“عشعاشة” ثروات فلاحية وسياحية تبحث عن استثمارات مازالت بلدية عشعاشة تنتظر التفاتة حقيقية من قبل السلطات المحلية، التي تيسير جهازها التنفيذي بعد حركة الولاة الأخيرة، والي مستغانم الجديد، “عبد السميع سعيدون”. وتعاني بلدية عشعاشة، الواقعة بأقصى الجهة الشرقية للولاية، من نقائص في التنمية المحلية، إذ رغم التوسع العمراني الذي شهدته البلدية، خلال السنوات الأخيرة، إلا أن نوعية المنشآت العمومية الموجودة لا تكاد تعكس موقع البلدية الاستراتيجي، والتي تملك شريطا ساحليا في غاية الأهمية مازال غير مستغل. وعلى صعيد المشاريع الاستثمارية، لا تملك هاته البلدية أي مشروع استثماري نوعي يوفر مناصب عمل لشباب أحالته البطالة باكرا على المقاهي. ويعاني سكان “بلدية عشعاشة ” من مشاكل عديدة يتخبط فيها المستشفى الذي عرف نزيف إطارات وأطباء غادروه بسبب مشاكل وغياب سكنات وظيفية. روبورتاج: محمد مرواني وعود بقيت حبرا على ورق… على مدار سنوات طويلة، زار بلدية عشعاشة العشرات من المسؤولين منهم ولاة، ولم تتحرك كثيرا التنمية إلا بمقدار ما تم إنجازه إلى حد الآن، من مرافق جوارية ومسالك طرقية وسكنات ريفية، في حين يصر الشباب، خاصة منهم الجامعيون بالمنطقة، على إنجاز مشاريع استثمارية بالبلدية لتوفير مناصب عمل حقيقية لا مؤقتة. كما يصر العديد من المواطنين بالبلدية، التي تملك مؤهلات فلاحية في غاية الأهمية، على إنجاز مشاريع تنموية أخرى خدماتية تسمح بربط”عشعاشة” بمناطق “تنس” بالشلف. وتجعلها بلدية منتجة فلاحيا وسياحيا. وقد قال لنا أحد المواطنين من البلدية، إن وعود العديد من المنتخبين بقيت حبرا على ورق، ولم يتم الالتزام بوعود أطلقها حتى مترشحون للانتخابات التشريعية الماضية، الأمر الذي جعل صورة المنتخبين بهذه البلدية مهزوزة بسبب عدم تجسيد الوعود التي تم إطلاقها سنوات مضت للمواطنين وسكان “عشعاشة”، التي تجتاج لمشروع للتهيئة الحضرية ولمشاريع تخص قطاع التجهيزات العمومية ولمشاريع استثمارية خاصة في قطاعي السياحة والفلاحة، إذ تملك البلدية مؤهلات طبيعية في هاذين القطاعين، غير أن الوضع الحالي، يشير إلى غياب أي مشاريع استثمارية نوعية في الفلاحة والسياحة ب”عشعاشة”. كما أن العديد من رؤساء المجالس المنتخبة البلدية التي سيرت البلدية لم تنجز الكثير للبلدية، التي مازالت تئن لغياب العديد من المشاريع التنموية النوعية التي يمكن أن تنقل البلدية إلى مرحلة أخرى كلها آفاق تنموية.
دوار “الرحمانية” بدون إنارة عمومية اشتكى سكان دوار “الرحمانية” من غياب الإنارة الريفية رغم إنجاز عدد من التجمعات السكنية الريفية ببلدية عشعاشة. وقال لنا أحد المواطنين الذي اتصل ب”الحوار”، إنه أقدم على طلب نقل تيار كهربائي من منزل أحد المواطنين الذي يقطن بعيدا عن سكنه بمسافة معتبرة. ويعاني دوار الرحمانية ببلدية ععشاشة من غياب الإنارة الريفية منذ أزيد من ثماني سنوات، ولم يتم تثبيت عمود كهربائي بالقرية الريفية لتوفير الكهرباء لسكان القرية، وفي الوقت الذي تتوسع فيه التجمعات السكنية الريفية ببلدية عشعاشة، مازالت العديد من القرى والمناطق الريفية تعاني من نقائص في التنمية المحلية، إذ يصر المواطنون على توفير حصص جديدة من السكنات وتوفير الطاقة الكهربائية.
ماذا يحدث بمستشفى “عشعاشة“… وفي قطاع الصحة، عبّر العشرات من المواطنين ببلدية عشعاشة عن استيائهم البالغ من تراجع مستوى الخدمات الطبية بمستشفى البلدية الذي تم إنجازه منذ سنوات فقط. وقد اشتكى عدد من المواطنين من نقص الخدمات الطبية في الفترات الليلية، إذ شهد هذا المستشفى هجرة متتالية للعديد من الأطباء الذين رفضوا العمل به بسبب غياب السكنات الوظيفية. ورغم استلام المستشفى وتوفره على عدد من التجهيزات الطبية إلا أن التأطير الطبي على مستوى العديد من المصالح الحيوية مازال ناقصا، الأمر الذي يجعل العشرات من المواطنين يتنقلون إلى مستشفى دائرة سيدي علي لتلقي العلاج والاستفادة من الخدمات الطبيبة هناك. هذا، ويطالب المواطنون ببلدية عشعاشة من السلطات الولائية بمستغانم، ومديرية الصحة بالولاية التحرك في أقرب الآجال لإنقاذ مستشفى عشعاشة من مصير مجهول، ورد الاعتبار للقطاع الصحي بهاته البلدية، التي تبعد بأزيد من سبعين كيلومترا عن مقر ولاية مستغانم ،ويحتاجها سكانها لتغطية صحية نوعية.
طرقات تحتضر وحال الطرقات الرابطة بين التجمعات السكنية لا يسر الناظرين هو الآخر ، إذ تعاني العشرات من طرقات بلدية عشعاشة من اهتراء واسع، إذ خلفت التساقطات المطرية أوضاعا سيئة على الطرقات، بعد أن تجمعت مياه الأمطار بالطرقات والحفر التي تتواجد بعدد معتبر من طرقات البلدية التي ارتفعت كثاتها السكانية. وفي الوقت الذي توسعت فيه عمرانيا بلدية عشعاشة مازالت طرقاتها في وضعية سيئة ودون أي عمليات للصيانة. كما تفتقر العديد من الأحياء والمناطق السكنية داخل البلدية للإنارة العمومية. ويعاني سوق البلدية هو الآخر من غياب طريق يؤدي إليه بسبب اهتراء واسع للطرقات. وفي الوقت الذي تعاقبت فيه على بلدية عشعاشة العديد من المجالس البلدية لم يتغير مشهد طرقات البلدية كثيرا، إذ يطالب العديد من المواطنين من السلطات الولائية التدخل لإعادة الاعتبار للبلدية وتحسين طابعها العمراني والحضري الذي يبقى غائبا بسبب تأخر مشاريع التهيئة الحضرية النوعية.
شباب تحاصره البطالة والفراغ … هذا، ويعاني شباب بلدية عشعاشة الذي يمارس بعضه النشاط الفلاحي والتجاري من بطالة وفراغ قاتل حاصره على حد تعبير العديد من الشباب الجامعي، الذي لا يجد أي مشاريع نوعية استثمارية توفر له مناصب عمل ثابتة وغير مؤقتة. كما يعاني الشباب من نقص في المرافق الشبانية والرياضية التي تعكس موقع البلدية وتوسعها العمراني، إذ لا يجد الشباب ملعبا نوعيا رياضيا لممارسة كرة القدم ولا بيتا للشباب. كما أن المركز الثقافي الوحيد الموجود حاليا غير مناسب على الإطلاق لممارسة النشاط الشباني والجمعوي وحتى الثقافي. ويطالب العشرات من شباب “عشعاشة” من السلطات الولائية، وعلى رأسها والي الولاية الجديد، بإنجاز مصانع ب”عشعاشة” توفر آفاقا مهنية واسعة للشباب المتكون وخرجي الجامعات الذين يعدون بالمئات ولا يجدون إلا انشطة مهنية غير تلك الموسمية في موسم الاصطياف. وقد احتج أكثر من مرة شباب “عشعاشة” على أوضاعهم، محملين المسؤولين المحليين مسؤولية الفشل في تسيير شؤون البلدية، خاصة ملف التشغيل.
مؤهلات سياحية منسية رغم المؤهلات الطبيعية التي تتوفر عليها بلدية عشعاشة، مازالت شواطئ هذه البلدية ومناطقها السياحية مهملة وخارج اهتمام السلطات، إذ تتوفر بلدية عشعاشة على شريط ساحلي تقع قربه مناطق غابية في غاية الجمال، ورغم هذه الميزة التي تتوفر عليها البلدية، إلا أن هناك غياب تام للمرافق والمنشآت السياحية بالبلدية، إذ ناشدت مؤخرا، جمعيات سياحية وثقافية مهتمة بالشأن التنموي والسياحي والي مستغانم لإعادة الاعتبار لبلدية عشعاشة وجعلها قطبا سياحيا يستقطب المصطافين والسياح ويجلب مداخيل مالية معتبرة لخزينة البلدية التي تبقى فقيرة وفي حاجة لمشاريع تنموية نوعية. وقد أشار عدد من المنتخبين المحليين ببلدية عشعاشة ل”الحوار” إلى المشاكل العديدة التي تعيق تحريك القطاع السياحي ببلدية عشعاشة، إذ تبقى البلدية بطابع فلاحي ويمارس سكانها النشاط الفلاحي والتجاري ولم يظهر الطابع السياحي لعشعاشة إلا مؤخرا، بعد شروع صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر مواقع سياحية في غاية الأهمية والجمال ببلدية عشعاشة منسية، و لم يتم الاستثمار فيها بالشكل المطلوب والغاية المنشودة، وقد كشفت هذه الصور التي تخص مواقع ومناطق سياحية ببلدية عشعاشة المؤهلات السياحية المهمة التي تتمتع بها هذه البلدية.
مطالب بإنجاز مرافق جوارية هذا، وتعاني بلدية عشعاشة من نقص واضح في المرافق العمومية، إذ رغم إنجاز عدد من من المنشآت الإدارية الجوارية بالبلدية التي تمتع بطابع ريفي وفلاحي، إلا أن العديد من المواطنين وسكان البلدية يلحون على السلطات الولائية تخصيص مشاريع تنموية جديدة تستفيد منها البلدية الواقعة عبر الطريق الوطني رقم 11، ويشدد المواطنون هناك على إنجاز مجمع إداري يضم ملحقات تابعة لاتصالات الجزائر والتشغيل ومرافق بنكية. كما يطالب شباب البلدية بملعب رياضي ودار للشباب ومرافق للترفيه ويصرون على إنجاز مشروع صناعي استثماري يقضي على البطالة المستفحلة في أوساط شباب البلدية، وفي الوقت الذي تسعى فيه سلطات ولاية مستغانم إلى إنجاز مشاريع تنموية ذات طابع استعجالي، يبدو أن النقص الواضح في المرافق العمومية بالعشرات من بلديات مستغانم أصبح أحد الانشغالات المتكررة لدى المواطنين الذين يلحون على إنجاز ملحقات إدارية تابعة لقطاعات معينة بدل التنقل إلى مديريات هذه القطاعات الواقعة بمركز الولاية، مع العلم أن المسافة بين بلدية عشعاشة وولاية مستغانم تتجاوز 75 كيلومترا. والبارز أن بلديات دائرة عشعاشة رغم التوسع العمراني الذي شهدته وارتفاع الكثافة السكانية مازالت تسجل نقصا في المرافق العمومية، خاصة منها المرافق التابعة لقطاع العدالة والبريد.