بعد ما لامس سقف ال 70 دولارا خبراء في الطاقة ل ” الحوار” هكذا ستساهم أسعار النفط على مداخيل الجزائر لعام 2020 * مهماه: نتوقع مزيد من الإيرادات النفطية للجزائر * بريش: ارتفاع أسعار النفط ظرفي * سواهلية: ضرر منافسنا اقتصاديا ينفعنا مع تحرك اسعار النفط نحو الأعلى حيث لامست سقف ال70 دولار، هل يمكن ربط ذلك بمقتل الرجل الثاني في ايران قاسم سليمان، في غارة جوية امريكية، و ايضا بتطورات الوضع الخطير في ليبيا ؟؟؟، وما هي انعكاسات هذا الارتفاع في مداخيل الجزائر لسنة 2020 ؟؟، أسئلة حملتها ” الحوار” إلى ثلة من الخبراء في مجال الطاقة، حيث أجمع هؤلاء الخبراء أن ارتفاع مؤشر أسعار البرميل من البرنت في السوق العالمية لها أثارها على الاقتصاد الجزائري، وانتعاش الخزينة، ووتوقع البعض أن اسباب ارتفاع النفط إلى عديد منها تأخر الامدادات الليبية، وإمكانية اندلاع الحرب بليبيا… ويرى الأخرون أن ارتفاع مؤشر سعر البرميل من البترول ظرفي مرتبط بالظرف الاقليمي والدولي. نصيرة سيد علي
ليبيا معفاة من التسقيف في اتفاق «أوبك +»
بالنسبة للمتجه السعري لأسعار خام البرنت القياسي العالمي، يرى الخبير الطاقوي بوزيان مهماه في تصريحه ل ” الحوار” أنه شهد منحاه للدخول في حالة الإتجاه الإيجابي بدءً من ظهور بوادر مطمئنة ولو قليلا لإمكانية توصل أكبر اقتصاديين عالميين (الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية) لإتفاق تجاري جزئي، بإمكانه تخفيف حدّة الحرب التجارية، وطمأنة الأسواق الصناعية وتحريك و النمو للإقتصاديات العالمية، ثم أضيف إلى ذلك حالة التجييش في الساحة الليبية وتحولها سريعا إلى بؤرة حرب جديدة مشابهة للنقاط الساخنة في الشرق الأوسط أو أشد منها، لكن مساهمة تعطل الإمدادات الليبية في ارتفاع اسعار خام البرنت محدودة بحكم أن ليبيا تشهد تراجعا كبيرا في انتاجها منذ سنوات، وليبيا أصلا معفاة من التسقيف في اتفاق «أوبك +». الخوف من نشوب حرب إقيلية هوالسبب.. لكنه الآن مع الخوف المنتشر من احتمال نشوب حرب واسعة النطاق، يضيف الدكتور مهماه هو الذي دفع بأسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر ماضية، وهذا مباشرة بعد استهداف الولاياتالمتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، الرجل الثاني في النظام الايراني، وقتله يوم الخميس الماضي ، مما جعل إيران تتوعد “بالانتقام الشديد” ، لذلك يُخشى من اندلاع حرب إقليمية أوسع، أو كحد أدنى من المتوقع، شن هجمات على المنشآت العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، هذه التوقعات والمخاوف دفعت أسعار خام برنت القياسي العالمي للإرتفاع فجأة بأكثر من 3 في المئة، حيث لامست سقف ال 70 دولار للبرميل، لكنها ما فتئت أن تراجعت لتستقر في مستوى (68-69 دولار). لذلك يبقى مستقبل الأسعار مرتبط بالإجابة عن السؤال الكبير في هذه المرحلة : كيف يمكن لإيران أن ترد ؟ وهل حقيقة السفن والمنشآت النفطية في منطقة الخليج هي في خطر ؟ خاصة إن كان الخطر يتعلق بإمكانية تعرضها لهجوم كبير. لكن خطر تقلص الإمدادات بدء يلوح في الأفق و يتشكل بما يتجاوز الآن 50٪ ، حيث عمال النفط الأمريكيون بدؤوا يغادرون حقول النفط الجنوبية العراقية، ثاني أمبر منتج للنفط في أوبك. كل هذا يزيد من المخاوف، ويزيد من حالة قلق برميل النفط والمزيد من هشاشته، لكن يقول مهماه المؤكد إلى حدّ الساعة هو أن مستوى سعر برميل خام النفط القياسي العالمي هو الآنى أعلى ب 10 دولارات مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية (بدايات جانفي 2019) ، هذا ما يجعلنا نتوقع مزيد من الإيرادات النفطية للجزائر. هكذا سنحمي اقتصادنا مستقبلا وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سواهلية في حديثه ل ” الحوار” نعلم جيدا أن الوضع الاقتصادي مرتبط أساسا ووثيقا بالوضع السياسي سواء للاحسن او الافضل فتطور الوضع في ايران الدولة المصدرة للنفط ووضعها الاقتصادي المشابه لنا وكمنافس في لنا اكيد ينعكس على الوضع الاقتصادي لنا ايجابا بسبب توتر سياسي ينعكس عليه توتر اقتصادي في مجال النفط لكن احيانا ضرر منافس اقتصادي ينفعنا اقتصاديا، رغم انعكاساته السلبية من الناحية السياسية كالوضع في ليبيا حاليا.. وعلى دولة الجزائرية أن تبني اقتصادها خارج إطار المحروقات مستقبلا حتى لا يتأثر بالاوضاع السياسية والاقتصادية للبلدان عامة وبلدان الجوار خاصة .. أما بخصوص ليبيا فهي دولة جوار تتأثر الجزائر بوضعها السياسي والاقتصادي على سواء وان كان هذا عيب اقتصادي كما ذكرت قبل قليل لكن الواقع ان الوضع السياسي الليبي يؤثر سلبا علينا سياسيا أكثر من اقتصاديا. ارتفاع المداخيل نعمة ونقمة وواصل الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية يقول إن ارتفاع المداخيل بقدر ماهو مفيد قد يكون مضرا وخاصة إن تم توجيهه للنفقات العامه كأسوأ عملية ولا يجب توجيهه للادخار كعملية عادية تقليدية بل يجب توجيهه للاستثمار لخلق فوائد جديدة ومداخيل أكثر وخلق فرص عمل ، فلا يجب أن يقابل الارتفاع في المداخيل مقابل آخر في النفقة، لذلك يضيف سواهلية أنه لا معنى لارتفاع المداخيل مقابل ارتفاع النفقات والذي ينتج عنه التضخم ترقبوا ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 70 دولارا وفي الإطار ذاته، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبد القادر بريش في حديثه ل ” الحوار” أن أسعار البترول ستعرف ارتفاعا مؤقتا بناءا على التوترات الجيو سياسية خاصة بعد مقتل لواء فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني والتصريحات العنيفة بين ترامب والقادة الايرانيين. ويرى بريش أن هذه العوامل الظرفية ستدفع باسعار البترول فوق 70دولار للبرميل ويمتد هذا الا لمدة اسبوع او اسبوعين للتتضح اتجاهات الامور بشأن هذه الازمة بين ايرانوالولايات اامتحدة، ثم تعود الاسعار الى الحالة الطبيعة التي تحكمها العوامل الاساسية الخاصة بالطلب والعرض وحجم ومستوى المخزون الامريكي واتجاهات النمو العالمي، بالإضافة إلى عامل أخر بإمكانه أن يحدث أثرا على سعر البترول ويبقيه مرتفعا اكثر من 70دولار للبرميل، يقول بريش والمتمثل في الوضع في ليبيا وامكانية زيادة التوترات خاصة بعد قرار البرلمان التركي بالسماح بارسال جنود اتراك الى ليبيا.وامكانية تعقد الامر وتصعيد الامر بين قوات حفتر والداعمين له، وقوات حكومة السراج.