ثار لغط إعلامي كبير بشأن احتواء أسئلة البكالوريا التي امتحن عليها قرابة نصف مليون طالب على أخطاء متعددة وفي عدة مواد ، وهو أمر يكون قد ضرب معنويات الممتحنين في الصميم وفوت عليهم فرصة التركيز الجيد وقطع عنهم حبل الأفكار. لكن وزير التربية أبو بكر بن بوزيد فند ما تم تداوله من أخبار ورد على ما تردد بأنه ''مجرد إشاعات '' لا أساس لها من الصحة ، لأنه تم تجنيد فرق من الخبراء لإعداد أسئلة الامتحانات ، زيادة على اتخاذ إجراءات صارمة من أجل ضمان صحة كل سؤال قبل طبعه ومطالبة التلاميذ بالإجابة عليه . وبين المروجين لوقوع هذه الأخطاء في أسئلة البكالوريا و نفيُ وزير التربية لها جملة وتفصيلا ، هناك فارق شاسع يطرح أكثر من سؤال من بينها ، كيف اكتشف هؤلاء الأخطاء في حين لم يرها المسؤول الأول عن القطاع ؟ . قد يقول البعض أن الوزير لم يتسن له الاطلاع على الأسئلة مثل غيره من الممتحنين لكونها '' سرية '' ولا يجوز قراءتها سوى في يوم الامتحان ، وهي إن حدث ذلك فهو نقطة ايجابية تحسب للوزير وليس ضده كونه نجح في توفير الضمانات بعدم تسريب أسئلة البكالوريا مثلما كان يجري في سنين خلت . وقد تكون الأخطاء وقعت فعلا ولكن ليس بحسن نية وإنما عن قصد، بدليل أنها اكتشفت من طرف البعض دون البعض، وتم استعمالها ضد البعض دون البعض لسبب بسيط أن هناك من استعمل هذه الزلة بنفس طريقة '' عجوزة وحكمت سراق '' ، بالرغم من أن الخطأ إن وجد تتحمله كل الأسرة التربوية، من البواب إلى المراقب مرورا بالأستاذ والمفتش، إلى المدير والوزير وليس لشخص بعينه، لأنه عمل جماعي شاركت في إعداده أكثر من جهة . ومن هذه الزاوية تكشف طريقة الترويج لهذه الأخطاء التي وصفها بن بوزيد بأنها '' إشاعات '' ، الغرض من ورائها ليس لفت انتباه أو تصويب معطيات ولا حتى استهداف رأس الوزير ، حتى وان كان جزءا منها ، وإنما تتعداها إلى محاولة ضرب معنويات وأسس المدرسة العمومية الجزائرية التي بعدما اتهمت زورا بأنها تخرج إرهابيين وأنها منكوبة بسبب التعريب ، ها قد دخلنا مرحلة جديدة من '' معاول الهدم '' من خلال تأنيب الدارسين من أنهم يمتحنون بواسطة أسئلة '' خاطئة '' ، وهي حجة ستكشف الأيام أنها ضعيفة حتى وإن حصلت، لأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون .