ربما يتفق الكثيرون مع الرأي الذي يقول أن فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعهدة ثالثة وبنسبة قياسية لم يكن مفاجئا بالنظر لما أنجزه خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أن المفاجآت قد أحدثها ترتيب المترشحين المتبقين . وتعد الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون أول الرابحين في هذه الانتخابات ، إذ أن حصولها على المرتبة الثانية وبنسبة فاقت الأربعة في المائة يؤكد أن شعبية حزبها ورؤاه تنتشر يوما بعد يوم وسط الجزائريين ولو كانت بخطى ثابتة ، الأمر الذي يجعل من حقها أن تقول أنها قد تصل إلى مركز القاضي الأول في البلاد خلال الموعد الرئاسي المقبل. كما تؤكد المرتبة التي حصلت عليها حنون النتائج السابقة التي استطاع حزبها أن يحصدها خلال ا لانتخابات التشريعية وكذا المحلية الماضيتين ، إضافة إلى أنها تظهر أن مرشحة حزب العمال قد صارت تلقى شعبية لدى الولايات الداخلية للوطن خاصة الصحراوية منها ، هاته المناطق التي يشاع عنها أنها لا تعطي المرأة حقها و أنها ذات مجتمعات ذكورية ، إلا أن احتلال حنون المركز الثاني في كل من الأغواط وباتنة وبسكرة ومعسكر وغرداية وورقلة يفند كل هذه الشائعات . من جهته مرشح عهد 54 علي فوزي رباعين فانه قد يكون قد حقق اكبر انتصار له بعد أن غادر مؤخرة الترتيب التي ارتبطت باسمه وبتياره السياسي في كل موعد انتخابي، والمهم بالنسبة إلى تشكيلته لن يكون في عدد الأصوات التي حصل عليها ، إنما في تركه ذيل الترتيب ، ما يجعله يحق له أن يؤكد أن التوقيعات التي جمعها للترشح حقيقية وغير مزورة كما كان يحاول أن يروجها بعض خصومه ، فرباعين قد استطاع خلال رئاسيات هذا العام الحصول على أكثر من 133 ألف صوت ، وهو ما يقارب ضعف التوقيعات المطلوبة للترشح للرئاسيات . ويبدو أن هذه الانتخابات قد كانت عادلة إلا مع مرشح واحد، ألا وهو محمد السعيد الذي حصل على 132242 صوت ،وهو رقم يقارب ال 120 ألف توقيع التي جمعها للترشح للرئاسيات، الأمر الذي يجعله يواصل خطواته لاعتماد حزب الحرية والعدالة الذي أعلن عنه سابقا . وعلى خلاف الثلاثة الآخرين، فان نتائج انتخابات الخميس الماضي تكون قد أعطت صفعة لرئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية الذي احتل المرتبة الثالثة وتمكنت حنون من اجتيازه رغم انه قد حقق نتائج أحسن من نتائجها خلال المنتخبات المحلية الماضية، الأمر الذي قد يقرأ على انه تراجع في شعبيته على مستوى القاعدة ، وان جناح الحركة التصحيحية في حزبه قد كان له تأثير واضح في انخفاض شعبيته ، إضافة إلا أن هذه النتائج تبين أن ادعاءاته السابقة بأنه لا يرى إلا بوتفليقة كمنافس له فقط مجرد ثرثرات سياسية ، وهو ما يحتم على ابن المدية تنفيذ ما تحدث عنه مسبقا ، عندما قال انه إذا هزم في هذه الرئاسيات فانه سيراجعه خطابه السياسي. ومن جانبه، يكون الأمين العام لحركة الإصلاح محمد جهيد يونسي قد اثبت من جديد انه لن يستطيع أن يقود حركته مثلما كانت في عهد رئيسها المطاح به عبد الله جاب الله ، فهذا الأخير كان قد حصل على المرتبة الثالثة خلال انتخابات 2004 ، فيونسي لم بستطع حتى ببعض مناطق الشرق الجزائري أن يحصل على المرتبة الثانية كتبسة التي جاء فيها في المرتبة ما قبل الأخيرة ،وكذا بقسنطينة التي تعهد مركزا للتيار الإسلامي ، إلا أن يونسي اكتفى فيها أيضا بالمركز الرابع .