بقلم الأستاذ: حسين مغازي من فضائل الكمال التي تتطلب الحمد والشكر لله ، أن يملكالقائدحسن التدبير ويؤتى الحكمة في التفريق بين الحقّ والباطل ، وتزداد الصورة روعة وجمالا حين يكون الفصل فيها زمن المحن و الشدائد ، أين تطير عقول ذوي الألباب وتشيب رؤوس الولدان ، وينزوي كل ذو همّة الى ركن شديد يؤويه ، تذكرني حالة بلادي اليوم بموقف أبي بكر الصديق من مانعي الزكاة ، حتى اختلف مع عمر بن الخطاب وقال عمر: اتقاتل قوما يشهدون الاّ اله الا الله وأن محمد رسول الله ، فكان جواب أبوبكر حاسما: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة وبين الزكاة ، فالامر عنده لا يتعلق بالأقوال وحركاتالعبادة، وكان النصر وقتها حليف أبي بكر ، وأعاد الأمور الى نصابها ، وعاد النور يشع من جديد كما تركه رسول الله، ومحلّ الشاهد هنا، أن حبّ الوطن يحدده السلوك ، فما أشبه الليلة بالبارحة حين انبرى شهيد الوطن ، ” قايد صالح ” رحمه الله الى وأد بواكير الفتنة في مهدها ، والضرب بيد من حديد على المرجفين في المدينة ، والمرور بالجزائر الى برّ الأمان ، ولأن منصة الحرية والديمقراطية متاحة للجميع ، لكنها ليست للمروق والخروج عن قيم ومبادئ المجتمع ، وكل التبريرات التي تروجها وسائل الإعلام التي تدعي الديمقراطية ، لا تعدو أن تكون جهاد خفيا ضد الوطن نفسه ، ومفردات الحرية التي يتشدقون بها ، لا تعدو أن تكون سهاما لا تختلف البتة عن سهام عدوّ الأمس ، وفرح العدو بالتهليل لذلك خير دليل، فحين يكون المستهدف هو الوطن يصبح الحيادُ خيانة والصمت تواطئاً ، ونصرة المرابطين في سبيل الله فرض عين ودعمهم شرف وتاريخ مشرق ، إن السير بالأوطان الى برّ الأمان عبءلا يقوى على حمله الاّ كبار النفوس وأصحاب الهمم العالية، ودعوة الخير في كل هذا أن يتواصل الحياد للوطن وأن يتعزز الوقوف الى جانب القيادة الحكيمة ،والاّ نكترثللحناجر المريضة التي قبضت ثمن الخيانة ،ولأن طريق الحق واحد ، فحيادنا للجزائر أولاّ وأخيرا. صح رمضانكم