أطلق مخبر ''روش'' السويسري برنامجا جديدا لتسهيل حصول البلدان النامية على دواء ال تاميفلو، والمندرج ضمن برنامجها العالمي في تأمين تموين الدول ذات الاقتصاديات النامية بالمضاد الوبائي الأول عالميا. كشف بيان المختبر الصادر أول أمس، والذي تلقت ''الحوار'' نسخة منه عن دخول البرنامج حيز التنفيذ منذ أول يوم للإعلان عنه أي الفاتح من جويلية، ويهدف برنامج تاميفلو الاحتياطي، حسب ما أورده البيان، إلى ضمان مساعدة الدول والحكومات السائرة في طريق النمو على مواجهة الوباء بتوفير جرعات كافية مباشرة بعد موافقة منظمة الصحة العالمية على تصنيف أنفلونزا الخنازير في مرتبة جديدة نظرا لدرجة الخطورة وسرعة الانتشار المذهلة، باعتبار فيروس الأتش 1 أن 1 المتسبب في هذا النوع من المرض، أكثر حدة ويختلف تماما عن الأتش1 أن 1 المتسبب في الإصابة بالإنفلونزا الموسمية العادية. واستثنى ذات البيان الجزائر من قائمة الدول المرشحة للحصول على الدواء، لحصول مجمع صيدال في فترة سابقا على رخصة لإنتاج الدواء الجنيس سايفلو، وفق توضيحات لمصادر موثوقة من المخبر في اتصال ل ''الحوار''، حيث تحصل هذا الأخير من طرف الشركة الهندية هيتيرو التي حصلت بدورها سنة 2005 على رخصة من روش لإنتاج الدواء الجنيس أوسيلتاميفير. ومن بين الأسباب الأخرى التي جعلت روش لا يتوجه ببرنامجه هذا إلى الجزائر، أضاف مصدرنا، تحسن الوضعية المالية الذي يسمح لها بالتغطية الصحية الكافية ومواجهة الوباء. ويلتزم المخبر بضمان تزويد هذه الدول البالغ عددها 71 دولة نامية، بجرعات إضافية من دواء ال ''تاميفلو'' وبأسعار جد منخفضة وفواتير قابلة للدفع على مراحل تمتد على سنوات بالنسبة للدول التي سجلت بها إصابات، بينما يمكن لباقي الدول الراغبة في الحصول على المزيد من الجرعات أن تطلبها لتحصل عليها في آجال جد قصيرة. وجاء في التقرير تصريح للرئيس التنفيذي لشعبة روش فارما وليام بيرنزم، أفاد فيه أن البرنامج الجديد جزء من المبادرات التي اتخذتها روش لتسهيل الحصول على العقار، حيث يتيح لمنظمة الصحة العالمية الفرصة لتطبيق مبادئها الأساسية والتعامل مع غيرها من المختبرات لتزويدها بالأدوية المضادة للفيروسات واللقاحات والمستلزمات الطبية. ويقدر سعر علبة من عقار ال ''تاميفلو'' خارج احتساب الرسوم الجمركية والمحلية والضرائب، ما بين 5 و6 أورو من فئة 75 ميليغراما، فيما يتراوح سعر ذات فئة 45 مليغراما ما بين 3 و 65ر3 أورو، و 2 إلى 55ر2 بالنسبة لعلبة 30 ميليغراما، يسهر المخبر ذاته على تخزينها في ظروف جيدة إلى غاية مواعيد التسليم. وأوضح البيان أن 6 دول فقط من ذوات العائدات الضعيفة تحتوي على مخزون ال ''تاميفلو''، ما يمثل 02ر0 بالمائة من التغطية الاقتصادية لحاجتها من هذا الدواء، حسب ما أفاده دافيد ريدي رئيس فرقة العمل باللجنة العالمية للتأهب للأوبئة، مضيفا أن البرنامج يسمح لهذه البلدان على وضع، تحسبا لحدوث وباء، احتياطي من عقار تاميفلو لسكانها. ويعد المخبر الآن في مرحلة مفاوضات مع وكالات مختلفة لتحديد كيفية تنسيق تسجيل الطلبات مع هيئة للأمم المتحدة على غرار منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، في حين يمكن لكل من البنك العالمي والمانحين والمؤسسات والدول أنفسها أن تكون مصادر تمويل للبرنامج. وذكر البيان أن روش قد اتخذت إضافة إلى برنامج تاميفلو الاحتياطي جملة من التدابير لتعزيز فرص الحصول على العقار في العالم، بما في ذلك، تقديم منحة إضافية من 65ر5 مليون عبوة منه لمنظمة الصحة العالمية، تعديل سعر العقار ليكون نفسه بالنسبة للبلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.