يواصل الطلبة مسيرتهم السلمية التي دخلت أسبوعها ال22 على التوالي في إطار دعمهم للحراك الشعبي، إصرارا منهم على رحيل رموز النظام السابق، ولم تثن هؤلاء الطلبة المتظاهرين سلميا ظروف المناخ الموسمية الحادة جدا التي طبعها ارتفاع درجة الحرارة التي تتعدى معدلها الفصلي، وانقضاء الموسم الجامعي، إلا أنهم أبوا إلا أن يستمروا في حراكهم متمسكين بمطالبهم المشروعة، مصرين على تجسيدها فعليا دون مراوغة. الطالب يصر على التغيير غصت ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة بوفود طلابية حاشدة، مسيرة شاركت فيها أعداد هائلة من طلبة العلم والمعرفة في مسيرتهم الأسبوعية التي دأبوا على تنظيمها كل ثلاثاء منذ انطلاق الحراك الشعبي في 22 فيفري المنصرم، حيث تجمع مئات الطلبة يمثلون مختلف الكليات والجامعات بالجزائر العاصمة. كما كان متوقعا، امتلأت ساحة الشهداء وتجمعت جموع الطلبة، كلهم ثقة وأمل في التغيير والوصول بالجزائر إلى غد أفضل، وما يميز الثلاثاء ال 22، خرج الطلبة وأنفسهم تغمرها نشوة الفرح والأمل في تغيير رؤوس النظام التي حوّلت الجزائر إلى بؤر فساد، مطالبين بتحرير الوطن من الأيادي التي بطشت به، وأغرقته في مستنقع الفساد، حاملين الراية الوطنية بألوانها الزاهية تعبيرا عن قدسيتها ورمزيتها وعمق دلالتها التي تنم عن تمسك الشعب الجزائري برموز ثورته، واتخاذهم قدوة لهم في مسار التغيير. لم يحد الحراك عن مطالبه المشروعة، ورفعوا من وثيرة المطالب والتي تدعو كلها إلى القضاء على باقي رموز النظام السابق الذي عاث فسادا في مفاصل الدولة الجزائرية. وركّز الطلبة في الثلاثاء 22 على ضرورة إطلاق “معتقلي الرأي” الذين اعتقلوا خلال المسيرات السلمية الفارطة، رفع الطلبة لافتات تحمل عبارات التغيير الكلي والشامل دون تزييف، وساروا بها من ساحة الشهداء إلى ساحة بور سعيد وصولا إلى شارع باب عزون مرورا بشارع علي بومنجل، ومنه إلى شارع العربي بن مهيدي، حتى بلغوا ساحة البريد المركزي، رافعين صورة لرائد من رواد الفكر الحديث العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين، حيث أصر هؤلاء على ضرورة توسيع دائرة محاسبة رؤوس الفاسدة والزج بهم في غياهب سجن الحراش، مطالبين بتوسيع دائرة حرية التعبير بالنسبة لوسائل الإعلام من خلال رفعهم لشعار “صحافة حرة.. عدالة مستقلة“، ومن هتفات الطلبة “الشعب يريد الاستقلال“، كما طالبوا بإضفاء الديمقراطية الحقيقية التي تخدم الشعب الجزائري برمته دون مفاضلة، مع مراعاة للحريات الفردية تحت عبارة “جزائر حرة ديمقراطية“، “سلمية.. مطالبنا شرعية“، شعار آخر تداوله المتظاهرون حضاريا بشوارع العاصمة الذين يتمسكون بسلمية حراكهم، شعار يؤكدونه في كل المسيرات التي نظمت وتنظم، مطالبين العصابة التي استفحلت في جسد الدولة الجزائرية بإطلاق سراح الجزائر وجعلها تنطلق في سماء الحرية والبناء والتشييد، فكانت عبارة “الجزائر حررها الجميع وسيبنيها الجميع” و“باديسيون ونوفمبريون” ما يوحي مدى تمسك جيل الاستقلال بمبادئ ثروتهم المظفرة. نصيرة سيد علي