صراعه مع المرض ألزمه الفراش وأبعده عن حرفته ومصدر رزقه، حوّل حبه وتعلقه بالحياة إلى يأس وملل دفعاه إلى التردد يوميا، وأمام مسامع والدته المسكينة رغبته في الموت بدل طلب الشفاء. عامر جمال صاحب ال 31 ربيعا، فقد الأمل في الخضوع لعملية زراعة كبد بعدما نصحه الأطباء الجزائريون بالعلاج في الخارج، في وقت يدين له فيه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء بأكثر من 336 ألف دينار. معاناة طويلة تأزمت بعدها حالته أكثر فأكثر، وقفت في وجه الأطباء فعجزوا عن إخضاعه لعملية زراعة كبد داخل الوطن، بالرغم من التطور والنجاح الذي حققته الجزائر في هذا المجال، حيث يعجز العلم أحيانا أمام قلة الإمكانات فالأطباء ليسوا سوى الأداة التي يأتي على يدها الشفاء بإذن الله. ------------------------------------------------------------------------ البروفسور غرابة نصحه بإجرائها في الخارج ------------------------------------------------------------------------ ''البروفسور غرابة'' الذي اقترن اسمه بالنداءات المتكررة لتحسين عمليات زراعة الأعضاء بالجزائر، وقف هو الآخر عاجزا أمام حالة جمال المعقدة، إلى حد ذهابه إلى نصحه إيّاه بإجراء عملية الزرع في الخارج ما إذا تمكن من إيجاد متبرع من العائلة، نصيحة البروفسور غرابة هذه جاءت بعد قناعته في تأخر دور جمال من بين العديد من المرضى الذين ينتظرون الخضوع للعملية من طرف الفريق الطبي الأجنبي، الذي يزور الجزائر مرة واحدة في الشهر للقيام بتدخل جراحي واحد فقط، وبما أن جمال الآن في حالة مزرية، فالحل الوحيد لإنقاذه هو التكفل به في الخارج. عائلة عامر لدى سماعها الخبر كرست كل ما لديها من مال وجهد من أجل علاج جمال في الخارج، لكن محاولاتها كلها باءت بالفشلف بعدما اصطدمت بالواقع. فإجراء العملية بالخارج تتطلب أموالا طائلة أو على الأقل مشاركة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء في دفع الجزء الأكبر من تكلفة العلاج. ------------------------------------------------------------------------ وجد متبرعا لكن... ------------------------------------------------------------------------ جمال الشاب الحرفي النشيط من ولاية المدية جعل منه المرض جسدا هزيلا لا يقوى على الصمود واقفا لبضعة دقائق، صار روحا داخل جسد ينخره المرض نخرا، فتوقف عن العمل ومنه عن دفع ثمن أقساط الضمان الاجتماعي ففقد كل حقوقه في التعويض والتكفل من طرف الصندوق، بل على العكس تراكمت على عاتقه الديون لدى الصندوق منذ 2004 بمبلغ يقدر ب 336 ألف دينار إلى غاية جويلية الجاري. وحتى وإن تمكن جمال من الحصول على كبد جديد يتبرع له بها شقيقه إلا أن حلمه في مفارقة الفراش والوقوف على قدميه مجددا يبقى بعيدا عن التحقيق، حيث لم يتمكن من تسديد ديونه إلى غاية الآن، ومع كل محاولات ذوي القلوب الرحيمة في جمع المبلغ إلا أنه لم يتمكن من توفير سوى 16 مليون سنتيم.أمام هذا الوضع لم يجد عامر جمال سوى طرق أبواب (الحوار) لمناشدة وزير الصحة والتضامن الوطني لأخذ وضعيته بعين الاعتبار، ولطلب مساعدة ذوي القلوب الرحيمة في جمع المبلغ المتبقي من المال، ليسترجع الحق في التكفل به في الخارج.