الزلابية .. بقلم: مصطفى بونيف عادت الحاجة فطوم إلى العمارة وهي تحمل كيس زلابية يتقاطر عسلا، ثم قالت لي بأنها خاضت معركة رهيبة في سبيل الوصول إلى هذا الكيلو، .. طوابير الناس أمام محل الزلابجي مثل النمل… فعاتبتها على وقفتها في طابور، فربما تصيبها عدوى بفيروس كورونا .. قد تتسبب في كارثة بالعمارة. فقالت بأنها لم تنزع الكمامة ولا القفازات ..وبأن رمضان بلا زلابية غير ممكن ولا معقول ..وتعجبت مني كيف استطعت أن أصبر على غياب الزلابية عن ما بعد مائدة الإفطار !. – هناك أشياء أهم من الزلابية يا الحاجة يجب أن نهتم بها. – نعم اللحم أهم من الزلابية ..لكنه غال !. – لا أقصد الأكل، ولكنني أقصد الصحّة، أي نعم كلنا نبجّل ونحترم طبق الزلابية في رمضان ..لكن هذا لا يعني أن نلقي بأنفسنا إلى التهلكة في سبيله، ثم إنك سيدة متقدمة في السن والسكريات لا تناسبك .. – يا مصطفى لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، ولو شاء الله أن يتغلغل إليك كورونا سيتغلل ولو من تحت الباب، وقد تجلس لساعات مع مريض ولا ينتقل إليك.. – نعم أتفق معك بأن المسألة مسألة قضاء وقدر، لكن الحذر مطلوب. – إذن لماذا رخص لفتح محلات الزلابية..؟. – نعم رخص بفتح المحلات ولكن لم تطلب من المواطنين الاكتظاظ … ثم عرضت عليّ قطعة لآخذها معي إلى البيت، بصراحة رائحة الزلابية تجنن .. وتستاهل، ولكن العمر ليس لعبة !. كونوا حذرين. صحة فطوركم مصطفى بونيف