يحتفل العالم يوم 25 أفريل القادم باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، وسيتم التركيز هذه السنة من طرف الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، السل والملاريا على دور السلطات المحلية في تفعيل العمل الوقائي. ويسجل في الجزائر أن معظم حالات الإصابة بهذا المرض القابل للشفاء تنتقل إلى أرض الوطن بنسبة 90 بالمائة من دولتين من دول الجوار يتفشى ويتوطن المرض فيهما بكثرة على المستوى الإفريقي. يهدد هذا النوع من المرض المتنقل عن طريق لسعة البعوض 40 بالمائة من سكان العالم، حيث يصيب سنويا من 350 إلى 500 مليون شخص عبر العالم، 59 بالمائة منها في إفريقيا و38 بالمائة في آسيا و3 بالمائة فقط في الولاياتالمتحدةالأمريكية. برنامج مكافحة ناجح أعطى البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا (PNCP) لسنة 1963 ثماره الناجحة منذ بداية تطبيقه، حيث ساهم في المراحل الأولى في التقليل من نسبة الإصابة بشكل ملفت للانتباه، وسجلت الجزائر خلال 7 سنوات ممتدة من 2000 إلى 2007 أكثر من 2500 حالة فقط جلها في المناطق الجنوبية والصحراوية، ما جعل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز، السل والملاريا يصفه بالبرنامج الناجح، حيث تمكنت السلطات المسؤولة من تسجيل نسبة معتبرة من الإصابة على مستوى بعض الولايات في فترة معينة تراجعت بعد السهر على تطبيق البرنامج، إن لم نقل تم القضاء عليها نهائيا في كل من تمنراست، أدرار، ورڤلة وغرداية. ويشار إلى أن نزوح هذا النوع من المرض المنتشر بكثرة في دول جنوب إفريقيا، نحو المناطق الجنوبية للوطن كان نتيجة عبور سكانها عن طريق الهجرة غير الشرعية واحتكاكهم بالسكان الأصليين، لكن ومع جهود السلطات المحلية لتكثيف المراقبة الطبية عبر الحدود الجنوبية وتطعيم كل المواطنين المقبلين على التوجه نحو الدول الإفريقية استطاعت الوقوف أمامه والحيلولة دونما انتشاره وزحفه نحو المناطق الشمالية، خاصة وأنه بعدما دخل الجزائر عبر حدودها تحولت طريقة انتشاره لتصبح داخلية بتسجيل 194 حالة خلال الفترة المذكورة نفسها تلقت العدوى محليا. المرض يتصاعد إفريقيا ويتراجع جزائريا وافق الصندوق العالمي للمكافحة الإيدز، السل والملاريا ابتداء من جانفي 2008 على رصد ميزانية خاصة لتطبيق برنامج جديد لمكافحة الملاريا يمتد على 5 سنوات قدرها 7ر3 مليار دولار، حسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للصندوق في كلمة لمديره التنفيذي الدكتور ميشال مازاتشكين. ومما جاء في الموقع من تقييم لتطور انتشار المرض عبر العالم تزايد في انتشاره على المستوى الإفريقي وتراجع ملحوظ على الصعيد الجزائري، مرجعا السبب إلى التكثيف من استخدام المبيدات الحشرية في المناطق الأكثر عرضة للإصابة حيث تمكنت بهذه الطريقة ومن خلال برنامجها الوطني أضاف المصدر، من مكافحة المرض. في حين رصد الصندوق 46 مليون دولار من الميزانية للمبيدات الحشرية بغية تعميم استخدامها لإنقاذ حياة حوالي 500 مليون شخص سنويا عبر العالم غالبيتهم أطفال ونساء حوامل، ما جعله يصنف في المرتبة الثالثة لأهم الأمراض المعدية في العالم بمعدل انتشار 3ر2 بالمائة و9 بالمائة على مستوى إفريقيا بعد كل من ذات الرئة والتهابات الجهاز التنفسي الحادة بنسبة 5ر3 بالمائة والسل بنسبة 8ر2 بالمائة. وذكر الموقع الخاص بالصندوق أن الكلوروكين يظل الخط الأول والفاصل في علاج الملاريا، لذا يجب مواصلة الأبحاث والشروع في الرصد المنتظم لمقاومة العقاقير في إفريقيا باستخدام أساليب علاجية موحدة.