اختار المترشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، عاصمة الأوراس باتنة لدخول آخر وأصعب امتحان يسبق يوم الاقتراع الذي يفصلنا عنه أيام قلائل، حيث سيحل اليوم ضيفا على هذه المدينة الثورية ليدشن من خلالها الحملة الانتخابية لحساب رئاسيات التاسع أفريل الداخل . على غرار باقي المترشحين لسباق الرئاسيات، ينشط اليوم المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، أول مهرجان شعبي في الحملة الانتخابية التي تمتد إلى غاية السادس أفريل المقبل بولاية باتنة، ولعل ما يؤكد أنه خيار مميز تزامن التجمع مع الاحتفالات المخلدة لعيد النصر، وإن كان المترشح سيستعرض الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي على مدى الخمس سنوات المقبلة في حال تجديد الثقة فيه، فإنه سيتطرق حتما إلى المناسبة التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للجزائريين . وخلال الحملة التي تدوم 19 يوما سينشط المترشح بوتفليقة ما لا يقل عن 20 لقاء جواريا وتجمعا شعبيا تقوده إلى مختلف ولايات الوطن، موازاة مع التجمعات التي ينشطها قادة التحالف الرئاسي، عبد العزيز بلخادم، رئيس التحالف، والأمين العام ''للأفلان'' وأحمد أويحي، الأمين العام ''للأرندي'' ورئيس ''حمس'' أبو جرة سلطاني الذين يدشنون حملتهم على التوالي من ولايات سعيدة والطارف وتبسة. وكان مدير مداومة المترشح عبد المالك سلال قد اجتمع في آخر لقاء تنسيقي بالمعنيين بتنشيط تجمعات خلال الحملة مطلع الأسبوع الجاري، تم خلاله استعراض الخطاب الذي سيعتمدونه والقائم أساسا على النقاط التي استعرضها المترشح خلال الكلمة التي ألقاها لدى إعلانه رسميا عن دخوله المعترك الانتخابي. واستكمالا للمجهودات التي قام بها خلال العهدتين السابقتين لعامي 1999 و,2004 اختار بوتفليقة شعار: ''من أجل جزائر آمنة وقوية''، خلال الحملة الانتخابية والذي يقوم على أساسه برنامجه الانتخابي على مدى الخمسة أعوام المقبلة، وليؤكد تمسكه باستكمال مجهوداته في الشق الأمني، حرص على الإشارة إلى أن المصالحة الوطنية التي شكلت محورا جوهريا خلال العهدة الماضية ستشغل نفس الحيز في برنامجه المقبل، واختار اللون الأزرق لون السكينة ليؤكد عزمه على مواصلة عملية استتباب الأمن والإستقرار. وكان المترشح بوتفليقة قد أكد في كلام وجهه إلى المواطنين الذين حضروا حفل إعلانه عن الترشح للرئاسيات، بأن الرئيس لن يكون كذلك إلا بافتكاكه أصوات أغلبية الهيئة الناخبة التي تضع بذلك فيه الثقة لقيادة أمور البلاد والعباد، مما يؤكد عزمه على افتكاك أكبر قدر ممكن من أصواتها، مع العلم أنها باتت تفوق 20 مليون ناخب وناخبة في حال نجح في اقناع المواطنين خلال امتحان الحملة الانتخابية ببرنامجه الجديد. وعلاوة على استكمال مسار المصالحة الوطنية والإبقاء على باب التوبة مفتوحا مع مواصلة مكافحة الإرهاب، يحمل البرنامج الانتخابي لبوتفليقة نقاطا هامة أخرى لا تقل أهمية، من ذلك استحداث 3 ملايين منصب شغل نصفها دائمة، في نفس السياق، وبعدما كان هدفه في 2004 رفع عدد الطلبة الجامعيين إلى مليون الأمر الذي تحقق وأكثر من ذلك، فاق الرقم، فإنه وإلى حدود 2014 سيتم مضاعفة هذا العدد ليصل عدد الطلبة إلى حدود مليوني طالب. وفيما يخص المجهودات في قطاع التنمية والاقتصاد، فقد قرر بوتفليقة رصد ما لا يقل عن 150 مليار دولار على مدى الخمس أعوام المقبلة، ولعل ما يشجع على ذلك عدم تأثر الجزائر بنفس الدرجة التي تأثرت بها بعض البلدان بفعل الأزمة المالية الدولية التي أدت إلى انهيار اقتصاد بعض البلدان . يذكر أن المترشح بوتفليقة سينشط 20 تجمعا خلال الحملة بالاضافة إلى التجمعات التي ينشطها قادة وإطارات أحزاب التحالف الرئاسي والتنظيمات.