ينزل العلامة ومؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر ضيفا على معهد ثقافات الإسلام بالدائرة ال18 بباريس، ابتداء من 17 أفريل الجاري، بمعرضين وفيلم وثائقي حول حياته، في إطار السنة الأوروبية للحوار الثقافي والذكرى ال200 لميلاد الأمير. يضم المعرض الأول رسومات استشراقية بمتحف كوندي التي تعد أكبر مجموعة في فرنسا، تتناول مواضيع مختلفة على غرار الحصان والهندسة المعمارية والأزياء الشرقية ولقاء الأمير عبد القادر مع الدوق أومال أمير شانتيي. وسيسمح هذا المعرض للشباب الفرنسيين باكتشاف هذه الرسومات الاستشراقية وكذا التطرق للإشكاليات المعاصرة ذات الراهن على غرار النظرة إلى الآخرة، اختلاف أساليب الحياة ومظهر اللباس وبعده الثقافي وتاريخ الاستعمار وغيره. فيما يضم المعرض الثاني الذي يحمل عنوان ''الامير عبد القادر: من الجزائر إلى فرنسا'' صورا فوتوغرافية للمصورين الفوتوغرافيين دليلة دشاش وجاك دومون ووثائق أرشيفية نادرة حول هذه الشخصية التاريخية ذات الأوجه المتعددة: قائد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. إلى جانب هذين المعرضين أدرج معهد ثقافات الإسلام بالدائرة ال18 بباريس ضمن أجندة تظاهرة السنة الأوروبية للحوار الثقافي، الفيلم الوثائقي بعنوان ''البحث عن الأمير عبد القادر'' للمخرج السينمائي محمد لطرش وذلك يوم 21 أفريل القادم يتناول أهم المحطات السياسية والشخصية في حياة الأمير عبد القادر منذ نشأته ومقاوماته الشعبية بالجزائر إلى غاية أسره بقصر امبواز بفرنسا ثم منفاه في سوريا. للتذكير يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و.1847 كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخٍ بين مختلف الأجناس والديانات، وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم. هو عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى، اشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري. ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222ه / 1807م بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه، حيث حظي بالعناية والرعاية.