اكتشفت مجموعة من الباحثين بكلية الطب في جامعة جورجيا الأميركية أن ثمة علاقة تربط بين مرض الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية وداء البول السكري من النوع الثاني. وفي تلك الدراسة الحديثة التي أجريت على خمسين شخصًا تم تشخيص حالتهم أخيرًا على أنهم مصابين بعرض انفصام الشخصية أو بعرض نفسي آخر وطيد الصلة بذات المشكلة دون غيرها من عوامل الخطر المعروفة، ووجد الدكتور بريان كيركباتريك، نائب رئيس قسم علم النفس والصحة السلوكية بالكلية، أن 16 % من هؤلاء الأشخاص مصابين إما بداء البول السكري أو بمعدل غير طبيعي من أيض الجلوكوز. وأوضح بريان و زملاؤه أنه ومن خلال دراستهم التي أجريت أيضًا على مجموعة أخرى مماثلة من الأشخاص غير المصابين بانفصام في الشخصية، أنه لا يوجد لديهم أي من العلامات الدالة علي إصابتهم بالسكري.وأوضح بريان قائلا :'' تشير النتائج التي تمكننا من التوصل إليها إلى أن هناك بعض العوامل البيئية المشتركة أو بعض العوامل الوراثية التي يكون لها دور في الربط بين فرص الإصابة بالشيزوفرينيا والسكري''. ومن أجل تحديد إذا ما كانت هناك علاقة تربط بين عرض الشيزوفرينيا وداء البول السكري، قام بريان ومجموعة أخرى من زملائه بجامعة برشلونة الإسبانية وجامعة ميريلاند الأميركية بإجراء اختبار لتناول الجلوكوز عن طريق الفم لمدة ساعتين للمرضى الذين لم يدرجوا على قائمة الأشخاص الذين توصف لهم الأدوية التي تعالج الاضطرابات العقلية. وأوضح الباحثون أن تحديد هؤلاء الأشخاص قبل إعطائهم الوصفات العلاجية يعد أمرًا مهمًا، لأنهم يعرفون بالفعل أن بعضا من أكثر أدوية الشيزوفرينيا فاعلية تتسبب أيضًا في زيادة وزن الجسم بصورة سريعة ، وهو أحد عوامل الخطر التي تزيد من مخاطر الإصابة بداء البول السكري. وهنا أوضح بريان :'' نعرف أن الأدوية تسبب مشكلات، غير أننا نريد أن نعرف إذا ما يتسبب المرض في حدوثهم أم لا ''. وأشار الباحثون إلى أن أعراض الشيزوفرينيا تشتمل على مشكلات متعلقة بالذاكرة والتركيز، والهلوسة، والأوهام، وعدم الانتظام في التفكير والسلوكيات. هذا وتبدأ الأعراض النفسية في الظهور في أواخر فترة المراهقة وبداية مرحلة البلوغ. ومع هذا، فقد عبر الباحثون عن اعتقادهم بأن التشوهات التطورية التي لم يعرفوها بعد ربما تزيد أيضا من مخاطر الإصابة بداء البول السكري.