أبوتريكة يقرر الاعتزال ومصر بدون منتخب فضيحة من العيار الثقيل .. اتهامات أخلاقية تنذر بخراب بيوت وتدمير أسر وتحطيم مستقبل فريق جريمته الوحيدة التزامه أخلاقيا وتحليه بالإيمان حتى أطلق عليه لقب "فريق الساجدين لله"، وفي لمح البصر انهار الفراعنة وانهارت معهم كل أحلام المصريين . هكذا إذن سقط "الفراعنة" .. تجربة مميزة وإنجازات مشرفة للكرة العربية والإفريقية تنهار بشكل دراماتيكي، بعد أن تمكن الإعلام المصري من ذبح عناصر الفريق المصري وتدمير سمعتهم محليا وعالميا، ومن رحم الانتصار ولدت هزيمة قاسية هزت اللاعبين بعنف ودفعتهم إلى إعلان الاعتزال والتخلي عن كل إنجازاتهم في وقت عصيب . السرقات والعاهرات ..وبداية الأزمة اندلعت الأزمة عندما نشرت صباح أول أمس الأحد صحيفتي "ذا صنداي اندبندنت" و"سيتي برس" الجنوب إفريقيتين مقالات نسبت فيها لمصادر مجهولة في الشرطة اتهامات أخلاقية للاعبي الفريق المصري كسبب رئيسي لتعرضهم لحوادث سرقة أبلغوا عنها في وقت لاحق، وهي نفس الحوادث التي وقعت لبعثة الفريق الوطني الجزائري، حيث تشتهر جنوب إفريقيا بهذه الظاهرة. ونشرت الصحيفتان المذكورتان أقوال موظفي الفندق التي طعنت في بلاغ الفريق المصري الذي أكد أعضاءه سرقة مبالغ مالية قدرها 2400 دولار، مشيرة إلى أن التحريات أثبتت عدم وجود أي وسائل عنف تدل على اقتحام غرف اللاعبين أو فتح خزائن حفظ المال عنوة، ملمحة إلى وجود لقطات الفيديو تظهر خروج ودخول العديد من الفتيات إلى غرف اللاعبين المصريين. حيث نقلت صحيفة "ذا صنداي اندبندنت" عما أسمته مصدر بارز من داخل الشرطة المحلية قوله :"لدينا أسباب تجعلنا نعتقد بأنهم أحضروا السيدات إلى المقر الذي يقيمون به، وظلوا يحتفلون معهن قبل أن يقمن بسرقة أموالهم"، وتساءلت الصحيفة عن سبب إبلاغهم – أي المصريين - الشرطة عن واقعة السرقة بعد عدة ساعات من وقوع الحادث. فيما قالت صحيفة "سيتي برس" أنها نقلت عن مصادر من الشرطة في الفندق الذي تنزل فيه بعثة المنتخب المصري ومصادر أخرى من داخل اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم LOC قولها أنه "لا يوجد ما يشير إلى اقتحام غرف اللاعبين بالقوة، كما لا يوجد ما يشير إلى أنهم تعرضوا للسرقة"، ثم ساد الحديث عن احتفال ماجن عقب الفوز على ايطاليا كما جانب لاعبو الفراعنة مع بعض العاهرات . مخاوف من فشل تنظيم كأس العالم وراء القضية وقد كانت واقعة السرقة التي تعرضت لها بعثة المنتخب المصري مثيرة لاهتمام كبريات الصحف ووكالات الأنباء العالمية، وسط استمرار المخاوف من ارتفاع معدلات الجريمة في جنوب إفريقيا خلال الفترة التي تسبق نهائيات كأس العالم المزمع إقامتها هناك العام المقبل، مما دفع الصحف المحلية هناك للبحث عن مبرر يخفف من تلك المخاوف، فلم تجد أمامها سوى سمعة الفريق المصري، لكن هذه الاتهامات أجبرت بعثة المنتخب المصري بجوهانسبرغ على إصدار بيان رسمي للرد على هذه الاتهامات الخطيرة، استنكروا فيه هذه الادعاءات الكاذبة، مشيرين إلى أن التحقيقات التي تجرى حاليا بشأن حادث السرقة تقوم بها الشرطة في جنوب أفريقيا بمعرفة الاتحاد الدولي وأن البعثة تنتظر نتائج التحقيقات. وكان سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، قد نفى بدوره تلك الاتهامات، قائلا أن ما رددته الصحف ليس سوى محاولة للتغطية على فضيحة السرقة التي تعرض لها لاعبو المنتخب المصري في فندق "بروتيا" في جوهانسبورغ وتحويلها إلى قضية أخرى وفضيحة للفريق. وقال زاهر إن المنتخب المصري لم يكن يفكر في إبلاغ الشرطة بواقعة السرقة نظرا لحرصه على عدم الكشف عن أي سلبيات في البطولة حفاظا على علاقاته الطيبة بالمسؤولين، لكن الموريتاني محمد يوسف المرافق للفريق سارع بإبلاغ الشرطة. كما أكد شوقي غريب المدرب العام للفريق أن لا أساس للصحة فيما ذكرته بعض الصحف وقال إن ما ذُكر ليس سوى محاولات للتغطية على قضية السرقة وتحويلها إلى فضيحة للمنتخب. وأشار إلى أن عائلات بعض اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني يتواجدون حاليا في جنوب إفريقيا لمساندة الفريق لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى حجرات اللاعبين فكيف للعاهرات؟ وأفادت تقارير صحافية بأن لاعبي المنتخب المصري احتفلوا في الفندق مساء الخميس في أعقاب الفوز التاريخي على إيطاليا. الفراعنة قرروا الانسحاب قبل مواجهة أمريكا؟ وبسرعة البرق تسربت الفضيحة لوسائل الإعلام العالمية التي أفردت للموضوع، مثلها مثل جميع مواقع الانترنت، وظل لاعبو الفريق المصري طوال الساعات التي سبقت لقاءهم مع فريق الولاياتالمتحدة يتابعون ما يجري وما يقال في حقهم حتى ساد الانهيار في صفوفهم، وزاد من الطين بلة وصول تلك الأخبار إلى ذويهم وزوجاتهم، مما تسبب في وقوع مشاكل جمة، حيث رفضت بعض زوجات اللاعبين الرد على اتصالات أزواجهن الذين حاولوا تطمينهن وتكذيب ما يقال عنهم، وعلمت "الأمة العربية" من مصادر داخل البعثة المصرية أنه قبيل ساعتين فقط من بداية المباراة التي انهزم فيها الفراعنة أمام الولاياتالمتحدة بثلاثة أهداف لصفر بعد أن قدموا آداء مخيبا هو الأسوأ في تاريخهم، خرجوا على إثره من بطولة كأس القارات، طلب لاعبو الفريق المصري من مدربهم "حسن شحاتة" الانسحاب من البطولة لعدم مقدرتهم على المواصلة، وقالت مصادرنا أن اللاعبين كانوا في حالة انهيار عصبي شديد، وأدرك شحاتة أنهم غير قادرين على خوض المباراة، ولكنه طلب منهم أن يؤدوها بأي شكل كان، وهو ما كان، وهذا ما يفسر المفاجأة التي وقعت في تلك المباراة، حيث كان ينتظر من الفريق الذي أحرج البرازيل وقهر إيطاليا، أن يسحق أمريكا . مصر بدون فريق وعقب نهاية المباراة مباشرة خرج برنامج "القاهرة اليوم" لمقدمه "عمرو أديب" ليشن حملة قاسية على الفريق المصري، وشهدت الحلقة مشاجرات وتبادل شتائم بين مقدم البرنامج وبعثة الفريق المصري، بعد أن تخلى المقدم عن كل أنواع اللياقة والمهنية ليتحدث بلغة نابية وعدوانية وسوقية أيضا مع أناس اشتهروا بتدينهم والتزامهم، مثل أبوتريكة وأحمد حسن اللذين وردت أسماؤهما ضمن اللاعبين الخمسة المتورطين في تلك الفضيحة، والغريب أن مقدم البرنامج استعان ببعض من أصدقائه الفنانين لينفخوا في الكير وعلى رأسهم المطرب هاني شاكر الذي تورط بدوره في الموضوع، وبعد أن أدرك خطأه عاد محاولا نفي ما قاله عبر برنامج آخر، وبالطبع كانت قناة الحياة من خلال برنامج القارات كمان وكمان حاضرة في المواجهة، وسخر مقدم البرنامج أحمد شوبير مراسله المرافق للبعثة المصرية ليفتح باب الاتصالات مع اللاعبين الذين هاجموا بشدة عمرو أديب، وأعلن أبوتريكة علانية أنه قرر رفقة زملائه الاعتزال نهائيا وعدم مشاركة الفريق المصري في تصفيات كأس العالم، وهو القرار الذي أثار رعب الشارع المصري الذي بدأ يشعر بأن مصر ستكون بدون فريق، وكانت كلمات أبوتريكة مؤثرة للغاية، وتعبر عن مدى الحزن والإحباط واليأس، حيث قال : "نحن نحترق ونهلك أنفسنا من أجل إسعاد الفقراء والبسطاء، لكن لا نقبل أن يكون جزاؤنا الطعن في شرفنا".