نظمت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية للشراڤة بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة العمومية وجمعيات مكافحة السرطان، حملة تحسيسية وتوعوية حول سرطان الرحم وأخطاره، الهدف منه توعية المواطنات بضرورة إجراء فحوص دورية للكشف المبكر عن هذا المرض الخطير. تسجل الجزائر سنويا ما بين 2500 إلى 3000 حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم، ويؤكد المختصون أنه بالإمكان تفادي هذه الإصابات الجديدة بالتحسيس والتوعية. وبهذا الخصوص أكد المشاركون في اليوم التحسيسي حول سرطان عنق الرحم النقص الكبير في هذا الجانب الهام، إضافة إلى نقص الوسائل المادية والبشرية العاملة في الجانب الإعلامي التوعوي. وشددت السيدة'' لينده ولد قابلية ''رئيسة المؤسسة الجوارية للصحة العمومية ب''الشراڤة''، على ضرورة تكثيف الحملات الوطنية لتحسيس المواطنات بأخطار داء سرطان عنق الرحم والقيام بمبادرات على مستوى مستشفيات الوطن لتشخيص داء السرطان بكل أنواعه الذي يكلف سنويا ملايين الدينارات للتكفل بالمصابين به. 70 بالمائة من الإصابات سببها فيروس'' HPV'' ركزت السيدة ''ولد قابلية'' على خطورة سرطان عنق الرحم الذي يضيف لسجله ما يزيد عن 3000 إصابة جديدة سنويا بالوطن، ومن أجل الحد من انتشار سرطان عنق الرحم، أكدت أن السلطات بادرت الى اتخاذ إجراءات جريئة مثل التلقيح ضد فيروس (HPV) المسبب لسرطان عنق الرحم علما أن 70 من الإصابة بهذا السرطان سببها هذا الفيروس. وعليه، إذا أردنا الوصول الى التقليص ب70 الإصابة من هذا النوع السرطاني يجب الحرص حسب السيدة ''ولد قابلية''، على ضرورة التلقيح ضد هذا الفيروس. وفي هذا الخصوص أكد البروفيسور ''قرابة'' رئيس قسم الامراض الباطنية بمستشفى باشا الجامعي ومختص في علاج مرض السرطان أنه يجب العمل على وضع حد لانتشار جميع أنواع السرطان بالتوعية والتشخيص المبكر. وفيما يخص سرطان عنق الرحم نبه المتحدث الى ضرورة العمل على إجراء حملات لتلقيح اكبر عدد ممكن من النساء في الوطن. وذكر البروفيسور قرابة أنه لابد من تلقيح حوالي 400 ألف مراهقة (14 سنة) سنويا، وطلب بضرورة ان توفر الإمكانيات اللازمة لتغطية تكاليف هذه التلقيحات سنويا، كون ثمن اللقاح باهظا جدا، بالإضافة الى كون هذا اللقاح المكتشف قبيل سنتين فقط، لا يمكننا معرفة مدى ما يحققه على المدى البعيد. علما أن سرطان عنق الرحم، يمس الفئة النسوية العمرية ذات 45 سنة فما فوق. ويشير المتحدث إلى أنه بالجزائر يغفل كثيرا جانب الوقاية من أمراض كثيرة ومنها السرطان، ناهيك عن إغفال جانب التشخيص المبكر للداء، إذ يمكن التقليص بنسبة 70 من سرطان عنق الرحم فقط عن طريق الفحص المخبري وهذه الخطوة محتشمة جدا بالجزائر، فمنذ انطلاق حملة التشخيص بالوطن قبل 4 سنوات، تم إحصاء 100 ألف خلال نفس المدة وهذا قليل جدا، يقول البروفيسور، إذ يسمح هذا الفحص والتحليل المخبري عند فئة النساء الناشطات جنسيا بالتشخيص المبكر لفيروس (HPV) قبل ان يتطور إلى سرطان. ويؤكد المختص في الجراحة وعلاج مرض السرطان، على ضرورة إيلاء أهمية أكبر لملف هذا الداء على المستوى الوطني من طرف الجهات المعنية، ناهيك عن القيام بحملات تشخيصية للداء دوريا، كون المواطنين لا يتقربون تلقائيا للفحص الطبي الإكلينيكي إلا بعد فوات الأوان، ولعل فتح المراكز الوطنية الستة لمكافحة السرطان التي هي قيد الإنجاز، ستمكن قريبا من تكفل أحسن بهذه الفئة من المرضى، ناهيك عن تحسين التكفل بها والسهر على الحد من انتشار هذا الداء واستفحاله بالمجتمع خلال السنوات القليلة القادمة.