كشف تقرير''وضع الأطفال في العالم ''2009 الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للطفولة ''اليونيسيف'' خلال اللقاء الذي تم في مكتبة الإسكندرية يوم 27 مارس المنصرم، عن وفاة أكثر من 500 ألف امرأة كل سنة في جميع أنحاء العالم أي عشرة ملايين كل جيل خلال الحمل أو بسبب مشكلات الولادة. وتم خلال اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين مكتبة الإسكندرية واليونيسيف في حضور الدكتورة ''إرما ماننكور'' ممثلة اليونيسيف في مصر. يظهر التقرير أنه من خلال التدخلات المناسبة، فإن حياة الأمهات وأطفالهن الرضع يمكن إنقاذها من خلال خلق بيئة داعمة لصحة الأم والأطفال على حد سواء، مشيرة إلى أن المعلومات المتوفرة تؤكد أنه في كل عام يموت أكثر من 500 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم خلال الحمل أو بسبب مشكلات الولادة، وأن 70 ألفا من هذه الوفيات تحدث بين الفتيات المراهقات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما، وهي مأساة إنسانية لا داعي لها خاصة إذا كان التدخلات المناسبة قد تنقذ 80 بالمائة من هذه الأرواح. وأوضحت الدكتورة إرما أن الفتيات اللواتي أنجبن قبل سن 15 عاما يكن عرضة للوفاة أثناء الولادة بمقدار 5 أضعاف من النساء في العشرينيات من العمر، مما يسبب آثارا سلبية على أبنائهن وأسرهن، بالإضافة إلى موت نحو 4 ملايين من المواليد الجدد كل عام خلال أول 28 يوما من حياتهم نتيجة أسباب يمكن الوقاية منها، ويشكل هذا حوالي 40 بالمائة من جميع الوفيات دون سن الخامسة كل عام، بما يؤثر على التنمية في تلك البلاد، وهي بلاد نامية في أغلب الأحوال، حيث أثبت التقرير أن 95 بالمائة من وفيات الأمهات و90 بالمائة من وفيات حديثي الولادة تسجل في آسيا وإفريقيا. وأوضح التقرير أن الفجوة بين البلدان الصناعية والمناطق النامية تكون أكبر في مجال وفيات الأمهات بالمقارنة بأي قضايا أخرى، فمعظم وفيات الأمهات والمواليد يمكن الوقاية منها عن طريق الرعاية المتواصلة التي تربط الأسر بالنظام الصحي، مشيرا إلى 6 تدخلات صحية أثبتت جدواها بالفعل في هذا المجال، هي، التغذية الكافية، وتحسين ممارسات العناية بالنظافة الشخصية، رعاية الأم الحامل، تدريب العاملين في مجال الصحة والمساعدة في عمليات التوليد، وعمليات الولادة الطارئة ورعاية الأطفال حديثي الولادة، والزيارات في مرحلة ما بعد الولادة لكل من الأمهات والمواليد. كما أوضح التقرير أن هناك العديد من العوامل التحتية الكامنة على صعيد الأسرة والمجتمع المحلي، تعمل على تقويض صحة الأمهات والمواليد الجدد وبقائهم على قيد الحياة مثل الافتقار إلى التعليم والمعرفة، والممارسات الصحية المعنية بالأمهات والمواليد، بالإضافة للسلبية في السعي للحصول على الرعاية، وعدم كفاءة فرص الوصول إلى الطعام والمغذيات الدقيقة الأساسية، وضعف المرافق الصحية البيئية، وعدم تلبية خدمات الرعاية الصحية للحاجة، وقلة الحصول على خدمات الأمومة الخاصة بالمواليد الجدد، وهناك أيضا عوامل أساسية مثل الفقر والإقصاء الاجتماعي والتمييز بين الجنسين التي تدعم كلا من الأسباب المباشرة التحتية لوفيات الأمهات والمواليد الجديدة وإصابتهم بالأمراض. وطالب التقرير بضرورة مواجهة التحدي القائم حاليا للسنوات المقبلة حتى 2015 وما بعده، والاستفادة من المكاسب التي تمت في السنوات الماضية، مع توجيه اهتمام خاص باحتياجات كل من إفريقيا وآسيا باعتبارهما القارتين اللتين تعانيان من مشكلة أكبر في وفيات الأمهات والمواليد الجدد.