ترى، أستاذة العلاقات السياسية بجامعة كاليفورنيا السيدة لوريي براند، أن مشاركة الجالية الجزائرية في الانتخابات الخاصة ببلدهم هو من اجل الحفاظ على الانتماء الوطني. وقالت، الدكتورة براند، في ندوة فكرية نشطتها أمس بمركز ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية، أن مشاركة الجالية الجزائرية في المهجر في انتخابات بلادهم أهم من العلاقة الاقتصادية، فهي تهدف إلى المحافظة على الانتماء الوطني، مشيرة إلى أن العلاقة بين الجالية وبلدها ليست ثابتة، بل هي متغيرة، حيث تخضع للظروف الداخلية للجزائر وللظروف الخارجية التي يتعامل معها المهاجرون. واستبعدت أستاذة العلاقات السياسية بجامعة كاليفورنيا أن تكون مشاركة المهاجرين في انتخابات بلادهم مرهونة بتحقيق التنمية الاقتصادية حيث أكدت أن التنمية الاقتصادية ليست شرطا مسبقا يؤدي إلى المشاركة السياسية على اعتبار أن هناك أنظمة سياسية مختلفة. وتباينت رؤى ومواقف المشاركين في ندوة النقاش حول مساهمة الجالية المهاجرة في العملية الانتخابية الخاصة ببلدهم الأم، والدوافع التي تقف وراء تحريكهم في المناسبات الانتخابية، وقال في هذا الشأن الأستاذ الجامعي السيد محمد شلبي أن مشاركة الجالية المهاجرة في انتخابات بلادهم تختلف بين الدول الديمقراطية والدول غير الديمقراطية، حيث تسعى الدول الديمقراطية إلى توسيع سقف الانتخابات بالتركيز على الروابط العاطفية والأدبية، بالدرجة الأولى، بينما في دول العالم الثالث السائرة في طريق الدمقرطة تعتمد على الهيمنة، بالدرجة الأولى، حيث تسعى إلى تعبئة المهاجرين وتوسيع هيمنتها على جاليتها المتواجدة بالخارج حتى لا تتمكن المعارضة من تجنيدها، وبالتالي، فرض سيطرتها على هذا المرود الذي تعتبره السلطة موردا هاما لتعزيز سلطتها وهيمنتها. أما أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر السيد ناصر جابي، فرأى انه من الضروري التركيز على الخصائص السوسيولوجية للمهاجرين والتي تغيرت كثيرا عن سنوات الخمسينيات والستينيات لفهم إشكالية الانتخابات، فحسب رأيه، نظرة الشاب المهاجر للانتخابات والمشاركة فيها غير نظرة أبيه الذي هاجر في ظروف معينة، فهناك تحولات عرفتها الهجرة منذ مدة باتت تؤثر على الانتخابات، ولا بد من دراستها لمعرفة مدى تأثيرها. وهو الطرح الذي اتفق معه السيد عبد الرحمن بلعياط عضو حزب جبهة التحرير الوطني ووزير اسبق، حيث أكد أنها منهجية ضرورية لفهم سلوكات الناخب المهاجر.