أكدت كتّاب حميدة رئيسة جمعية ''الأمل'' لمساعدة مرضى السرطان، على أن المطالبة بوضع مخطط وطني لمكافحة السرطان يعتبر الحل الوحيد الذي يسمح بالحد من الوفيات سنويا. ودعت جميع النساء إلى ضرورة الفحص التلقائي لسرطان الثدي، باعتباره خطوة وقائية تساهم في تدارك الأوضاع قبل استفحال المرض في كامل الجسم حال اكتشاف الإصابة مبكرا. طالبت جمعية ''الأمل'' خلال اليوم البرلماني نظمته أول أمس بالتنسيق مع لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني تحت عنوان ''نحو مخطط وطني لمكافحة السرطان'' بمناسبة الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، جميع النساء اللواتي فاقت أعمارهن 40 سنة بإجراء تحاليل الماموغرافيا '' وهو الفحص الخاص بالثدي''. مؤكدة على أن الكشف المبكر لسرطان الثدي يجنب الإصابة بنسبة 30 بالمائة من سرطان الثدي، كما أنه يمكن ضمان الشفاء لدى 80 بالمائة من السرطانات المعلن عليها كلما تم الكشف في وقت مبكر. خاصة وأن هذا النوع من الفحوصات سيكون إجباريا مستقبلا وهذا بالتعاون مع وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي. من جهته، أكد البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيير وماري كوري لمعالجة السرطان بالجزائر العاصمة أن 10 بالمائة من حالات السرطان المسجلة بالجزائر هي سرطانات عائلية، مشيرا إلى أن هناك عائلات ينتشر عندها الداء بشكل ملحوظ دون غيرها، مضيفا أنه يمكن وصف ذات الحالة بالخطيرة في الجزائر نظرا لانتشار زواج الأقارب بين الجزائريين وهو ما يوسع من رقعة الإصابات. واعتبار لاختيار شهر أكتوبر شهرا عالميا لمكافحة سرطان الثدي، أضاف ذات المتحدث أن 80 بالمائة من حالات هذا السرطان تصل في وقت متأخر بسبب عدم الكشف عنها مبكرا، مشيرا إلى أنه كلما تم الكشف عن الداء مبكرا كلما تمكنا من ضمان علاج مبكر، وهو ما يعني ضمان نسبة كبيرة للشفاء. للإشارة، تضمن برنامج اللقاء الذي حضره أيضا مختصون من جميع أنحاء الوطن في داء السرطان وأعضاء جمعية ''الأمل'' مداخلة حول موضوع ''حقيقة مرض السرطان في الجزائر'' و أخرى حول ''سرطان الثدي'' و تم تقديم شهادات من نساء مصابات بسرطان الثدي وشريط حول معاناة المصابات بالمرض. وفي شهادة حية لسيدة مصابة بسرطان الثدي، ذكرت أنها تتكبد عناء التنقل المستمر من وهران إل الجزائر لتلقي العلاج الكيميائي والإشعاعي، وأنها عانت في السنوات الأولى من مرضها كثيرا ولم تلق أي مساعدة نفسية من طرف أخصائيين نفسانيين في إشارة منها إلى غياب هؤلاء المختصين عن مركز مكافحة السرطان بيير وماري كوري بالعاصمة وباقي المراكز الأخرى. وطالبت هذه المريضة باسم جميع المريضات الأخريات المصابات بسرطان الثدي إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس و إنشاء مراكز جهوية أخرى لتخفيف الضغط على اعاصمة وتوفير العناء عن المريضات اللواتي تلقين حتفهن يوميا بمعدل 10 مريضات كل يوم.