يشرع اليوم المرشحون للاستحقاقات الرئاسية في حملتهم الانتخابية، ولا محالة ستكون مميزة ومختلفة عن باقي الأيام التي حددت لهذه العملية، بالنظر إلى مصادفتها لعيد النصر، وإلى اختيار المرشحين خطابات وأماكن تتلاءم وتتماشى والمناسبة الوطنية التاريخية، ففيما اختار المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة ولاية باتنة معقل الثورة التحريرية، فضلت لويزة حنون وضع الرحال الأول في ولاية سطيف هي أكبر كثافة سكانية بعد الجزائر العاصمة، وبينما اختار كلا من ممثل حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي والمرشح الحر محند السعيد العاصمة نقطة انطلاقاتهما، ارتأى موسى تواتي أقصى الشرق الجزائري بولاية تبسة و فضل مرشح حزب عهد 54 فوزي رباعين ولاية تلمسان. يحتفل اليوم الشعب الجزائري بعيد النصر، مثلما ينطلق اليوم المرشحون للرئاسيات المقبلة والمقررة في التاسع من شهر أفريل المقبل في حملتهم الانتخابية، وكل منهم فضل ضبط رزنامة أماكن تجمعاتهم وتنقلاتهم الميدانية على وتر هذه المناسبة الوطنية ولاعتبارات أخرى. وتتهيأ عاصمة الأوراس باتنة معقل الثورة التحريرية، لاستقبال المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة واحتضانها مهرجانه الشعبي، وهي الولاية التي تحمل الكثير من الدلالات الوطنية والتاريخية، بالنسبة لكل الشعب الجزائري، بحكم الرصاصة الأولى التي أطلقت وأنجبت هذا النصر. وتعتزم لويزة حنون، المرشحة عن حزب العمال، تدشين حملتها الانتخابية من ولاية سطيف، وهي ولاية تأتي في المرتبة الثانية بعد الجزائر العاصمة من حيث الكثافة السكانية، حيث تبحث فيه لويزة حنون عن دعم لأصواتها وترويج أكبر لشعبيتها. بدوره اختار المرشح المستقل محند السعيد العاصمة منطلقه في هذه الحملة الانتخابية بقاعة الأطلس بباب الواد، لاعتبارات لعلها ارتبطت من جهة لتمركز غالبية المرشحين في الولايات الداخلية ولمحاولته الانفراد بتخزين الأصوات واستقطاب الهيأة الناخبة في غياب المنافسين. وبينما فضل مرشح حزب عهد 54 علي فوزي رباعين ولاية تلمسان أول محطة له لهذه الحملة الانتخابية التي ستعرف 19 تجمعا شعبيا، لحاجة في نفس يعقوب، ينتقل المرشح باسم الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي تحت شعار '' من أجل التغيير والسيادة '' إلى ولاية تبسة أقصى الشرق الجزائري ، ليباشر منها حملته الانتخابية ويشرح من خلالها برنامجه ومقترحاته للرئاسيات، ويقيس في الوقت نفسه حجم الإقبال الشعبي على حزبه. أما جهيد يونسي ممثل حركة الإصلاح الوطني فشأنه شأن محند السعيد ، حيث اختار العاصمة أن تكون نقطة الانطلاق في سباق الرئاسيات على أنه يختلف عنه في التجمع الذي سينظم بمدينة الورود البليدة. وسيتنقل جهيد يونسي رفقة مناضليه إلى القصبة تحديدا إلى البيت الذي قصفته فرنسا وكان بداخله حسبية بن بوعلي وعلي لابوانت، ناهيك عن تنقلهم إلى جامع كتشاوة أين قتل ما عدده 5000 مصل رفض تحويل الجامع إلى كنيسة، و يكون سبب اختيار يونسي للقصبة حسب مدير الحملة جمال بن عبد السلام لتوجيه رسالتين، رسالة وطنية تاريخية للهيأة الناخبة تذكرهم بالتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء وبضرورة التقدم لصناديق الاقتراع للمشاركة في بناء هذا الوطن ورسالة إلى الحكومة الفرنسية بوجوب الاعتراف بجرائمها التي اقترفتها في الحقبة الاستعمارية وتقديم اعتذاراتها للشعب الجزائري وإعطاء وتعويضاتها المادية مثلما فعلت ايطاليا مع ليبيا، مؤكدا '' إن حركة الإصلاح الوطني لن تتنازل عن حق الشعب الجزائري في اعتذار فرنسا وتقديم تعويضاتها''.