" أريد أن أعيش مثل باقي الفتيات ... لا مستشفى ولارائحة دم ولا أنات الألم ... أريد ان أعيش بعيدا عن آلة تصفية الدم التي أرهقتني وحولت حياتي إلى جحيم" ... هذه من .بين الأمنيات التي عاشت مريم على أمل تحقيقها * * استمرت معاناة مريم لمدة زادت عن ال 12 سنة، في هذه الفترة بنت المسكينة احلاما ككل فتاة في مثل عمرها، و أخذت تردد طوال الوقت عباراتها... أحلم بأسرة صغيرة رفقة أطفالي أربيهم وأعلمهم وأداعبهم ... أحلم بمستقبل وردي سعيد ملئ بالورود والازهار ... أتمنى من رئيس بلدنا الحبيب أن ينتشلني من الحزن والألم ويبعثني للعلاج في الخارج وأن يستقبلني بقلب الأب الحنون مثلما فعل مع البطل زيدان, حلمي الشفاء من المرض ... حلمي أن أنام بهدوء أو أرحل بسلام من هذه الدنيا ..." ، كلمات مليئة بالحزن والأسى قالتها الضحية بصوت أجش من فرط البكاء وسط تدفق العبرات التي جعلت من وجنتيها سيل العرم ، جددت " مريم هارون الرشيد " نداؤها إلى رئيس الجمهورية مناشدة إياه بقلب الأب الحنون على أولاده من عامة الشعب أن يرحم ضعفها ويبدد حيرتها وينتشلها من براثن المرض , فوحده – تقول – يستطيع بإشارة بسيطة منه أن يقلب حياتي رأسا على عقب بعد التوكل على الله عز وجل، فيزيل الهم والكرب ويبدد أحزاني فرحا وسعادة , معاناة مريم صاحبة ال 21 ربيعا بدأت منذ 1996 حينما اكتشف الأطباء ان لديها عجزا في تطور عبر السنوات المتعاقبة إلى عجز كلوي بسبب عدم متابعة حالتها الصحية في الخارج لأنها لم تستطع الحصول على تكفل طبي متكامل, أدى بها إلى حدوث مضاعفات على مستوى القلب وانتهى بها الأمر إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة فاشلة ,وبعد استعصاء الامر تكفل بعض المحسنين ماديا لإعادة إجراء عملية أخرى من أجل تركيب وعاء اصطناعي بيدها لتسهل تصفية الدم لكن العملية فشلت مرة أخرى ولم يستطع جسمها النحيف تقبل العضو الإصطناعي الجديد , فاضطر الأطباء إلى مباشرة عملية أخرى من أجل وضع جهاز ( ناسور ) على مستوى فخذها الأيمن لأن شرايين اليد أصبحت غير مأهلة للعمل, وهذا ما زاد في ألمها ومعاناتها التي ستختفي حتما بمساعدة ذوي القلوب الرحيمة أو الرئيس بتدخله شخصيا من أجل مساعدة مريم في إجراء عملية زرع كلية، وهو أمر يصعب تحقيقه أمام الدخل الشهري المحدود لوالدها الذي يعمل كإمام بإحدى المساجد بالبليدة، لكنه يسير على أب كل الجزائريين حتى تعود الابتسامة مشرقة إلى شفتيها. فهل من ملبي للنداء؟