المترشحون وجها لوجه مع المواطن تنطلق الخميس الحملة الإنتخابية للمرشحين الستة لرئاسيات 9 أفريل المقبل، وسط تحضيرات مكثفة من قبل الإدارة، ومتباينة الوسائل والإمكانيات بين مديريات الفرسان الستة. * وقد اختار كلا منهم وفق المؤشرات والحسابات المتوفرة لديه والأهداف التي يرمي لها نقطة انطلاق السباق وبين عاصمة البلاد وعاصمة الأوراس منطقة الشرق الجزائري اختلفت خيارات الطامعين في اعتلاء كرسي قصر المرادية. * وفي هذا الإطار، وضعت كل مديرية من مديريات المترشحين الستة برنامج عمل يحدد الولايات التي ينزل إليها، إذ اختار المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة عاصمة الأوراس باتنة لتدشين حملته لعديد من الاعتبارات والرهانات السياسية، فيما سينزل موسى تواتي بأقصى الشرق تبسة. أما مرشح حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي فقد اختار وسط البلاد بنزوله للعاصمة والبليدة، كما تقاطع معه المرشح محمد السعيد الذي اختار العاصمة، والمرشحة لويزة حنون التي اختارت البليدة، أما مرشح حزب عهد 54 فقد قرر البداية من الغرب الجزائري بولاية تلمسان. * خيارات المرشحين تؤكد مجددا أن الجميع يأبى التخلي عن الشرعية الثورية ورمزية الأحداث، فانطلاق السباق الإنتخابي المصادف لعيد النصر 19 مارس، فتح شهية المرشحين وهون على مهندسي حملتهم مشكل اختيار نقطة البداية، فمديرية بوتفليقة اختارت باتنة من منطلق التحدي بالإضافة الى الرمزية، وذلك قصد الإطاحة بالاعتقاد السائد حول الصراع الجهوي الكائن بين الشرق والغرب، كما أن هذه الخرجة هي بمثابة ترمومتر لمدى شعبية الرئيس المترشح في معقل دار سابقه في الرئاسة اليامين زروال الذي يفضل الخروج من باتنة، كلما دخلها بوتفليقة. * استثمارا في نفس الحدث التاريخي المتعلق بعيد النصر، يتوجه زعيم الأفانا الناقم على الحاملين لشعار الشرعية الثورية ولاية تبسة ليستعرض أسلوب التغيير الذي يريده، في حين أن جهيد تونسي ولويزة حنون اختارا البليدة، كمحطة لتسخين العضلات الأول لاعتقاده أن الوعاء الإسلامي مازال يقطن مدينة الزهور، غير أن رباعين أحدث الاستثناء عندما اختار مسقط رأس الرئيس المترشح بوتفليقة، وهو الذي يرى في نفسه المنافس الوحيد له. * التنافس الذي سينطلق اليوم بين المرشحين، وعلى اختلاف وتباين أوزناهم سيسعون لخطبة ود الناخبين، وأصواتهم قصد الوصول للرئاسة أو تحقيق نسب محترمة يضيفونها لسيرهم الذاتية، في حين أن الرهان الوحيد لبوتفليقة يبقى تحقيق نسبة مشاركة كبيرة تحقق حلمه في رئاسة الجزائر بأغلبية ساحقة تغنيه عن مزايدات الأطراف السياسية والجمعيات التي تحوم حوله. * السباق الذي ينطلق اليوم وينتهي في 6 أفريل على أن تظهر نتائجه الفعلية في 10 من نفس الشهر أعدت له الداخلية كل ما يجب إعداده، فقد قال زرهوني أنه بإمكان المرشحين أن يعينوا ملاحظين في كل مكاتب الاقتراع، الى جانب تمكينهم من حضور العملية الانتخابية من بداية فتح مكتب الاقتراع الى غاية عملية الفرز، كما بإمكانهم أن يشاركوا في عملية الفرز والتوقيع على محضر هذا الفرز ليتحصل كل ممثل مترشح على نسخة من المحضر. * وقد وصل حجم الهيئة الناخبة 20 مليونا و623.608 ناخب بعد عملية مراجعة القوائم الإنتخابية، في وقت تم إحصاء عدد الطعون المقدمة لشطب تسجيل المواطنين من القوائم الإنتخابية 85975 طعن في 2008 بينما كان 12302 في سنة 2004.