مؤتمر دولي في جامعة حمد بن خليفة من 2 الى 4 فبراير 2019م.
إنه العائد ……..بين الذاكرة والنسيان ، متسللا عبر ظفائر الذاكرة ،في لحظات تراخت فيها توترات الزمن، ولربما،،،،، هي وحدَها التي كانت كفيلة ،بأن تمنحنا تبصِرةً لماضٍ تليد أضعناه، متجاوزين عُقدَنا المستوطنة في عقولنا كما أوبئة في مجتمعاتنا، ليلوح طيف ابن الجزائر “المجهول في قومه”، المفكر مالك بن نبي رحمه الله هنا بالعاصمة القطرية الدوحة ،عبر مؤتمر علمي يستضيف ثلة من الشخصيات والمفكرين من كل اصقاع الدنيا ،يتقدمهم معالي داتو سري أنور إبراهيم، نائب رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، ومعالي الدكتور أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي الأسبق، و الدكتور راشد الغنوشي، المؤسس المشارك لحزب النهضة التونسي، والدكتور عماد الدين شاهين، رئيس المؤتمر وعميد كلية الدراسات الإسلامية، والذي سيدير حلقة النقاش الافتتاحية، فيما سيناقش كل ضيف خلال الحلقة صلته بأعمال المفكر مالك بن نبي،و بحضور مميز لبنتيه ،وأصدقاء دربه يتقدمهم الأستاذ محمّد رفعت الفنيش، و الأستاذ عمر مسقاوي. عاد بن نبي “الشاهد على القرن”، والرافض لما أسماها “سياسة علاج العرض” أي «التخلف والاستعمار»، بدلًا من التركيز على أصل المرض، وهو «القابلية للاستعمار والابتعاد عن الفعل والسلوك الحضاري»، عاد بن نبي ليجمع المفكرين والباحثين بالدوحة كي تناولوا في مؤتمرهم مسائل الإيمان، والمنهج، والمصطلح، والذاكرة والتاريخ والثقافة، والحرية، والوحدة، والتنمية، والمستقبل، والعلاقة مع الحضارة الغربية، وهي قضايا سبق لبن نبي طرحها بعمق في أعماله.
عاد بن نبي ،،،،،وهو الذي راهن على جيل من الشباب يلتقط اللّحظة التاريخية ويستوعب ما ذهب إليه تحليله وتنبيهه من متلازمة الخلل الفكري المحيطة بنا ، خللٌ جعل مِنَّنا مُهوِّنين ومُستَسْهِلين لعديد القضايا التي تطرأ علينا، عاد بن نبي الذي حذر كثيرا من “طغيان الأشياء والأشخاص”، وقد أثبتت التجارب المترادفة في عالمنا العربي والإسلامي بل في البشرية قاطبة ، أن التكديس لا يبني حضارة إنما الابتكار يفعل، كما أن البطل المنقذ المنشود الذي ننتظره كي يُخلِّصنا من سقوطنا المدوي في قربتنا المثقوبة أصلا ، لا يوجد إلا في سيناريوهات الأفلام ، في حين اثبتت خيباتنا المتلاحقة أن عُقمنا الفكري مَردُّه ، عقليتُنا التجزيئية العاجزة عن استيعاب الصورة كاملة ،،،إنها كما أسماها رحمه الله “العقلية المجزأة ”
عاد بن نبي، وهو الجهبذ المفكر، الذي لم تخصص له جرائدنا حين وفاته، سوى أسطرٍ يسيرةٍ في آخر صفحاتها، رحل بن نبي وقد عرفه المشرق والمغرب إلَّا في الجزائر حيث النكران ومحاصرة الأفكار، اللهم ثلة غيورة على الوطن وثوابته وهويته، ممن اعتنوا بفكره وحاولوا قدر الإمكان إعطاءَ الرجلِ مكانَته التي تليق به، وفاءاً له ولغيره من العقول الجزائرية التي ينطبق عليها تماما حقيقة “ألاَّ نبي في قومه”،عاد بن نبي عبر مؤتمر الدوحة الذي يترأس لجنته التنظيمية واحد من خيرة الكفاءات الجزائرية العاملة المجتهدة ،والمرابطة في معركة الأفكار ،وأعني به الدكتور بدران بلحسن الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة حاليا (جامعة باتنة سابقا ).
فيما سيحضر من الجزائر وفد مكون من ستة باحثين من بينهم الدكتور الطيب برغوث والدكتور عمار جيدل والأستاذ توهامي المجوري، فيما يحنُّ الكثير من الطلبة السابقين والباحثين هنا بالدوحة لقامة علمية مرت بالدوحة ستغيب للأسف عن المؤتمر، وهو أحد أعمدة نواة القاهرة مع مالك بن نبي رحمه الله، وأقصد بالذكر الدكتور عمَّار طالبي.