في ظل التوترات التي يعرفها قطاع التربية اجاووت أمام مهمة صعبة * زقار: لن نعطي أحكاما مسبقة * عمورة: تغيير الأشخاص لن يغير واقع التربية المريض * سليماني: لن نتراجع عن الإضراب يدرك الوزير الجديد لقطاع التربية محمد اجاووت، أنه سيكون عليه مواجهة وتسيير تركة “ثقيلة جدا”، ورثها القطاع عن عهد الوزيرة نورية بن غبريت لا زالت تبعاتها تحدث توترات كبيرة في القطاع منذ سنوات، ويبدو أن أول تصريح له والذي قال فيه إنه جاهز للقاء الشركاء الاجتماعيين والأساتذة قد بعث رسائل تطمينية للمراقبين والمترقبين، فهل سينجح اجاووت في حل معادلة قطاع التربية الحساس وهو القادم من مدرسة الرياضيات والمنطق؟ وكيف سيواجه أول امتحان له مع إضراب الأربعاء المقبل ؟ سهام حواس وفي هذا السياق ثمن المكلّف بالإعلام لدى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عبد الوهاب العمري زقار، تصريح وزير التربية الجديد الذي رحب بالحوار مع الشركاء الاجتماعيين والفاعلين في القطاع التربية، مشيرا في تصريح للحوار إلى أن نقابة اونباف تفضل الترقب والتريث ومتابعة خطوات الوزير الجديد، قائلا: “لن نعطي أحكاما مسبقة وسنكتفي بالتقرب والتريث ومتابعة التطورات خاصة وأن الوزير الجديد أعطى نفسا ايجابيا في أول تصريح له”. وحول الملفات التي يجب أن يفتحها وزير التربية الجديد محمد اجاووت قال زقار إن آخر بيان للاتحاد الوطني لعمال التربية حمل المطالب التي رفعتها النقابة للوزارة الوصية وعلى رأسها الاستجابة المستعجلة لمطالب أساتذة التعليم الابتدائي المفصلة في اللائحة المطلبية للاتحاد. ووضع قانون خاص جديد لقطاع التربية يحقق استقلاليته عن الوظيفة العمومية باعتبار أن مهمة المربي هي رسالة وليست وظيفة، مع وضع شبكة استدلالية خاصة بأجور موظفي وعمال التربية ومنظومة منح وتعويضات محفزة لهم وذلك بما يجسد مفهوم إستراتيجية القطاع. وفي الجانب البيداغوجي طالب الأساتذة بإعادة النظر في المناهج والبرامج بما يحقق جودة التعليم ويخفف الأعباء المادية والمعنوية على التلاميذ وأوليائهم مع مراجعة القانون التوجيهي للتربية الذي لا يتماشى مع الواقع الجديد ورفع التضييق عن العمل النقابي. كما حمل بيان “اونباف”، الذي تحوز “الحوار” على نسخة منه مطلب التقاعد النسبي دون شرط السن لموظفي وعمال قطاع التربية مع تفعيل ملف طب العمل ومراجعة القوانين الخاصة بالحماية الاجتماعية، وبالنسبة للسكن طالب الأساتذة بالحرص على توفيره. كل الأعذار انتهت وعلى الوزير الجديد تطبيق وعود الرئيس من جهته قال الناطق الرسمي باسم التنسيقية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي موسى سليماني إن كل الأعذار التي كانت موجودة بالسابق انتهت وأمام الوزير الجديد مهمة سهلة وهي تطبيق برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي وعد فيه أن يحسن وضعية الأستاذ المادية والمعنوية وتخفيف المناهج على التلاميذ. وقال سليماني إن أبواب التنسيقية مفتوحة للحوار مع الوزارة الوصية ويتمنون استجابة سريعة منها لمطالبهم، مؤكدا أن الاستمرار في الإضراب جاء تلبية لمطلب الأساتذة عبر الوطن، التنسيقية ناقلة لصوتهم فقط وقد وجدوا أن الإضراب هو رد منهم على خصم أجرة كاملة دفعة واحدة وكذا الرد غير المقنع لوزارة التربية بعد آخر لقاء جمع ممثليها بأعضاء التنسيقية. كما طالب سليماني الوزارة بإعادة النظر في المناهج التربوية المعتمدة حاليا والتي كان من المفروض أن تراعي فيها خصوصية الفرد الجزائري وطبيعة المجتمع. وحول تغيير يوم الإضراب إلى الأربعاء المقبل بدل الإثنين قال سليماني إن ذلك “مؤقت” نظرا لتزامن اليوم الأول مع عودة التلاميذ للمدارس واليوم الثاني مع عطلة يناير. أول مطلب هو استرجاع المدارس الابتدائية وفي ذات السياق قال الأمين العام لنقابة “ستاف”، بوعلام عمورة، إن مشاكل قطاع التربية لا تتعلق بأشخاص معينين بل الواقع مريض جدا وبحاجة إلى إعادة نظر جذرية في القطاع، مؤكدا أن عديد الملفات يجب وضعها على الطاولة ومنها الخطأ الفادح المرتكب من قبل وزيرة التربية السابقة نورية بن غبريت والتي تخلت عن المدارس الابتدائية لصالح البلديات وهو ما أثر سلبا وبصورة كبيرة على هذا الطور التعليمي الهام، والمطلوب من الوزير الجديد إعادة الابتدائيات الى وزارة التربية، وحول سرعة تنفيذ الإصلاحات قال عمورة إن الوقت مبكر جدا للحديث عن ذلك وأمام الوزير ستة أشهر كاملة لمعرفة القطاع خاصة وأن أغلب المفتشين والمدراء أحيلوا على التقاعد ومن يتواجدون حاليا بالوزارة لا يمكلون الخبرة الكافية.