سيطلق قريبا اسم الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وبطل المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، على ساحة بمدينة ليون الفرنسية. وعلم من مصدر قنصلي أن حفل التدشين سيجري يوم السبت بعد الظهر في المقاطعة السابعة لهذه المدينة. وكانت سلطات هذه المدينة بالشراكة مع القنصلية العامة للجزائر بليون قد نظمت في جوان الفارط لقاء للاحتفاء بالذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر (1808-2008). وقد تم بهذه المناسبة التطرق إلى مشوار الأمير عبد القادر بصفته مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ودبلوماسي ورجل ثقافة ومؤلف وشاعر. وكان القنصل العام الجزائري السيد عبد الكريم طواهرية أكد خلال افتتاح المنتدى أن "الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر تحمل أكثر من دلالة إذ أنه أول جزائري وطأت أقدامه أرض مدينة ليون عندما كان متوجها إلى المنفى بدمشق". وتثير شخصية الأمير عبد القادر دوما الاحترام والتقدير، فعلاوة على عشرات الأعمال والدراسات والأبحاث التي خصصت له، تم خلال السنوات الأخيرة تنظيم العديد من التظاهرات للإشادة بهذه الشخصية التاريخية. وفي سنة 2003 نظم المركز الوطني للدراسات التاريخية ومتحف التاريخ بفرنسا في إطار تظاهرة "سنة الجزائربفرنسا" عرضا يحمل عنوان "عبد القادر الرجل وأسطورته". ومنذ سنة 2006 تحمل ساحة في المقاطعة الخامسة بباريس بالقرب من معهد العالم العربي اسم الأمير عبد القادر. وكان رئيس بلدية باريس بيرتران دي لا نوي أوضح بهذه المناسبة أن هذه الساحة "ستسمح بتخليد اسم هذا الرجل الوطني الجزائري بباريس". وفي فيفري الفارط حيّت الوزيرة الأولى السابقة السيدة إيديث كريسون عضو جمعية فرنسا-الجزائر خلال إصدار طابع بريدي فرنسي يحمل صورة الأمير عبد القادر عظمة هذه الشخصية التاريخية الوطنية. وأوضحت السيدة كريسون في كلمة ألقتها بمعهد العالم العربي تقول إن الأمير عبد القادر "بقي وفيّا لمبادئه وقناعاته مهما تغيرت مناصبه ووضعيته ومهما كان المصير الذي توجب عليه مواجهته". وأضافت أنه "سواء كان زعيم حرب أو رئيس دولة جزائرية أرسى أسسها، وسواء كان منهزما أو محروما من الحرية ثم حرا طليقا، فإن أنظاره كانت دوما موجهة صوب المستقبل. هو شخصية تقدم وعصرنة لا تشله عقيدة الماضي فكيف لا نشير إلى أنه قبل كل شيء رجل عصره في مشاريعه وآماله وحتى في خيبة آماله. (وأج)