تبلورت مجهودات ملحقة متحف المجاهد بالرغاية الرامية إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية، في العديد من الخطوات التي مكنتها من تسليط الضوء وتثمين جملة من المكاسب التاريخية والنضالية شاركت في تحقيقها أطراف لم تنل الكثير من حظوة الاعتراف والتذكر، مثل التضحيات الجسيمة التي قدمها فريق كرة القدم إبان الحرب التحريرية ما جعل إدارة الملحقة المذكورة تبادر مؤخرا إلى تسجيل شهادات حية حول مسيرة فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، الذي يعتبر أول سفير لكرة القدم الجزائرية من 1958 بتونس، بعد توقف النشاط الرياضي في الجزائر، علما بأنه تأسس سنة 1957 باقتراح من قيادة جبهة التحرير الوطني، ومساهمة بعض الوطنيين والتجار المقربين في تونس. أما تشكيلة الفريق فكانت تتضمن أسماء لاعبين جزائريين قادوا الأندية الفرنسية إلى المجد على الصعيدين الداخلي والخارجي، منهم رشيد مخلوفي صانع ألعاب ''سان اتيان'' الفرنسي، والطيب زيتوني الذي تألق مع نادي ''كان'' الفرنسي . وتندرج هذه الشهادات حسب ما صرح به مقراني المستشار الإعلامي بالملحقة ل ''الحوار'' ضمن مساعي متحف المجاهد للإسهام في كتابة تاريخ الثورة، عن طريق جمع المادة التاريخية، ووضعها تحت تصرف الباحثين والمؤرخين في المجال الرياضي. ويذكر أن مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني أنشئت مؤخرا بهدف توصيل الرسالة إلى جيل الاستقلال، وتعريفهم بمآثر ونضالات فريق جبهة التحرير الوطني الذي حقق انتصارات أدهشت جميع المتتبعين لرياضة كرة القدم آنذاك، على المستويين العربي والعالمي. لقد اتخذ اللاعبون الجزائريون من كرة القدم وسيلتهم للدفاع عن القضية الجزائرية والتعريف بها عبر العالم، ومن شأن هذه المبادرة كما أوضح أن تتيح جمع الشهادات الحية المستقاة من عناصر الفريق التي لازالت على قيد الحياة حتى تكون حافظة للذاكرة الوطنية النضالية .