على الجزائر التأسي بمصر التي تستثمر 50 مليون دولار للترويج السياحي وتجني 12 مليار دولار بعض البلدان الجارة تعمل على تسويد صورة الجزائر السياحية في العالم دعت المديرة العامة لمؤسسة الوادي الأزرق للسفر والسياحة نادية عبد المومناوي المقيمة بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدةالجزائر إلى الترويج أكثر لصورتها في الخارج لأنها الكفيلة- حسبها - بكسر الهاجس الأمني الذي نجحت الجزائر فعليا في الخروج منه، لكنه ما يزال يطبع الكثير من الأذهان التي لن تتغير الصورة لديها إلا بالاستثمار في مجال التسويق والإشهار عبر دول العالم، مسندة ذلك إلى ضرورة إيلاء سفارتنا بالخارج إلى القيام أكثر بالدبلوماسية الاقتصادية أو السياحية التي تلازم العمل الدبلوماسي التقليدي-السياسي-، كما نبهت من جانب آخر الصحف الوطنية للابتعاد عن تسويق وتضخيم الأعمال الإرهابية المعزولة والنشاز لأنها تضر كثيرا بصورة الجزائر. وكانت ''الحوار'' قد أجرت مقابلة صحفية مطولة مع المواطنة الجزائرية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام ,2006 والتي نجحت حسبها في التعريف بصورة الجزائر في مدة قصيرة، ما جعل الكثير من سياح العالم يطلبون معلومات إضافية عن الجزائر قصد الاستعداد للقدوم في أفواج سياحية، كاشفة عن عروض من استراليا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، البرازيل، الهند، ماليزيا، بريطانيا، ألمانيا، جنوب إفريقيا، السعودية، اليونان، تركيا، تايلندا وعدد من دول أوروبا الشرقية. وكانت المتحدثة، قد وصلت إلى الجزائر للمشاركة في الصالون الأول للسياحة والترفيه والعطل، الذي انعقد بين 12 إلى 15 من الشهر الجاري، بعد أن شاركت في الملتقى ال 16 للسفر العربي ATM بإمارة دبي والذي أخذ شعار ''حدث ووجهات متعددة'' والذي نشطه أكثر من 2000 مشارك من 62 دولة من بينها 6 وجهات جديدة. وتأسفت محدثتنا لغياب صورة حقيقية حول إمكانيات الجزائر الكبيرة، في وقت أكدت فيه أن الجيران-المغاربة والتونسيين- قد سوقوا لبلدهم كثيرا على حساب الجزائر، مشيرة في ذلك على أن التمور الجزائرية وحتى الكسكسي الجزائري يسوق هناك على أنه مغربي أو تونسي، وشددت المتحدثة على أن الجزائريين مطالبون بالخروج من حالة الترقب وانتظار العروض من الأوروبيين، لمرحلة استقطاب وتقديم العروض بأنفسهم، وهو الشأن الذي أكده أوروبيون وأمريكان للمتحدثة، كما أكدت وجود نية مبيتة لتسويد صورة الجزائر من طرف بعض الدول الجارة. وعن المطالب الموجهة للدوائر المعنية بالقطاع، دعت نادية عبد المومناوي، إلى ضرورة وضع برنامج موسع للتعريف بما تزخر به الجزائر- قالت- إن للسفارات الجزائرية بالخارج دور كبير فيه، بالإضافة إلى التنسيق بين وزارات السياحة والثقافة، مذكرة بدور القوافل الثقافية التي كان ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، ومعيبة عن وجود نقص في هذا الإطار. وعادت للتسويق السياحي أو ما يسمى ب ''الماركوتينغ'' وقالت إن مصر تخصص قرابة ال 50 مليون دولار في السنة لهذا الجانب المهم في التعريف والترويج السياحي، والذي يدر عليها فيما بعد أكثر من 12 مليار دولار في السنة الواحدة. وخصصت نادية عبد المومناوي جزءا من حديثها لدور الثقافة السياحية التي تبدأ من استقبال الشرطي والجمركي للسائح، بالإضافة إلى المواطن وسائق التاكسي وضرورة النظافة في الفنادق ودورات المياه وتسليط الضوء على الرقابة في المنشآت السياحية من مراقبة للمطاعم والمواقع الأثرية التي تبقى الأهم بالنسبة للسائح الألماني والاسترالي الذي لا يهتم-حسبها- بنظافة الفندق بالقدر الذي يولي اهتماما لمثل هذه الأماكن ونظافتها، مشيرة إلى أن سياحة السفاري والمخيمات قد فصلت دور الفنادق الكبرى للمراتب الثانوية في ما يتطلع إليه السائح. ورغم تسجيلها لنقاط إيجابية قامت بها وزارة السياحة الجزائرية، إلا أنها شددت على ضرورة العمل في كل الاتجاهات، مثل ضرورة إنشاء أقطاب سياحية -فنادق ذات طابع دولي- والتخفيف من جانب الوكالة الوطنية لدعم الاستثمار على المستثمر في المجال السياحي، زيادة على ذلك فقد أولت اهتماما لدور الثقافة السياحية التي أكدت انه يتطلب تعاونا بين وزارة التربية ووزارة السياحة ووزارة الثقافة من أجل برمجة دروس وزيارات للأماكن السياحية ستساهم-حسبها في التنشئة السياحية- إضافة إلى مطلبها بخلق شركاء أجانب في هذا الإطار، بالإضافة إلى ضرورات تكوين الإطارات وخلق مخطط لتأهيل الوكالات. وسألتها ''الحوار'' حول قضية زيارة السائح الخليجي الذي لطالما يضع اهتماماته في هواية الصيد، حيث نفت هذه الصورة بالاستناد إلى تجربة بعض الدول التي تنظم الأمر بصيغ تمنع الصيد في أوقات النسل، موضحة أن الدول تعمد لبيع هذه الأصناف من الذكور فقط دون الإناث -كالغزال والحبار- ثم تطلقها في مكان خاص بالصحراء يمكن للصائد أن يصطاد ما قام بدفع ثمنه وهي أحسن وسيلة حسبها لغلق الباب أمام الخلط والمزايدات في هذا الجانب. كما أبرزت في جانب آخر أنه من المؤسف أن تحتفي إيطاليا بالكسكسي وهو منتوج جزائري في كل سنة بمهرجان يجرى الترويج له وتحصد الجزائر دائما ريادة الترتيب، وهو الأمر التي قالت إنه يمكن من استقطاب آلاف من السياح في هذا الجانب فقط، وأفادت أن مصر تستفيد فقط من السياحة الفرعونية في الوقت الذي تملك الجزائر عشرات المواقع المتنوعة و4 فصول في الوقت الواحد، لكنها لم تستطع الاستفادة من ذلك، مشيرة لوجود الصحاري والجبال والوديان والثلوج والغابات التي لا تتوفر في أي بلد عربي أو إفريقي لكنها غير مستغلة للأسف. وختمت نادية عبد المومناوي، أنها ستواصل السعي على الأقل من إمارة دبي التي تعد من أكبر العواصم الاقتصادية في العالم، ووجهة محبذة لدى رجال الأعمال والمختصين في السياحة، من أجل تحسين صورة الجزائر واستقطاب قوافل من دول الخليج العربي وأوروبا الشرقية والأمريكيتين وغيرها من الدول في القريب العاجل.