خرج فريق وفاق سطيف من »معركة« الجيش المصري بأخف الأضرار بعد شوطين ساخنين أبدى فيهما فريق الطلائع سيطرة نسبية على مجريات اللقاء، وسط تململ في صفوف »الكحلة« التي أدت مواجهة مقبولة لكنها كانت تفتقد للفعالية اللازمة، بدليل الفرص الضائعة في الشوطين. ورغم أن قوات الطلائع سارعت إلى قصف مرمى الحارس فراجي بهدفين من نفس اللاعب »المدفع« ياسين عبد العالي في د26 و53 ، إلا أن لجوء الطاقم الفني السطايفي إلى استعمال سلاح بديل مكّن من فك الحصار وتخفيف الضغط المضروب على دفاعات الوفاق التي تلقت ضربات متتالية، حيث نجح اللاعب مشيري في تسجيل هدف ثمين في توقيت قاتل ساعد على تحرر النسور السود وتراجع أداء الطلائع وهو »المكسب« الذي سارع الطاقم الفني إلى تعزيزه عبر تدعيم خط الدفاع بإدخال مومن مكان الحاج عيسى. فراجي ينفجر تدريجيا وكان الحارس فراجي في المستوى ووفق في صد الكثير من الهجمات الصاروخية الخطيرة لهجوم الطلائع، ورغم تلقيه لهدفين إلا أن أداءه كان مميزا للغاية وهو ما يجعل أسهمه ترتفع بشكل تدريجي في بورصة حراس المرمى تزامنا مع ارتفاع قيمته لدى الأنصار. ... وإصابة حجاوي تبقى اللغز ولم يهضم الأنصار والملاحظون حقيقة إصابة الحارس المتألق دوما سمير حجاوي، حيث كان الجميع يسأل عن صحته وما علاقتها بالتطورات الأخيرة بينه وبين سيموندي وما حقيقة الإشاعات التي تدور حول الخلاف المتفاقم بينهما، وهل القضية لها علاقة بتصفية حسابات ضيقة، ومهما يكن من أمر فإن التساؤلات تبقى مشروعة لمعرفة الحقيقة كاملة غير منقوصة، لأن الوفاق ولاعبيه ملك للأنصار وللمدينة وكل الجزائر التي يمثلونها عربيا الآن. دخول مشيري... والمنعرج كان دخول المهاجم مشيري منعرجا حقيقا للقاء ابتداء من د76، حيث تحركت آلة الهجوم بشكل أكثر فعالية، خاصة بعد نجاحه في توقيع هدف التعادل في د80 وكان بإمكان رفاق أديكو العودة بالفوز أو التعادل كأضعف الإيمان لو عرف اللاعبون استغلال كل الفرص المتاحة، علما بأن إغلاق منطقة الدفاع بعد دخول مومن صعبت جدا المأمورية على عناصر الطلائع الذين استسلموا للأمر الواقع ورضوا بالنتيجة المحققة. سيريدي يصاب... ينزف دما وينقل للمستشفى تعرض اللاعب سيريدي إلى إصابة في لقاء، أول أمس، حيث خرج من المواجهة قبل أن يعود إليها بعد إسعافات أولية سريعة، لكن مضاعفات الإصابة التي تمت على مستوى الرأس دفعت بمسيري الكحلة إلى نقله فور نهاية اللقاء وعودة سيلان الدم من رأسه إلى أقرب مستشفى للعلاج، ويكون اللاعب قد عولج بعدة غرزات في رأسه بما يعني خضوعه للراحة فترة إضافية. غياب بن شادي... تساؤلات واستفهامات لم يصنع غياب الحارس حجاوي عن قائمة ال18 الحدث لوحده، فقد كان غياب المدافع »المجاهد« رياض بن شادي وراء طرح العديد من الاستفهامات، لأن عدم تواجد رياض لم يكن منتظرا ولم يكن مبررا سوى في أذهان الطاقم الفني الذي يملك المعطيات الكافية حول القضية التي ما كانت لتأخذ هذا الحجم من الاستفهامات لو كان اللاعب مصابا مثلا والقضية للمتابعة. رأس سيموندي ينجو بأعجوبة لا ينكر أحد بأن رأس المدرب الفرنسي برنارد سيموندي قد نجا بأعجوبة في لقاء أول أمس، حيث أفلح هدف فارس مشيري الذهبي في منح جرعة أوكسجين أخرى للمدرب الذي طالت أيامه في الوفاق زيادة على اللزوم رغم الهزائم والنتائج السلبية المتتالية في عهده، ويبدو أن المصير سيتحدد بعد الفاتح من ماي الذي سيشهد لقاء العودة من نصف النهائي العربي بسطيف، حيث لن يكون اللعب سهلا ومصير بطل العرب متوقف على نتيجة المقابلة. سرار: لقاء 01 ماي ليس سهلا كما يبدو أكد رئيس وفاق سطيف رضاه بنتيجة فريقه رغم الهفوات المسجلة، واعتبر بأن الوفاق قطع شوطا في الذهاب للنهائي ولكن الشوط الثاني ليس سهلا كما يعتقد الكثير، رغم أنه يلعب بسطيف وهذا ما يحتاج منا يضيف سرار أخذ المواجهة بالجدية اللازمة. المطلوب هدف واحد... وفقط وتبعا لنتيجة أول أمس، فإن الوفاق يكفيه تسجيل هدف واحد فقط بسطيف بعد أسبوعين ليضمن المرور إلى الدور النهائي وبالتالي تحقيق حلم الجميع في إبقاء الكأس العربية بمدينة عين الفوارة لتشرب منها عاما آخر، والكرة في مرمى خط الهجوم بالدرجة الأولى. بعدما وضع الوفاق قدما في النهائيهل تحتضن الجزائر إياب النهائي العربي؟ بتحقيق الوفاق لنتيجة سهلة على ما يبدو تزايدت حظوظ الفريق في المرور للنهائي العربي ومن ثمة إتاحة الفرصة للجزائر لاحتضان إياب النهائي العربي بعدما تعذر ذلك الموسم السابق، أين احتضنت عمان الإياب. ويعود الحديث عن مدى قدرة الجزائر على الاستجابة لدفتر شروط الشركة الراعية للمنافسة وكذا الاتحاد العربي لكرة القدم، ويجري عمل كبير من طرف مسؤولين جزائريين نافذين في عدة هيئات كروية على تسهيل مهمة الجزائر. ويتواجد محمد روراوة، الرجل القوي في الاتحاد العربي، في الخط الأول لدعم هذه الفكرة التي قد يكون الرئيس بوتفليقة وراءها لكي يتسنى له الحضور والإشراف ربما على تتويج الوفاق في هذه الطبعة، وهو ما يعني تحول البلاد كلها إلى عرس حقيقي ضخم، ورغم أن ملعب سطيف لا يمكنه احتضان النهائي إلا أن هناك عدة أفكار ومقترحات منها ملعب 05 جويلية الذي قد يفتح إذا كانت رغبة الرئيس في نفس الاتجاه وكذا ملعبا البليدة أو عنابة، وهي كلها ملاعب في إمكان أنصار الكحلة ملؤها بسهولة... ومهما تكن المعطيات ونتيجة لقاء 01 ماي، فإن الأمر يبقى مجرد طموحات ومقترحات هي بصدد النضج على نار هادئة. 17 لاعبا يعودون يوم الجمعة مثلما أشرنا إليها في عدد أمس طبعة الشرق فإن بعثة الوفاق لم تتمكن من العودة وفق البرنامج السابق تبعا لعدم تأكيد الحجوزات اللازمة لكامل عناصر الوفد، وتبعا لذلك لم يتمكن سوى 03 لاعبين فقط من العودة عشية أمس (من بينهم حجاوي) فيما يبقى اللاعبون ال17 المتبقون حتى يوم الجمعة أين سيعودون رفقة بقية المسيرين في نفس الرحلة المسائية. يقيمون بالعاصمة والوجهة عنابة وستقيم التشكيلة مباشرة بالعاصمة (احتمال فندق نسيب بيتش) على أن تشد الرحال صبيحة يوم السبت مباشرة إلى عنابة استعدادا للمواجهة المنتظرة مع الاتحاد يوم الاثنين القادم، فيما كان قد تأجل لقاء الكحلة مع الرائد شبيبة القبائل. سيموندي: ارتكبنا أخطاء تافهة لعبنا مباراة مقبولة وإن كان الشوط الأول سلبيا للغاية ولم نتحرك إلا متأخرين، وأعتبر بأننا مازلنا نقع في أخطاء تافهة تكلفنا دوما أهدافا قاتلة مثلما جري مع الهدف الثاني، والمهم أننا نجحنا في توقيع هدف ثمين جدا سيسهل لنا مهمة التأهل بسطيف والتي تبقى صعبة على كل حال. يوسف طلعت: فزنا على الخبرة واللقاء القادم صعب على الفريقين رغم أننا فزنا إلا أننا مازلنا في منتصف الطريق، لأن الوفاق يملك خبرة كبيرة في تسيير المقابلات، بدليل أنه لم يفشل رغم أن النتيجة كانت اثنين مقابل صفر واستطاع العودة بهدف، لكننا عازمون على بذل ما عندنا في لقاء العودة بعد أسبوعين وكلنا عزيمة على تحقيق نتيجة إيجابية رغم صعوبة اللقاء على الفريقين. فتشوا 20 مرة... بدون سبب... دون السؤال لِمَ؟فضيحة وإهانة في الدخول لملعب الجيش لم يفهم السطايفية وكل محبي وعشاق وفاق سطيف الذين خسروا الملايين من أجل مشاهدة فريقهم على المباشر، ما حدث لهم بملعب جهاز الرياضة العسكري، حيث كان مسلسل إهانة غير متوقع تماما وضحاياه طبعا الجزائريون الذين تعرضوا لشتى صنوف التفتيش المهين والمقرف وغير المبرر (لكامل أعضاء الجسد من غير استثناء)، لأن سيناريو الحراسة والرقابة زاد عن كل حدود المعقول وفاق كل التصورات حتى بلغت الحواجز أزيد من 05 في مسافة لا تزيد عن 50 مترا، فيما تراوح عدد التفتيشات ما بين ال07 وال20 مرة، وهو ما جعل التذمر يصل مرحلة متقدمة جدا لدى الجزائريين، والعجيب أن الأمر يتم »دون السؤال لمَ« والسبب طبعا حضور وزير الداخلية قائد القوات المسلحة ومادام الملعب تابعا للجيش فقد ضرب الحصار على المناصرين وأحضرت كل أنواع الإمدادات المصحوبة بالعدة والعتاد وكأن الأمر يتعلق بحرب وليست مقابلة. الصحافة تندد وتحتج بقوة وقد انتفض الصحافيون في وجه هذه المعاملة السيئة التي طالت الجميع ونددوا بها خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة وتم تبليغ مراقب اللقاء الكويتي عبد الحميد الحسين بموضوع الاحتجاج لنقله لإدارة الاتحاد العربي لكرة القدم، لأنه من غير المعقول أن يفتش شخص واحد هذا العدد من التفتيشات في مقابلة رياضية تابعة لمنافسة عربية. يوسف طلعت يعتذر باسم الطاقم الفني هذا وقدم مدرب طلائع الجيش المصري اعتذاراته بعد سماعه بالقصة »الفضيحة« باسم الطاقم الفني حتى وإن كانت المسألة تتجاوزه فقد استنكرها ولم يشأ التعليق عليها كثيرا لأن الحدود الحمراء مرسومة وليس لأحد أن يتجاوزها. أصداء وكواليس من القاهرة استعمر أنصار وفاق سطيف وسط ميدان القاهرة والشوارع الرئيسية القريبة من ملعب نادي الجيش، حيث طاف العشرات مرددين الهتافات المعروفة للوفاق وسط حيرة أفراد أمن القاهرة وكذا سكانها الذين داخوا في هذا النوع من »الأنصار« الفريد من نوعه. خرجت تشكيلة الكحلة رغم انهزامها تحت تصفيقات المئات من الجماهير التي جمعها حب العلم والوفاق وهو اعتراف حقيقي بالرضا على النتيجة المحققة. كان الحارس حجاوي أقرب اللاعبين للأنصار حيث كان الوحيد الذي توجه نحو مدرجات المشجعين ورمى لهم بقميصه قبل أن يتفطن بقية اللاعبين وكذا المدرب للأمر أين بادلوا الأنصار بتحيات مجاملة مماثلة. كان الحاج عيسى المطلوب رقم واحد لدى الأنصار خاصة الطلبة الذين يدرسون بالقاهرة حيث استغرق وقتا مطولا وهو رهينة لديهم لأخذ صور تذكارية. كالعادة هتف الأنصار بالرئيس بوتفليقة كثيرا كما هتفوا بالرئيس العراقي السابق الشهيد صدام حسين. كانت الأعلام الجزائرية حاضرة بقوة حيث رفعت في المدرجات التي زينت بالعديد من الشعارات واللافتات ذات اللون الأسود والأبيض كما كان العلم العراقي حاضرا أيضا من خلال بعض الطلبة العراقيين الذين فضلوا مناصرة وفاق سطيف. كان عدد الطلبة الجزائريين الذين يزاولون دراساتهم العليا بالقاهرة كبيرا لدرجة أن من الجماهير كانوا هم، والبقية سطايفية التحقوا تباعا وبطرق مختلفة إلى القاهرة. سجل الجنس اللطيف أيضا حضوره البارز في اللقاء وتعدى العدد ال10 نساء لم يبخلن بالزغاريد والهتافات طيلة المباراة. لا يفهم المصريون اللغة الفرنسية وكذا اللغة العربية الدارجة التي يستعملها الجزائريون الأمر الذي يجعلهم يطلبون توضيحات في كل مرة. وفي سياق اللغة دوما كان المدرب المساعد بوفنارة حاضرا في الندوة لترجمة تصريحات سيموندي.