أرجع أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ''أوروماد مارسيليا'' الفرنسية يحيى زبير، الدعم الأمريكي للمغرب في احتلاله للصحراء الغربية، إلى جملة من العوامل، من بينها رواسب الحرب الباردة، ومتانة العلاقات بين واشنطن والعرش المغربي، الذي يعتبر راعيا لمصالحها بالمنطقة. وفي ندوة نقاش، نشطها بمركز الدراسات الإستراتيجية لجريدة ''الشعب'' أمس، أوضح البروفيسور زبير، أن التصنيفات التي كانت سائدة زمن الحرب الباردة، لا تزال تؤثر في توجيه الساسة الأمريكيين، الذين قال إن العديد منهم، ''لا يزالون إلى اليوم، يصنفون الجزائر رفقة البوليساريو، كوبا، وليبيا على أنها موالية للاتحاد السوفياتي رغم اندثار هذا الأخير''. كما لفت المتحدث إلى الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة، للعلاقات مع المغرب، ومتانة هذه العلاقات، وقال ''رغم أن الجزائر دولة محورية بالمنطقة، فإن الدولة المحورية بالنسبة للولايات المتحدة هي المغرب، فقد ظلت العلاقات بين الجانبين متينة على الدوام، ولم تعرف إلا القليل من التوتر''. واستشهد ضيف ''الشعب''، ضمن هذا السياق، بالمساعدات المعتبرة التي تتلقاها المملكة من واشنطن، مؤكدا أنها ''تضاعفت ب 20 مرة''، وأشار إلى أن قيمة تلك المساعدات، قد مثلت في العام 2002، 73 بالمائة من مجموع المساعدات الأمريكية الموجهة لدول المغرب العربي، لترتفع النسبة إلى 89 بالمائة في 2005. وإلى جانب المساعدات المالية، تحدث زبير عن المساعدات العسكرية للمغرب، والدور الذي لعبته أمريكا في احتلال الصحراء الغربية، واستمرار هذا الاحتلال، مشيرا إلى أن البيت الأبيض ''هو من أعطى الضوء الأخضر للمغرب لاجتياح الصحراء الغربية''. من جهة ثانية، أكد زبير، أن الأمريكيين ''لا ينكرون كون القضية الصحراوية، هي قضية تقرير مصير''، لكن واشنطن وبسبب مناخ الحرب الباردة، ''كانت تقول كيف نسمح بظهور أنغولا جديدة؟ وكانت حريصة على حماية مصالح المغرب، الذي كانت ترى فيه راعيا لمصالحها بالمنطقة''. عامل آخر له دوره في صياغة الموقف الأمريكي من القضية الصحراوية، هو دور اللوبيهات، إذ يؤكد على الدور الذي تلعبه اللوبيات الموالية للمغرب بالكونغرس على هذا الصعيد، منوّها بنجاح جبهة البوليساريو، هي الأخرى، في تشكيل لوبي مساند لها، والدور الذي لعبه، في منع شمول الإقليم المحتل من الصحراء الغربية، باتفاقية منطقة التبادل الحر، بين واشنطن والرباط. وعاد أستاذ العلاقات الدولية، الذي كان يتحدث بمنطق أكاديمي صرف، إلى مقترح الحكم الذاتي الذي يحاول المغرب فرضه على الطرف الصحراوي، فوصف هذا المقترح، بأنه ''قوقعة فارغة''، وأكثر من هذا أشار زبير، إلى الدور الذي لعبته أمريكا بهذا الخصوص، حيث أكد أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد وولش، ''أقر بأنه ساهم مع المغاربة في تحرير نص المقترح''.