تواصل سيناريو الاستقالات الجماعية داخل حركة حمس، حيث أعلن أمس 564 إطارا نسويا عن استقالتهن الجماعية من صفوف وهياكل الحركة، وانضمامهن إلى حركة الدعوة والتغيير الجديدة، ويوجد من بينهن 23 عضوة في المجلس الشورى الوطني، ومنتخبات في المجالس المحلية وقياديات في الهياكل الولائية. وجاء في البيان الذي يحوي اسم أكثر 564 مناضلة والذي اتهم كسابقيه قيادة حمس بالانحراف عن المنهج وتشويه صورة الحركة، وتحميل أبو جرة سلطاني مسؤولية الوضع الذي آلت إليه حمس، بعد فشل كل محاولات الصلح ورأب الصدع بين الجناحين المتصارعين. وبارك البيان في نفس الوقت ميلاد حركة الدعوة والتغيير الجديدة، التي قال بأنها تمثل بحق نهج مؤسسا حمس الشيخان نحناح وبوسليماني. وقد ضم هذا البيان الذي لا يحمل أي توقيع أو ختم رسمي ما عدا أسماء الإطارات اللائي يوجد منهن 23 عضوة في المجلس الشورى الوطني الحالي، إضافة إلى 7 عضوات في الأمانات الولائية ، وكذا 3 منتخبات محليات منهن 2 في المجلس الشعبي الولائي. وقد جاء في نفس البيان دائما الذي ضم أطول قائمة منذ بدء صدور بيانات الاستقالات الجماعية، والتي فاقت هذه المرة أكثر من 500 إطار، أن تأسيس حركة الدعوة والتغيير سيعيد التوازن إلى الوظائف الدعوية والتربوية التي تم تغييبها من قبل القيادة الحالية، وسيساهم في العودة إلى النهج الأصيل على حد تعبير محرري البيان. من جهتها اتهمت قيادة حمس على لسان محمد جمعة المكلف بالإعلام والشؤون السياسية، جماعة التغيير بممارسة التضليل الإعلامي وتضخيم الأرقام، من أجل إيهام الرأي العام بوجود نزيف في الحركة، وقال جمعة وهو يرد على البيان الذي أصدرته جماعة التغيير أن البيان مفبرك، وأنه لم يتم بصفة رسمية لغاية الآن-حسبه- التحاق أي إطار ب''الكيان الجديد''، مؤكدا أن الذين التحقوا بهم كانوا من المقاطعين أصلا منذ المؤتمر الرابع للحركة. وحرص جمعة على التأكيد أن الوعاء الحقيقي من أسماهم ب''المفصولين'' لا يتعدى أصلا نسبة 3 بالمئة من وعاء الحركة الإجمالي ، وأن ما يتم ترويجه عبر وسائل الإعلام لا يعدو أن يكون مجرد تضخيم للإيهام بوجود نزيف داخلي، وهجرة للإطارات نحو ''الكيان الجديد ''-على حد تعبيره-. وفوق ذلك أصر جمعة على القول، بأن عدد المنخرطين والمتعاطفين مع الحركة الجديدة في تناقص على حد تصريحاته، معطيا تفسيرا واحد لما يجري وما يتم تصويره بأنه إستراتيجية لجماعة مناصرة دون أن يسميها للعب على وتر التضخيم الإعلامي ليس إلا، من خلال البيانات التي يتم إصدارها كل يوم. وفي الوقت الذي تصر فيه قيادة حمس على نفي نبأ هذه الاستقالات يصر بعض قيادات حركة التغيير على وجودها، ويعدون بمفاجآت أكبر خلال الأيام القليلة القادمة، خصوصا بعد استكمال الهيكلة التي باشروها على مستوى القواعد، حيث كشف في هذا الإطار قيادي من نفس الحركة عن قرب الانتهاء من هيكلة المكاتب البلدية التي ستتبع بتنصيب المكاتب الولائية، إذ تم هيكلة ولايتين لحد الآن على أن يتم الانتهاء منها بصفة نهائية قبل 31 ماي الجاري على حد تعبير ذات المصدر دائما في تصريحاته ل ''الحوار".