كشف جمال يحياوي المدير العام للمركز الوطني للدراسات التاريخية أن الثورة الجزائرية التي دامت 2804 يوم أسقطت 6 حكومات فرنسية، وأحدثت 3 انقلابات فاشلة للجنرال ديغول، في بوفاريك، شرشال وسكيكدة. أوضح المتحدث في محاضرة ألقاها بمقر الجمهرة الثامنة للوحدات الجمهورية للأمن الوطني بمناسبة الذكرى ال 47 لعيد الاستقلال الوطني أن قضاة في دول العالم اليوم و بعد دراسة تلك القوانين التي سنتها فرنسا إبان الاستعمار في الجزائر ''أصبحوا يضحكون من تلك القوانين وأصبحت مصدر سخرية عندهم''. ومن بين هذه القوانين فرض مختلف الضرائب على الشعب مثل ضريبة الحقول، الزيتون، على المواشي ضريبة الفرنكات ... إلى جانب عشرات القوانين التي لم يجدوا لها نظير في جميع أنحاء العالم وبعد دراسة كل مستعمرات الدول، وأضاف يحياوي أن فرنسا لجأت أيضا إلى''تجويع الشعب الجزائري وانتزاع الأراضي الفلاحية من ملاكها الأصليين وتفكيك روابط الأسرة والقضاء أيضا على الهوية والثقافة الوطنية وتطبيق سياسة النفي أيضا إلى جانب صدور قوانين ردعية ضد السكان كقانون الحالة المدنية آنذاك. وقال نفس المسؤول أن إحصائيات الثورة التحريرية أخذت من مذكرات الجنود الفرنسيين والضباط في ظل غياب إحصائيات رسمية فرنسية أو جزائرية. وكشف نفس المسؤول أن أول عملية إعدام بالغاز كان أبطالها الفرنسيون في حق الشعب الجزائري وليس من فعل الأمريكان كما يعتقد حاليا، إضافة إلى استعمال أسلحة كيماوية محرمة دوليا داخل وخارج الأرض .كما كشف نفس المتحدث أن أغلبية الجنود الفرنسيين الذين قاموا بعمليات تعذيب في الجزائر أصيبوا بالجنون. وبعد عملية الإبادة اكتشف الفرنسيون أنه كلما أبادوا الشعب الجزائري إلا والكثافة السكانية تنمو مما اضطرهم إلى استعمال سياسة قطع الرزق حيث أن آلاف الجزائريين هلكوا جوعا بسبب قطع أشجارهم المثمرة وحرق حقولهم، ورغم ذلك يقول نفس المسؤول بقي الشعب صامدا في وجده المستعمر، كما أشار إلى مختلف الإبادات الجماعية التي عرفها سكان الجزائر مذكرا بالقتل الجماعي الذي وقع بمدينة القصبة والمذبحة الكبيرة بالبليدة ومجزرة العوفية قرب وادي الحراش التي قادها الجنرال دي رافيقو والتي راح ضحيتها حوالي 12 ألف شخص حسب دراسات قام بها المركز . وأكد نفس المسؤول أن تحقيق الاستقلال الوطني لم يكن ''أبدا وليد الصدفة'' بل كان نتيجة محطات نضالية وكفاحية مريرة عرفها الشعب الجزائري منذ ان وطأت أقدام الاستعمار هذه الأرض في 5 جويلية 1830 . وأوضح أن مسيرة الكفاح كانت ''مريرة وطويلة وشاقة نظرا لطبيعة الاستعمار الذي عرفته بلادنا ''. غير ان الشعب الجزائري لم يستسلم لهذه السياسة الاستعمارية الجائرة ضده -كما اضاف المحاضر- بل راح يقاوم و يكافح ضد الاحتلال الفرنسي مذكرا باول معركة التي وقعت بمنطقة سطاويلي وفي منطقة متيجة وكذا معركة تامنفوست . ولدى تطرقه إلى دور الحركة الوطنية في تنظيم الثورة التحريرية أشاد يحياوي بالدور الكبير الذي لعبته هذه الحركة في اندلاع الثورة التحريرية عام 1954 وتجنيد كل شرائح المجتمع . وذكر في هذا الشأن بكل المحاولات الاستعمارية للتصدي للثورة الجزائرية بتدعيم الجيش بمختلف الأسلحة الفتاكة والقيام بعدة عمليات عسكرية ووضع الأسلاك الشائكة والمكهربة بمناطق الحدود وزرع الألغام إلى جانب إجراء تجربتها النووية الأولى بمنطقة رغان عام 1960 . غير أن قادة الثورة الذين كانوا أغلبيتهم من الشباب، كما أكد يحياوي لم يستسلموا لهذه المحاولات حيث واصلوا نضالهم السياسي والدبلوماسي والعسكري بكل قوة وعزيمة .