ذكر آخر تقرير نشرته مجلة ''لانست'' البريطانية عشية احتفال العالم باليوم العالمي للتنوع البيئي، أن تغيير المناخ سيشكل أكبر تهديد للصحة في القرن الواحد والعشرين لاسيما في البلدان الفقيرة، وأكد التقرير أن خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض سيؤدى إلى ارتفاع نسبة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، مما يؤثر على الأمن الغذائي والمائي وعلى الصحة العامة. وأوصى التقرير بضرورة اتخاذ إجراءات لخفض انبعاثات الغازات للحد من المخاطر البيئية وبالتالي من تأثيرها على صحة الإنسان. ما جاء به التقرير يذكرنا لا محالة بمدى أهمية الاعتناء بالجانب البيئي، والحيطة كل الحيطة من عدم القدرة على التحكم في زمام الأمور، الأمر الذي لا نلمسه بتاتا وسط محيطنا الحضري وداخل أحيائنا القديمة، على الرغم من أن تعليمة رئيس الجمهورية كانت واضحة في هذا المجال، حيث أكد أكثر من مرة على ضرورة تجهيز جميع الأحياء والتجمعات السكنية بالمرافق الضرورية، وكذا توفير كل لوازم التحسين الحضري ... والسبب هو غياب الوعي العام لدى المواطنين وكذا غياب الحس المدني، وكأن الجميع يفكر بمنطق ...( تاع البايلك...)، فتجد النفايات في كل مكان، دون أي اعتبار لجهود مؤسسة ''ناتكوم''، أو جهات أخرى، هذا فضلا عن تدني خدمات مكاتب النظافة عبر أكثر من بلدية، الأمر الذي لابد أن تأخذه السلطات المعنية بعين الاعتبار، خصوصا في ظرف زمني كهذا الذي صارت فيه بيانات وتقارير هيئات البيئة العالمية تصنع الحدث، دون أن يفكر واحدا منا بخطورة الأمر... وصار من المؤسف جدا أن يمرح ويلهو أطفالنا ليوم واحد، وسط أجواء من البهجة والسرور، وفي جو بيئي ونظيف، فقط بمناسبة إطلاق إحدى الجهات المسؤولة لتظاهرة تدوم يوما واحدا تسمى تظاهرة ''يوم بدون سيارات'' للحد من نفايات وغازات وروائح السيارات التي تعبر العاصمة يوميا، أمر استحسنه ''العاصميون'' بشدة، ولقي استحسان وتجاوب العائلات كافة، في الوقت الذي تحركت فيه وزارة البيئة وتهيئة الإقليم أكثر من مرة للتصدي لمثل هذه التصرفات، بغلق المصانع المهددة للبيئة، وبإصدار قرارات الحث على حماية البيئة والمحيط. وفي خضم هذا الواقع يتضح مدى الدور الرئيسي والمهم الذي تلعبه التربية البيئية لمجتمعنا، إذ ينبغي أن تحتل مكانة متميزة ودائمة في أوساط شبابنا، كون المسألة تهم الجميع و لا تقتصر على المسؤولين والخبراء وحدهم، الجزائر من جهتها تولي أهمية خاصة للتربية البيئية، وهو ما تظهره النشاطات التي تقام على مدار السنة، متمثلة في تنظيم المعارض والمحاضرات والمسابقات المدرسية علاوة على الزيارات الموجهة لتلاميذ المؤسسات التربوية.