كشف أحدث تقرير أممي حول أطفال العالم أن نسبة وفيات الأمهات في البلدان النامية أثناء الولادة أو من جراء مضاعفات الحمل تزيد 300 مرة عن نسبة وفيات الأمهات في البلدان المتقدمة، كما أكد التقرير، الذي أصدرته منظمة الأممالمتحدة للطفولة ''اليونيسيف'' مؤخرا، أن عملية زيادة احتمالات وفاة الطفل الذي يولد في بلد من البلدان النامية أثناء الشهر الأول من حياته تزيد 14 مرة مقارنةً بالطفل الذي يولد في بلد من البلدان المتقدمة. وأكد تقرير ''اليونيسيف'' في طبعته لهذه السنة في مطلعها أن حوالي 99 % من الوفيات العالمية الناجمة عن الحمل ومضاعفاته تحدث في بلدان العالم النامي، حيث ما يزال إنجاب طفل يمثل واحداً من أشد المخاطر الصحية بالنسبة للمرأة. وأشار ذات التقرير إلى وجود صلة بين بقاء الأم وطفلها المولود حديثاً على قيد الحياة، لافتا إلى إمكانية وجود فرص لسد الفجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة. نصف مليون امرأة تلقى حتفها سنويا وصرحت المديرة التنفيذية لليونيسيف آن فينمان، في تصريحات صحافية بمناسبة إطلاق التقرير في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا أن كل سنة يموت أكثر من نصف مليون امرأة نتيجة لمضاعفات الحمل أو الولادة، من بينهن حوالي 70 ألف فتاة تتراوح أعمارهن من 15 إلى 19 سنة. كما أضافت، بأن المضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة تسببت منذ عام 1990 في قتل حوالي عشرة ملايين امرأة. وأضافت فينمان أن الأمهات والرضَّع على حد سواء عرضة للخطر في الأيام والأسابيع التالية للولادة، وهي فترة بالغة الأهمية للقيام بتدخلات تنقذ حياتهم، كالزيارات بعد الولادة، والنظافة العامة، وتقديم المشورات بشأن العلامات التي تدل على وجود خطر على صحة الأم والمولود حديثاً. وبينت أن بعض الدول النامية أحرزت تقدما فيما يتعلق بتحسين معدل بقاء الطفل على قيد الحياة لديها في السنوات الأخيرة، إلا أن التقدم الذي تحقق فيما يتعلق بتخفيض الوفيات النفاسية كان أقل. ومن المحتمل أن تموت امرأة بين كل 76 سيدة أثناء مرحلة النفاس في الدول النامية، مقارنة باحتمال أن تموت امرأة بين كل 8 آلاف سيدة في البلدان المتقدمة، حسب التقرير. وقالت فينمان إن إنقاذ أرواح الأمهات ومواليدهن الجدد يتطلب ما هو أكثر من مجرد التدخل الطبي فتعليم البنات محور أساسي لتحسين صحة الأم في مرحلة النفاس وصحة المولود حديثاً ويعود بالفائدة أيضاً على الأسر والمجتمعات. وأوصى التقرير بالعمل على خفض معدلات وفيات الأمهات في مرحلة النفاس ووفيات الرضع، بتقديم خدمات أساسية من خلال النظم الصحية لتحقق استمرارية الرعاية في المنزل والمجتمع والمرافق، ومفهوم استمرارية الرعاية هذا يتجاوز التركيز التقليدي على التدخلات المنفردة التي تقتصر على كل مرض بعينه، بحيث يدعو التقرير بدلا من ذلك إلى إيجاد نموذج للرعاية الصحية الأولية يشمل كل مرحلة من مراحل صحة الأم في مرحلة النفاس والمولود حديثاً.