كشف السيد خوالد مسعود، مدير ملحقة متحف المجاهد بالرغاية، ل"المساء"، أن الفرقة المتنقلة للملحقة شرعت في تسجيل مجموعة من الشهادات الحية بالصورة والصوت مع المجاهدين الذين ساهموا بالأمس القريب في تحرير الجزائر من براثن الاستعمار الفرنسي، وكذا في تدويل القضية الجزائرية مبرهنين أن هناك شعبا ناضل بكل ما أوتي من قوة من أجل تحرير أرضه من الاحتلال الغاشم. وأضاف السيد خوالد ل"لمساء"أن هؤلاء المجاهدين ينتمون إلى مؤسسة مثلت أحد أقطاب الرياضة في البلد ألا وهي "فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم" الذي تأسس في 13أفريل 1958في تونس، وكان يضم في صفوفه أغلب اللاعبين الجزائريين الذين كانوا يصنعون أمجاد الأندية الفرنسية آنذاك مثل رشيد مخلوفي والأخوان محمد وعبد الرحمن سوكان وعبد الحميد زوبا وعبد الحميد كرمالي، ومنهم من قضى نحبه أمثال عبد العزيز بن تيفور وعبد الرحمن بوبكر ومختار لعريبي وشريف بوشاش. وقد خاض هذا الفريق عدة مقابلات في 32 دولة بمجموع قدره 62 مقابلة أشهرها تلك التي جمعته مع الاتحاد السوفيتي سابقا، يوغسلافيا سابقا، تشيكوسلوفاكيا سابقا، رومانيا، المجر، بلغاريا، الصين، الفيتنام، المغرب، تونس وكذا ليبيا، العراق والأردن، ساهمت بشكل كبير في نشر القضية الجزائرية أمام الرأي العام العالمي وسط تجاوب كبير من شعوب وجماهير هذه الفرق. وتدخل عملية تسجيل الشهادات ضمن البرنامج المعد من طرف إدارة ملحقة المتحف الوطني للمجاهد بالرغاية والذي يرمي إلى جمع أكبر عدد من المعلومات والوثائق المتعلقة بثورة أول نوفمبر 1954، وهذا من أجل المساهمة في كتابة صحيحة وسليمة لتاريخ الجزائر النضالي وكذا تعريف الجيل الجديد بأولئك الذين صنعوا مجد الجزائر ورفعوا الراية الوطنية عاليا بعد أن كانوا يلعبون من أجل الراية الفرنسية. تجدر الإشارة إلى أن كل الشهادات والوثائق التي تعكف ملحقة الرغاية على جمعها سواء مع مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم أومع غيرها من المؤسسات والجمعيات التي تم التعامل معها (كالجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام، الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير، قدماء حركة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أسسها الشهيد محمد بوراس ومختلف قسمات المجاهدين لولاية الجزائر)، ستوضع تحت تصرف الباحثين والمؤرخين وكذا طلبة كل المؤسسات التربوية من مختلف الأعمار للاستفادة منها.