دعا البرفيسور الجزائري يحيى زبير المختص في العلاقات الدولية بجامعة أوروماد بفرنساالجزائر إلى البحث في صيغ جديدة للتأثير على صناع القرار في الإدارة الأمريكية، لاسيما من خلال الدفع بوجهة النظر الحقيقية فيما يخص قضية الصحراء الغربية التي تأثرت بموازين القوى التاريخية للحرب الباردة، وتوقع الرجل استمرار حالة ''ستاتي كو'' بالمفهوم السياسي للقضية إذا لم يقع حراك سياسي دبلوماسي أو عسكري في المستقبل. وأوضح الخبير الجزائري الذي يدرّس بجامعة مرسيليا أمس الأحد في المحاضرة التي نشطها بمركز جريدة الشعب للدراسات الإستراتيجية، والتي حضرها أساتذة وباحثون وطلبة من المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية ووجوه سياسية معروفة، أوضح أن المسار التاريخي الذي أخذته العلاقات الأمريكية-المغربية كان له أثرا كبيرا على تقاطع المصالح بين البلدين، باعتبار أن المملكة كانت أول دولة تقيم اتفاقية للتعاون مع واشنطن العام .1787 وبالرغم من اعترافه من أن منطقة المغرب العربي لم تكن مهمة للغاية بالنسبة لواشنطن إلا في مراحل متباينة كالحرب العالمية الثانية، ونهاية الخمسينات وبداية الستينات والسبعينات على خلفية حروب الاستقلال وأزمة النفط وبروز قضية الصحراء الغربية، والأزمة الجزائرية في التسعينات ليصل إلى أحداث ال 11/ 09 /,2001 إلا أنه وبرغم ذلك كشف عن تعاظم الرؤية تجاه هذه المنطقة لاسيما في البحث عن التعاون الاقتصادي -وفكرة الاتحاد المغربي التجاري إزنشتات-. كما سجل المتحدث وبلغة الأرقام، أن المغرب كان على الدوم حليفا لواشنطن وهو -حسب المتحدث- يستفيد من أكبر الإعانات بعد مصر بحكم اتفاقية كامب ديفد، حيث كشف أنه قد حصل على 1/5 من حجم كل الإعانات الموجهة إلى إفريقيا. في مقابل هذا أكد أن هناك نشاطا واهتماما أمريكيا بالجزائر، لاسيما في التعاون الأمني بعد 2001 والتعاون في مجال المحروقات. وفي هذا الإطار سألته ''الحوار'' أن السياسة الخارجية الأمريكية مبنية على البراغماتية عملا بقول وزير الخارجية السابق هنري كسنجر ''إن لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة إنما هناك مصالح دائمة''، حيث وصل التعاون مع الجزائر إلى حدود ال 20 مليار دولار في مقابل 350 مليون دولار فقط للمغرب، حيث أكد من جانبه على دور العوامل الإستراتيجية وتداخل المواقف الأخرى. وعادت ''الحوار'' وسألته على دور اللوبيهات، وإمكانية استفادتها من باقي الجماعات الضاغطة خرج الايباك، كالوبيي السلاح والبترول في الكونغرس الأمريكي، حيث رد أنه يشجع نضال الصحراويين، وأبدى تعجبه من قدرتهم على الصمود بالرغم من ضعف إمكانيتهم، معترفا بقدرة فرد واحد في نيويورك -صحراوي- على الوصول لنسج علاقات مع أكبر الشخصيات في الكونغرس الأمريكي. إلى ذلك شهدت المحاضرة تدخلات هامة من طرف الوزير السابق عبد الرحمن بلعياط، الذي أبرز دور الكفاح المسلح وتاريخ الثورات الأخرى في استرداد الحقوق، بالإضافة إلى ذلك فقد تحدث النائب السابق الصادق بوقطاية على دور فرنسا في القضية والرشاوي التي يقدمها المغرب لدول العالم، والطبقة السياسية عندما تقتضيه الضرورة، بالإضافة إلى ذلك فقد أبرز الدكتور العايب من جامعة الحقوق ضرورة تطبيق الفصل السابع على قضية الصحراء بحكم وقوف القانون الدولي إلى جانب الصحراويين.