أكد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود أن العلاقات الثنائية مع الجزائر عرفت انتعاشا واضحا منذ وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم، على اعتبار علاقات الصداقة الشخصية التي تربطه بالرئيس بوتفليقة منذ قمة القاهرة التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وأوضح إميل لحود في حوار مطول مع الزميلة يومية ''المستقبل''، أن الدعم الذي تلقته بلاده في غضون العدوان الإسرائيلي ساهم في تنشيط العلاقات الثنائية، خاصة بعد النصائح التي تلقاها من الرئيس بوتفليقة بمواصلة الصمود والتصدي العربي للعدوان، والتي أسهمت فيما بعد في خلق علاقات أخوية بين زعيمي البلدين. وأشار الرئيس السابق أن هذه العلاقات مكنته من دعوة الرئيس بوتفليقة لحضور الدورة السابعة للقمة الفرونكوفونية المنعقدة ببيروت، بعد أن قاطعها رئيس الجمهورية لسنوات عدة، وهو ما أعطى دفعا قويا للعلاقات الشخصية التي تربطه به، وأثى الرئيس بإسهاب على مواقف بوتفليقة وشخصيته التي أكد بشأنها أنها مواقف تميل للصدق وليس للحسابات والمصالح الخاصة. وفي نفس السياق، عاد الرئيس اللبناني إلى الزيارة التي قادته إلى الجزائر خلال العام ,2002 والتي اعتبرها ردا لجميل حضور الرئيس بوتفليقة لقمة بيروت، وأسر لنفس المصدر تفاصيل مقاطعة الرئيس بوتفليقة لمؤتمر في البرازيل، ووصوله مباشرة لمساندة الرئيس اللبناني الذي كان مقاطعا آنذاك بسبب مواقفه في قمة بيروت، بخصوص عودة اللاجئين وعدم التوطين. من جهة أخرى، اعتبر الرئيس لحود أن حل مشكلة النزاع العربي الإسرائيلي تكمن في تطبيق الشرعية الدولية انطلاقا من قرارات الأممالمتحدة، مؤكد أن هذا الأمر هو سر الخلاف في قمة بيروت مع القادة العرب، وأشار أن إسرائيل لا تريد السلام وعليه فإن الحل يكمن في العودة إلى القرارات واللوائح الدولية. وبخصوص العدوان الأخير على قطاع غرة، أكد الرئيس أن هناك أنظمة تصف نفسها بالمعتدلة، لكن الاعتدال يعني المطالبة بالحق وليس التنازل عن الحقوق المشروعة، و لا بد أن تلتفت هذه الأنظمة إلى شعوبها ومطالبها المشروعة، ومبديا على هذا الأساس تحفظه على مشروع الشراكة الأورومتوسطية التي ترمي إلى التخلص من الأزمة العربية الإسرائيلية أكثر مما تهدف إلى تبادل المصالح الاقتصادية.