نظرا للحدث الوطني الهام الذي تستعد لإحتضانه الجزائر شهر أفريل والمتعلق بالانتخابات الرئاسية، قام أستاذ علم الإجتماع ناصر جابي بدراسة سوسيولوجية حول السلوك الإنتخابي للفرد الجزائري، هذا الأخير الذي تم التركيز عليه بصورة كبيرة باعتباره المحور الرئيسي في العملية الإنتخابية من خلال عرضه لنتائج الدراسة أثناء مداخلته في الندوة الفكرية التي أقيمت أمس بمقر يومية '' الشعب''، بحضور الخبير القانوني وليد عقون وبعض الشخصيات والإطارات الفاعلة في الميدان . ومن خلال الدراسة التي قام بها، إستخلص أستاذ علم الإجتماع جابي، أن الإنتخابات الرئاسية في البلاد تحكمها عدة عوامل، أطلق عليها مصطلح الجزائر العمودية والأفقية كما خلص إلى أن الأشخاص القاطنين في المدن الجنوبية والشرقية والحدودية مشاركتهم في الإنتخابات تكون بصورة قوة، عكس القاطنين بالمدن الكبرى كالعاصمة ، عنابة، قسنطينة، وهران، ولهذا وصل إلى نتيجة القول أننا أمام ظاهرة سلوكية حزبية بالمدن الكبرى. إلى جانب هذا استخلص عدة نقاط من خلال دراسته، تتعلق معظمها بالسلوك الإنتخابي للمواطن وبالأخص الشاب الجزائري الذي يتجه نحو العزوف النسبي عن الإدلاء بصوته لأسباب تتعلق بعدم وجود إستراتيجة تحث الأفراد على الانتخاب. و لاحظ من خلال دراسته أن البلاد تسيير نحو الديمقراطية بناءا على المعطيات والدراسات التي قام بها علماء الإجتماع كالعالم ''إيمانويل كانت'' الذي قال : عندما ترتفع نسبة تعلم وعمل الأنثى ويتأخر معدل الزواج وينخفض معدل الإنجاب، فهذا يدل على السير في اتجاه الديمقراطية، وهو الحاصل اليوم حيث قامت وزارة التربية بتسجيل ثلاث مرات على التوالي نسبة نجاح الإناث في شهادة البكالوريا أكثر من نسبة نجاح الذكور، إلى جانب خروجها للدراسة والعمل وتأخرها في الزواج ومشاركتها في الإنتخابات. من جهته أكد الخبير القانوني وليد عقون في مداخلته التي تعلقت بالجانب المؤسساتي للانتخابات و تأثيرات الفعل الانتخابي على الحياة المؤسساتية وعلى المراكز القانونية ، أن الإشكالية تكمن في التمثيل الإنتخابي، على أي أساس يختار المواطن الجزائري ممثليه في الإنتخابات؟ ماهي معايير التمثيل؟ هنا تكمن الإشكالية في العزوف النسبي على المشاركة الإنتخابية مذكرا بانتخابات 2007 ، التي شكلت حديث العام والخاص، مستطردا بالتذكير أن نكهة الرئاسيات غير نكهة المواعيد الانتخابية الأخرى.