برر بوبكر درقيني رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في حوار مقتضب مع '' الحوار '' تحركات سعيد سعدي نحو أمريكا لأجل إقناعها بضرورة فرض مراقبة دولية على الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر. وأكد أن الأرسيدي يريد من وراء المراقبة الدولية القضاء على التزوير الذي يعاني منه الجزائريون - حسبه - ، ملفتا إلى أن كل نتائج الاستحقاقات السابقة عرفت تزويرا فاحشا. على صعيد آخر فند رئيس الكتلة البرلمانية استفحال ظاهرة التنصير في منطقة القبائل، وقال '' أنا أعيش بالمنطقة ولم أصادف يوما جزائريا أصبح مسيحيا '' وفي هذا السياق لم يتوان درقيني عن توجيه أصابع الاتهام إلى السلطات العمومية بتضييقها الخناق على الأفراد الذين يختارون دينا آخر، ملفتا إلى أن الدستور يقر بأن دين الدولة هو الإسلام وأن الفرد له الحق في اختيار دين آخر. الحوار: أبدت بعض التشيكلات السياسية معارضتها لتحركات سعيد سعدي الأخيرة نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية لإقناعها بضرورة فرض مراقبة دولية على الانتخابات الرئاسية المقبلة ربيع ,2009 معتبرة ذلك فتحا لباب التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر؟ بوبكر درقيني: تحركات سعيد سعدي نحو أمريكا، لأجل إقناعها بضرورة فرض مراقبة دولية على الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا تعني أبدا محاولة الأرسيدي فتح الباب للدول الأجنبية والسماح لها بالتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية، وإنما ما نريده من وراء ذلك محاولة منا للحد من الاستحواذ على السلطة والقضاء نهائيا على ظاهرة التزوير التي تعاني منها الجزائر منذ سنين، إضافة إلى محاولة تمكين البلاد من التمتع بسياسيين شرعيين، سياسيين بمقاعد ذات شرعية شعبية، كما أن هذا الأسلوب الذي اخترناه يعمل به في كل بلدان العالم. * قلتم إن الانتخابات في الجزائر لا تخلو من التزوير، هل لديكم أدلة على ذلك؟ نعم الجزائر تعاني من تزوير فاحش، وكلما أجرينا انتخابات سجلنا نتائج متلاعب فيها. ولكنكم قاطعتم الانتخابات لمدة خمس سنوات؟ قاطعنا الانتخابات في 2002 لسبب واحد ارتبط بالأحداث الدامية التي عرفتها منطقة القبائل في تلك الفترة، حيث لم يكن سهلا علينا أن نخوض الاستحقاقات وعائلات تتخبط في مأساة حقيقة، وتدفن أبناءها، لذا رأينا أن المشاركة في تلك الانتخابات ليس حقا من حقوقنا، وعليه قررنا المقاطعة والعودة إلى أن ترجع مياه منطقة القبائل إلى مجاريها. اليوم بعد أن عدتم وشاركتم وحصلتم على مقاعد في البرلمان والمجالس البلدية، هل أنتم راضون على أداء نوابكم وأداء المجلس الشعبي الوطني؟ لسنا راضين على أداء المجلس الشعبي الوطني، لذا قررنا بعث رسالة أولية على مستوى البرلمانات الأجنبية، بهدف القضاء على الانزلاقات التي يمارسها الأغلبية في البرلمان. أما دورنا كنواب داخل هذا المجلس أو خارجه، أعتقد أننا نؤدي عملنا على أحسن وجه، فنحن نحاول أن نوصل رسالة المواطن ونحاول فرض مقترحاتنا وتسجيل مؤاخذاتنا وتعديلاتنا في أي مشاريع قانونية، ونسعى لإعطاء نظرتنا حسب ما نراه مناسبا للمواطن لتجنيب البلاد الخروقات والمشاكل. أصوات كثيرة تقول إن منطقة القبائل تعرف حملة تنصير فظيعة، ما مدى صحة تلك الأنباء؟ ** منطقة القبائل لا تعرف أي ظاهرة للتنصير وما نسمعه كذب، فأنا أسكن بالمنطقة ولم أصادف يوما أي جزائري أصبح مسيحيا أو ناشطا في التنصير. إذا تنفون استفحال التنصير بمنطقة القبائل، وتنفون بذلك كل الأرقام التي كشف عنها؟ وإن سجلنا نسبة جد ضئيلة من المتنصرين، إلا أني أؤكد أن منطقة القبائل لا تعرف التنصير مثلما أشيع عنها. وفي هذا السياق أقول ليس من حق الحكومة الجزائرية حرمان الفرد من اختيار دين يختلف عن دين الآخرين. كما أن مواد الدستور بيّنة بالنسبة لهذه المسألة، بأن الاسلام هو دين الدولة الجزائرية وأن من أراد دينا آخر فليس ثمة من مانع. ولكن الحكومة منعت حملات التنصير ولم تمنع أحدا من اختيار دين آخر؟ الكنائس موجودة في الجزائر منذ زمن بعيد، وطبعا المسيحيون موجودون بيننا بالضرورة، غير أن الفرق بين الأمس واليوم أنه في الماضي لم يكن أحد يذكرهم، واليوم أصبحوا حديث الساعة. كلما اعتنق فرد المسيحية يفتعلون ضجة كبيرة، لأجل تحويل وجهة الرأي العام وإشغال المجتمع عن همومه الاجتماعية، وهذا تلاعب سياسي، إذ بدل أن ننشغل بالمشاكل الحقيقة نحاول توجيه نظر الرأي العام ناحية مسائل لا أهمية لها.