أوضحت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن المقهى هو المعقل الأول لالتقاط عادة تدخين الشيشة، خصوصًا أن التطور الذي لحق بشكل المقهى جعله جاذبًا للشباب والفتيات على حدٍّ سواء، فأصبحت الفتيات لا تجدن غضاضة في الجلوس بالمقهى. وأشارت الدراسة -التي جاءت تحت عنوان ''الشباب والشيشة''- والتي أجريت في خمس محافظات مصرية على عينة شملت 5585 شاب وفتاة تتراوح أعمارهم ما بين 15 - 35 سنة، إلى أن رد فعل الأسرة تجاه تدخين الشيشة ضعيف وتأثيره غير ملموس في الأبناء المدخنين، كما أن كثيرًا من الأسر تعرف بتدخين أبنائها للشيشة ولا ترى غضاضة كبيرة في ذلك. وكشفت الدراسة عن حالة الغموض وعدم الوضوح لدى الشباب بأضرار الشيشة، رغم اعتقادهم بأنها تقود إلى تدخين أنواع أخطر من المخدرات، واعتقاد بعضهم أن الشيشة ليس لها ضرر على الصحة، وأنها تضمن لمدخنيها وضعًا متميزًا بين الأصدقاء، وتُضفي عليهم جاذبية ولا تشكل عائقًا بينهم وبين قبول المجتمع لهم، بل وقبول الجنس الآخر للاقتران بهم. وأظهرت الدراسة البُعد الاقتصادي لتدخين الشيشة، حيث بيّنت نتائجها أن الإنفاق على الشيشة يمثل أولوية بنسبة تصل إلى نحو 50 من مصروف الطلبة و10 من دخل الشباب العاملين، لافتة إلى إحجام الشباب من مدخني الشيشة عن محاولات الإقلاع عنها خوفًا من رد فعل الأصدقاء أو تحت وطأة الفراغ. وأشارت الدراسة إلى الأثر الكبير للقنوات الفضائية في انتشار ظاهرة تدخين الشيشة بما تقدمه من صورة يراها الشباب إيجابية وجذابة، وفي المقابل يرى الشباب المشارك في العينة أن البرامج الخاصة بالتوعية ضد التدخين ليست جذابة ولا تحقق الغرض منها. وأرجع الشباب المدخنون للشيشة ما يفعلونه إلى وقت الفراغ وتقليد الأصدقاء، وسهولة الحصول على الشيشة والاعتماد على شكلها، إضافة إلى الاعتقاد بأنها أخف ضررًا من السجائر، أو أنها تخفف من ضغوط الحياة وأرخص من السجائر. ولفتت الدراسة أيضًا إلى أن 49 تقريبًا من المشاركين في عينة البحث التي أجرتها المنظمة، أعربوا عن اعتقادهم بأن الشيشة أكبر ضررًا من السجائر، وأنها تساعد على نقل الأمراض ولها تأثير في الجهاز التنفسي، فيما أعرب 51 تقريبًا عن اعتقادهم إما بأن تدخين الشيشة مساوٍ للسجائر في الضرر أو أقل ضررًا. ويقول الباحث في مركز السيطرة على التبغ الدكتور تشارلز وارين إنه إذا نظرنا إلى المعدلات الحالية في التدخين وزيادتها عند النساء، فسوف يكون العدد المتوقع للوَفَيَات من التدخين 10 ملايين نسمة في عام ,2020 حيث ما زالت المعدلات الحالية تشير إلى وفاة نحو 5 ملايين نسمة سنويًّا من التدخين.