كعادتها تطل علينا الأخبار من مصر، وتأتينا آخر صرعات المودة المصرية، ولا نسمع سوى عن الجديد بل آخر الجديد عن مصر الشقيقة، مصر ''أم الدنيا''، حتى لا نكاد نضيع أي جديد من هناك، فمن أطرف الأنباء التي تفاجئنا بها مؤخرا هو أن الفريق المصري أو فريق ''حسن شحاتة'' كما يحلو للبعض تسميته، قد استعمل حجة التسمم الغذائي لتبرير خسارته النكراء أمام المنتخب الوطني، والتي عاد إلى تأكيدها شوقي غريب -المدير العام لمنتخب مصر- بالأمس فقط، وإن كان الموضوع بغير الأهمية القصوى، كون المباراة قد لعبت والفائز قد استحوذ على نقاط الفوز والتقدم في الترتيب، ولن يزعجنا البتة الخوض مجددا في غمار هذه الأقصوصة النكتة، إلا أننا استغربنا فعلا أساليب الأشقاء... ويبقى أن للاتحادية الدولية لكرة القدم الفصل فيما قالوا... وقلنا. وقلنا انتهت المقابلة أخيرا و''فات اللي فات'' على طريقة الجزائريين، لكن ما لبثنا ثوان حتى عادت الأنباء المزعجة لتأتينا من وهران ''الباهية'' هذه المرة، ولتطل علينا بآخر مستجدات الطبعة الثالثة من مهرجان الفيلم العربي ... وأغرب الغرائب أن فيلم هيفاء وهبي المعنون ب ''دكان شحاته'' الذي لقي ما لقي من التعليقات ليس لقوة طرحه أو الإبداع المميز المجسد فيه، أو لطريقة تصويره الاستثنائية، بل لقي ما لقي من ''التبهديل'' والشتم والانتقادات اللاذعة لمشاهد العري والإغراء المستعملة، لا يشارك فحسب بفعاليات المهرجان ولكن أيضا ينافس عمالقة السينما أمثال ''مصطفى بن بولعيد'' الجزائري، و ''ملح هذا البحر'' لآن ماري جاسر من فلسطين و''الليل الطويل'' لحاتم علي و..و..، مع العلم أن جبهة علماء الأزهر طالبت بمنعه، بسبب ما اعتبرته إساءة للإسلام في مشاهد كثيرة منه. ولست أدري فعلا ما الذي تغير في جمهورنا وفي لجنة التحكيم القائمة على شؤون هذا المهرجان، هل تغيرت أذواق الناس لهذه الدرجة، حتى صار هذا الفيلم (...) لمغنية بالكاد استطاعت أن يسطع نجمها في فضاء الغناء والرقص، أن ينافس عمالقة الفن السابع بالمغرب العربي والمشرق وقبلهما بالجزائر وإن شهدت السينما الجزائرية تراجعا في النوعية والكمية... إلا أن الجميع لا يزال يشهد لها بالنظافة والاحترام، ومن حقنا أن نتساءل عن ما وراء جزم رئيس المهرجان بالقول إن الطبعة الثالثة له ''ستكون فرصة لترقية مجال العرض السينمائي استجابةً لتطلعات الجمهور''!!!