أين فطوم ؟ بقلم : مصطفى بونيف طرق حبزلم باب بيتي وطلب مني أن أستقبله في الصالون للحديث في أمر مهم، فكان له ما أراد مع كيلو زلابية و ابريق شاي و قارورة عصير.. و كلّ ما تبقى من السحور، و مع ذلك لم يكلمني عن الأمر المهم الذي دخل بيتي من أجله، بل قال لي ” إذا عندك لبن مع الخبز ..لأنني جائع ..!”. – لا أدري إن كانت هذه بطن أم خلّاط اسمنت التي أسفل صدرك يا حبزلم، حدّثني في الأمر المهم .. تمدد على الأريكة التي كانت تئن تحت جسمه المدرّع بالشحوم و الدهون ..ثم قال : ” هل تعرف الحاجة فطوم ..جارتنا التي تسكن في الطابق الأرضي ؟”. كان سؤال حبزلم غريبا و مستفزّا فمن ذا الذي لا يعرف الحاجة فطوم في العالم، فطوم التي ذاع صيتها في مشارق الأرض و مغاربها حتى بلغ البيت الأبيض، ما بها الحاجة با حبزلم أقلقتني عليها ؟. فقال لي بأنها لم تظهر في أماكنها المعتادة منذ يومين، و بيتها مغلق .. – ربما سافرت إلى أهلها لتصوم معهم ؟. – يا مصطفى إن الحاجة فطوم أصبحت وحيدة بعد وفاة زوجها متأثرا بلسانها الشرس، لقد رفعت ضغطه و سكّره فسقط على الأرض صامتا بلا حراك..!. – معك حق يا حبزلم لسانها مثل السيف إذا لم تقطعه قطعك..و مع ذلك أين يمكن أن تكون، فاختفاؤها فجأة سوف يتسبب في مشكلة لأنها بطلة المسلسل الذي أكتبه لقرّاء الجريدة .. فقال حبزلم ” لا يمكنها أن تسافر فهي ممنوعة من السفر”. – كيف ذلك، ومن منعها ؟. – مولا السوبيرات يقول بأن عليها ديون كثيرة، يجب أن تسددها قبل أن تسافر إلى أي مكان !. – يتبع –