشعب الست تخلو من أي مساس بمادة التربية الإسلامية، فيما توقع أن تمس التعديلات، في حال المصادقة عليها، مسألة التوقيت والمدة الزمنية. أينباف : نرفض المساس بمواد الهوية الوطنية رفض الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مقترح وزارة التربية بجعل مواد الهوية الوطنية، على غرار اللغة العربية والأمازيغية والتربية الإسلامية اختيارية في امتحان البكالوريا، وقال الناطق الرسمي باسم نقابة أينباف ، مسعود عمراوي في تصريح ل السياسي ، إن الأمر يتعلق تقليص مدة امتحان البكالوريا إلى 3 أيام، ولا علاقة لها بالبيداغوجيا والمناهج التعليمية. ويرى محدثنا أن الوزارة غضت الطرف عن أهم شيء في مسار الإصلاحات وهو تقييم مرحلة التعليم الثانوي، وهو ما جعل نقابة أينباف ترافع لأجل تضخيم معاملات المواد الرئيسية كحل بيداغوجي يضمن عدم المساس بالهوية الوطنية ومستقبل التلاميذ. كناباست : أطراف تسعى لزرع صراعات داخل المدرسة الجزائرية بدوره، اتهم رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، أطرافا، لم يسمها، بالسعي لزرع صراع داخل المدرسة الجزائرية من بوابة المساس بمادة التربية الإسلامية. وفي نفس السياق، كشف المكلف بالإعلام على مستوى نقابة الكناباست ، مسعود بوديبة، أنه لابد أن يكون هناك نقاش موسع في قطاع التربية لمباشرة إصلاح امتحان البكالوريا وإعادة هيكلة التعليم الثانوي، وقال بوديبة إن أطرافا تحاول إدراج مادة التربية الإسلامية كمادة اختيارية، لزرع صراع داخل المدرسة الجزائرية. أولياء التلاميذ: التعديلات ستطال التوقيت والمدة الزمنية فقط كشف رئيس جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، في تصريح ل السياسي ، أن الفرضيات الخمس المنبثقة عن ورشة إصلاح البكالوريا للشعب الست تخلو من أي مساس بمادة التربية الإسلامية، فيما توقع أن تمس التعديلات، في حال صادق عليها الوزير الأول، عبد المالك سلال ورئيس الجمهورية، مسألة التوقيت والمدة الزمنية. واعتبر خالد أحمد أن اللغط المثار حول جعل مادة التربية الإسلامية اختيارية في امتحان البكالوريا محض إشاعات مغرضة تسوقها أطراف حاقدة تهدف لعرقلة مسار إصلاح المدرسة الجزائرية، وتهدف، بحسبه، إلى زرع الفتن و الهيلولة الإعلامية للتغطية على قضايا أكثر خطورة مثل تسريب مواضيع الامتحانات والنتائج والتسيب. وأجزم محدثنا أن فرضية التخلاط في مواد الهوية، على غرار التربية الإسلامية، مستحيلة لأنه لا أحد يمكنه الخوض في قضية مدسترة وتعتبر من ركائز الدولة، مطالبا في السياق الأسرة التربوية بالترفع عن نزاعات الفتنة، كما وصفها، سيما وان الحكومة تطالب بتكريس مواد الهوية في سياق إرساء ثقافة السلم ونبذ الفتنة والطائفية والجهوية. سناباب : يجب التركيز على المواد الأساسية بدوره، أبرز رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية الوطنية التابعة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب)، لغليظ بلعموري، أهمية تقليص عدد أيام امتحان شهادة البكالوريا والتركيز، فقط، على المواد الأساسية لكل فرع. وأعرب بلعموري عن أمله في العودة إلى نظام الإنقاذ وذلك عن طريق بطاقة التقييم، حتى لا يرغم التلميذ على مغادرة مقاعد الدراسة مبكرا. وذكر أن السناباب تؤكد أيضا ضرورة إنشاء فروع جديدة مثل العلوم الإسلامية التي كانت موجودة إلى غاية 2008. فرحات شابخ: يتوجب إعادة شعبة الشريعة أطراف أخرى جاءت بحل ثالث لقضية التربية الإسلامية، ألا وهو إعادة شعبة الشريعة في التعليم الثانوي، بعدما تم إلغاؤها قبل سنوات. وفي السياق، اقترحت الاتحادية الوطنية لعمال التربية عودة شعبة الشريعة وليس حذف او المساس بمادة التربية الإسلامية. وقال الأمين العام للاتحادية، فرحات شابخ، أنه تم اقتراح عودة شعبة الشريعة وليس حذف مادة التربية الإسلامية، مشيرا إلى أن اقتراح تقليص البكالوريا من 5 إلى 3 أيام لا يسمح بإدراج أكثر من امتحانين في اليوم، وأضاف شابخ أن مادة العلوم الإسلامية ستكون اختيارية ليس في كل الشعب. وأوضحت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في أحدث تصريحاتها الإعلامية، أن كل الشركاء لديهم آراء وهم أحرار في ذلك، مشيرة الى أن النقاش حول اصلاح امتحان شهادة البكالوريا يتم بكل حرية وشفافية. وبعد أن ذكرت أن الحوار والنقاش صار تقليدا في القطاع، أشارت الى أنه لا بد من مستوى عال فيما يخص النقاش الخاص بإصلاح البكالوريا، كونه، كما قالت، هناك عديد المعطيات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لاسيما وان ما حدث خلال هذه السنة الدراسية يدعونا الى التكيف مع التغييرات الحاصلة في المجتمع وعلى التلميذ والمدرسة .