عاش المريدون لساحة الثورة بقلب عنابة عشية السبت الماضي حادثة فريدة من نوعها تمثلت في معركة حقيقية استعملت فيها البخاخات والسلاح الأبيض وكان أبطالها هذه المرة من الجنس اللطيف، الشيء الذي استدعى نزول قوة من الأمن الولائي لتطويق الوضع الذي لم يصبح تحت السيطرة إلا بحجز البخاخات المستعملة وقطعة السلاح الأبيض مع توقيف صاحبتها وإحالتها على التحقيق في انتظار تقديمها أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة. وتعد هذه الحادثة مؤشرا على العودة القوية لعصابات الجريمة التي استعادت على ما يبدو زمام المبادرة فقد عاش حي لاكولون قبل ذلك معركة دامية استعملت فيها الخناجر والقضبان الحديدية وحتى السيوف، وكانت بشوطين جرت وقائعهما بمسرح لغزالة فكان تمثال آلهة الصيد شاهدا على عودة ممارسات وسلوكات ظن العنابيون بأنهم ودعوها في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ولن يعودوا إليها بالنظر إلى تقادمها. وفي عنابة الجميلة عروس الساحل وسيدة الشرق غدت مظاهر مشينة لقيم التحضر تكتسح الشارع العنابي ليلا كعملية إشهار الخناجر في محاولة لغرس الرعب في نفوس المارة وتعاطي الكحول على الطريق العام دون رادع قانوني وأخلاقي، وفي حالة لاكولون التي عاشت ليلتين دمويتين متتاليتين جراء تناحر العصابات فإن النزاعات لم تفض إلا بعد تدخل عناصر الشرطة القضائية المتنقلة التي تستعمل العصي لتفريق المتجمهرين. ما يعيشه حي لاكولون الشعبي أصبح يلازم الكثير من الأحياء الشعبية، فهذا التوجه يتقاسمه بنفس الحدة وأحيانا أكثر العديد من الأحياء الشعبية، 115 ديسمبر وديدوش مراد والمدينة القديمة وبوخضرة وسيدي سالم وسيبوس وسيدي حرب وأغلبها أحياء حضرية تتقاسمها 3 بلديات، ويتعلق الأمر بعاصمة الولاية عنابة والبوني وسيدي عمار التي كانت آخر حلقة مسلسل الجريمة المنظمة فيها حادثة القتل الناتجة عن تقاتل هذه العصابات بدافع السيطرة على مناطق النفوذ، حيث أفضت معركة دامية في وكر للدعارة غير مرخص لصاحبته '' س.ص '' يتواجد على مستوى الأكواخ القصديرية بحي الشعيبة إلى ارتكاب جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب يبلغ من العمر 28 سنة ويتعلق الأمر ب '' ب. ف '' الذي لفظ أنفاسة على يد المكنى '' بالعجالة '' المتواجد بالسجن والمتابع بالقتل العمدي. والغريب أن بعض تلك المعارك الطاحنة بالشوارع بدأت تعرف مشاركة غير مسبوقة للجنس اللطيف، فقد شوهدت وجوه نسائية يقحمن أنفسهن في معركة رجالية دموية، هذه المعارك يقول العارفون بها إن دوافعها في الغالب هي محاولة السيطرة على الموقع الذي يكون في الغالب حيا شعبيا، أو صراع بين عصابات المخدرات أو اختلاف حول الجنس اللطيف. ومن جهة أخرى فإن هذه الأحياء تبقى تحت سيطرة شبه كلية لهذه العصابات إلى ساعة متأخرة من الليل، غير أن هذا الانفلات يظل له أسبابه بعنابة ومنها وجود العديد من الأماكن المشجعة على مثل هذا الجنوح كالملاهي الليلية على طول الكورنيش العنابي والتزايد غير المسبوق لنقاط بيع المشروبات الكحولية وبأسعار يقال عنها إنها مغرية ولاتلزم الزبون بإعادة زجاجات التعليب.